الرئيسية مقالات اليوم


محمود سلطان 25 يونيو 2012 08:00 PM

 

ليلة أمس لم يستطع صحفيو وإعلاميو "أمن الدولة"، قمع مشاعرهم إزاء "صدمة مرسي".. فشرعوا في توزيع كتائبهم على شاشات "غسيل الأموال"؛ ليفسدوا على الناس فرحتهم، وينصبوا محاكمة لـ"مرسي" قبل أن يباشر عمله كرئيس للجمهورية.

اتَّشح مذيعون ومذيعات بالسواد.. ونسى بعضهم نفسه، وانخرط في "وصلة ردْح".. وأعاد إذاعة الأُسطوانة المشروخة، عن "قلق الأقباط" و"المبدعين" والفنانين"!!.. تلك الأفّيهات والتي استخدمها مبارك وأجهزته الأمنية لإذلال المِصريين واحتقارهم.

مَن كان يتابع تفاصيل الأيام الأخيرة، وإلى ما قبل إعلان النتائج بدقائق، يتأكد بأن "دولة مبارك" كانت تخوض معركتها الأخيرة.. واتخذتها معركة "حياة أو موت".. فيما أعادت شائعات فوز شفيق الأملَ للفلول في العودة والسيطرة على مفاصل الدولة من جديد، فاستعجلوا الظهور في المشهد؛ ليعلنوا تأييدهم لمرشح مبارك وتصدَّروا مشهد تجليات "دولة اللصوص" أمام "المِنصة" على الأتوستراد في مدينة نصر.

مصر كلها كانت ستموت بـ"السكتة القلبية" حال فُرض علينا الجنرال الذي تهكَّم على الثوار في ميدان التحرير، وتعاطى باستخفاف معهم، واعتبرهم "شوية" أطفال تكفي بِضع عُلب من "البُنبوني" لإسكاتهم.

فرض شفيق، كان ضد منطق الأشياء، وضد السنن الكونية والاجتماعية.. هزيمته ـ وكما قالت تقارير غربية ـ جنبت مصر الوقوع في الفوضى.. ولعل هذا ما يحملنا على أن نشكر قوى الثورة.. وكل الشخصيات والتيارات السياسية والوطنية التي وقفت بجوار د. محمد مرسي.. لأن انحيازها له، لم يكن محض "حرية رأي".. وإنما نضال حقيقي لحماية البلد كله من فتنة شفيق.. تلك الواجهة التي قاتل خلفها "شياطين" فاقوا "إبليس" ذاته، ولم يكن يعنيهم إلا السطو مجددًا على الدولة، حتى لو كان الثمن حرق البلد بأكمله.

شفيق.. كان مشروعًا للانقسام الداخلي.. وللفتن السياسية، والمواجهات الخشنة التي ربما قد تتطور وتمضي في طريقها إلى العنف، بين المؤسسة العسكرية وبين الميادين التي عادت كيوم تنحّي مبارك.. كان شفيق مشروعًا لتلويث سمعة القضاء المصري، وتحويله إلى جهاز إداري ملحق بمكتب الحاكم العسكري.

فوز مرسي.. كان إنقاذًا للبلد.. وتطهيرًا لسمعتها.. وفخرًا لمؤسسة العدالة.. وإضافة غير مسبوقة لرصيد المؤسسة العسكرية التي تآكلت كثيرًا في الشهور القليلة الماضية.

قيمة فوز مرسي.. لا يعدلها ملء الأرض ذهبًا.. لأنها تتعلق بـ"الشرف": شرف الشعب والقضاء والجيش.. وكل المؤسسات التي شاركت في إدارة انتخابات الرئاسة.

 معنى ودلالة فوز مرشح الثورة، لا يقدرها إلا الوطنيون الشرفاء الذين كانوا على وعي بكارثية هزيمته.. فما بين "النصر" والهزيمة".. ظلت كرامة المصريين وسمعة قضائها وجيشها، معلقة على لحظة النطق بالنتيجة.

تهنئة واجبة لكل مَن تعفف عن التلاعب في النتائج.. مهما بلغت خصومته مع  التيار السياسي الذي جاء من رَحِمه محمد مرسي.. فتلك هي لحظة الفرز لمَن يستحق "التكريم" ولمَن يستحق شطبه من الذاكرة الوطنية بـ"الأستيكة".

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 78 مشاهدة
نشرت فى 26 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,714