69 فراج إسماعيل 26 يونيو 2012 07:31 PM 
هاتان الوزارتان هما عنوان رئيس جمهورية منزوع الدسم إذا انتزعهما المجلس العسكرى منه كما تشير الأنباء المتداولة خلال الساعات الماضية.
رئيس جمهورية بدرجة رئيس وزراء فى التاريخ الجمهورى السابق سيعنى أن جنرالات العسكرى برئاسة المشير طنطاوى هم الرئيس الفعلى والحقيقى ذو الصلاحيات الفرعونية المطلقة، وسيتكرر نموذج عصام شرف والدكتور كمال الجنزورى اللذين لم يملكا من أمرهما شيئاً فى مواجهة وزيرى الداخلية والخارجية.
كان وزيرا الداخلية والخارجية أكثر نفوذًا من كل رؤساء حكومات مصر طوال العهود السابقة، وإذا استمر هذا الحال لن يستطيع مرسى القيام بعمله الذى يجب أن يبدأ بتفكيك "الدولة العميقة" وهذا لا شأن له بالمصالحة الوطنية التى ندعوه إليها، لأنه لا مصالحة مع العبث والفساد والبلطجة.
نقاوم الإعلان الدستورى المكمل إلى أن يتم إسقاطه. نرفض حل مجلس الشعب بمقتضى تفسير سياسى لحكم المحكمة الدستورية. وقد عبر الاتحاد الأوروبى عن قلقه لحل البرلمان، وأكيد هو أكثر منا حرصًا على استقلال القضاء واحترام أحكامه، لكنه يشعر بالافتئات والتجاوز والتسرع والتربص.
ومؤكد ستكون المقاومة أشد لأى محاولة يقوم بها المجلس العسكرى لنزع صلاحيات ما تسمى بالوزارات السيادية من رئيس الدولة، وعلى الدكتور محمد مرسى ألا يدخل القصر منزوعًا من أبسط صلاحيات وظيفته كرئيس للجمهورية.
بل إن تصورى للديمقراطية أبعد من ذلك، وهو أن يعطى رئيس الجمهورية لرئيس الحكومة المكلف حرية اختيار وزرائه، سيما وزارتى الداخلية والخارجية. نرغب رئيسًا للحكومة قويًا بسلطات تنفيذية على جميع وزرائه، بحيث نسأله عن توفير الأمن ونحن نثق أن بيده القرار وفى عقله المعلومات الكافية.
أدرى أن المهمة صعبة للغاية أمام مرسى وأنه سيناكف 18 جنرالاً بعقول سلطوية تعودوا على الظهور بلباسهم الكاكى فى مقدمة المشهد وفى عمق التأثير وعلى رأس الدولة العميقة. لكنه لا يجب أن يستسلم ولا أن يقبل رئاسة شرفية، فهو الشرعية الشعبية الوحيدة الآن. يملك شرعية دولية فى مواجهة جنرالات مكلفين من رئيس مخلوع لا شرعية له ويقضى سجنه المؤبد.
عناصر القوة القانونية والدستورية تتجمع عند الرئيس المنتخب، وكلها أقوى من الدبابة والزى الكاكى والطموح العسكرى للبقاء فى قلب المدينة خارج الثكنات.
ساحة النقاش