الرئيسية مقالات اليوم


44 محمد موافى 27 يونيو 2012 07:38 PM

 

انتهت الانتخابات يوم الأحد السابع عشر من يونيه، وتأخر إعلانها أسبوعا كاملا، بلغت فيه القلوب الحناجر، وحومت الشبهات حول اللجنة العليا للانتخابات والمجلس العسكرى، وأصبح ظن السوء هو سيد المشهد، ثم انتهت إلى خير، وأعلن المستشار فاروق سلطان اسم رئيس مصر الجديد، السيد الدكتور محمد مرسي، وبعد أن قلت: الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات، سرحت بخاطرى فى الأيام القليلة التى تأخر فيها الإعلان، وكيف كانت تلك الأيام مهمة، وتحمل رسائل لعموم الأمة.

فلولا تلك الأيام ما تم التمحيص، وما عادت ريمة لكل عاداتها القبيحة القديمة، ولما وجدنا فنانات اللحم الأبيض الرخيص، يعلن على فضائيات المشبوهين دعمهم للمرشح الفاشل الخاسر، ولما سمعنا شتائمهم وشتائمهن القذرة، لدرجة أن فنانة من العيار الثقيل وزنا وسمنة، قالت: "إن الإخوان المسلمين سفلة" وأنها - أى الهلفوتة بطلة الهلفوت- سمعت بأذنيها التى بإذن الله سيأكلها الدود بعد أن يعصر عليهما ليمونة، سمعت مذيع قناة الجزيرة مباشر مصر وهو يجرى حوارات هاتفية يوم جمعة الغضب مع قيادات الإخوان على أبواب سجن وادى النطرون.. ومعها سارت فضائيات حاولت ركوب الثورة، فإذا هى تعيد سيرة ومسيرة سقطات الإعلام الرسمى والمستقل فى بدايات الثورة.

ولولا تلك الأيام التى مرت شديدة وعصيبة، لما رأينا وجوه إعلاميين وصحفيين ونواب، فضحتهم الثورة فى أيامها الأولى، ثم عادوا ولحقوا بقطارها الجامح، ثم تلونوا وكدنا نتوقع منهم إطلاق اللحى وتقصير الثياب واستبدال الميكروفون بقصيب سواك فى اليد، حتى إن أحدهم صاحب واقعة البنت التى قال لنا إنها تدربت فى صربيا، ثم وجدناه أصبح شيخ الكتاب الإسلاميين، لم يستطع صبر ساعة حتى إعلان النتيجة، ومشى وراء ما تصوره أنه الحصان الجامح، فوقف المعتوه ووقف إخوانه على منصة توفيق عكاشة فى مدينة نصر قبيل إعلان النتيجة، ويا سبحان الله، والله يرحم شيخنا الصعيدى ابن عروس، الذى قال لهم "نصحتك لم تنتصح/والطبع فيك غالب/وديل الكلب لم ينعدل/ ولو علقوه فيه قالب".

لولا تلك الأيام ما جاءتنا الفرصة لنتمسك بما نراه حقا، ولولا تلك الأيام ما رأيناهم على حقيقتهم دون مساحيق تجميل، بعقولهم التى هى أقرب إلى بئر معطلة، وعيونهم الباكية على قصر سيدهم الذى استعد لاستقبال سيد جديد، هو السيد الرئيس الأستاذ الدكتور محمد مرسى، والمعروف اختصارا بـ"الريس".

لولا تلك الأيام ما توحدت القوى والجماعات التى تحب مصر، ولما عرفنا أن هناك رجالا لا يزالون يقدمون مصر على مصلحتهم، ويضعون اتفاقهم على محبة مصر، فوق خلافاتهم مع الإخوان.

لولا الشدة لظل الرجال مختلطين بأشباه الرجال، ولولا قسوة المحنة ما كانت فرحة المنحة.. فشكرا لتلك الليالى المعدودات التى ضج فيها من صبرنا الصبر، انتظارًا لفرج الله، وعلى فكرة: الله تعالى جاء بمرسي، والله وحده كفيل بنجاحه وحسيب.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 84 مشاهدة
نشرت فى 28 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,714