حسام فتحي
20
يونيو
2012
07:09 PM


سيادة رئيس مصر لقد انتظرناك قروناً طويلة، تراكمت خلالها الأمانى، وتعددت المطالب، وتزايدت التوقعات، و.. و.. عفوا أنستنى الفرحة بوصول أول رئيس منتخب إلى مقعد رئاسة مصر قواعد اللياقة، وأن أبارك لك الفوز بالمنصب، والحقيقة أننا نبارك لأنفسنا ولمصرنا،.. يااااااه لو تعرف هذه الـ(نا) كم افتقدناها، دائمًا كانت مصرهم (هم).. نعم هم وليس نحن يا سيادة الرئيس.. هم المماليك.. وهم الباشاوات والأغوات.. وهم مراكز القوى.. وهم أثرياء الانفتاح الاقتصادى.. وهم شلة الرئيس وحرم الرئيس وأقارب حرم الرئيس وأبناء الرئيس وأصدقاء أبناء الرئيس.. وهم رجال الأعمال الفاسدون والمنتفعون حول الرئيس وحرمه وأبنائه وأقاربهم.

إن هذا اليوم هو يوم حاسم فى تاريخ مصر كلها، وهو كذلك حاسم فى ثورة 25 يناير، والتى ضحى فيها خيرة شباب هذا الشعب من أجل حرية وكرامة مصر، أنه يوم تاريخي.. نعم تاريخى ننتظر أن يشهد الخطوة الأولى فى رحلة المليون ميل لتنطلق مصرنا الحبيبة نحو النهضة ولنحيا كراما أعزاء مرفوعى الرؤوس وسط الأمم التى سبقتنا بسنين ضوئية فى التقدم العلمى والاقتصادى والسلوك الاجتماعى، لكن الآمال معقودة عليكم حتى نردد وبصدق شعار الثورة «ارفع راسك فوق أنت مصرى»، يوم ينتظره قرابة 90 مليون مصرى مسلم ومسيحى ليعبروا فيه من كهوف الفقر والجهل والمرض والديكتاتورية والاستبداد والذل.. إلى آفاق الحرية والكرامة والتقدم والمجد والرفعة والحياة الإنسانية الكريمة.. يوم تستعد فيه الطيور المهاجرة من خيرة أبناء مصر للعودة إلى أحضان مصرهم لينقلوا إلى الوطن كل ما اكتسبوه من خبرات وليثبتوا للعالم أجمع أن المصرى يتميز ويبتكر ويبدع عندما تتوفر له الظروف والمناخ والإمكانيات فى أحضان الوطن.

سيادة الرئيس تعلم ونعلم أن المسئولية ثقيلة يعجز عن حملها الكثيرون، والملفات التى تنتظرك تكلست صفحاتها وتحنطت المشكلات داخلها وهى تنتظر الفارس المغوار القادر على فتحها وحل ألغازها، ولو تحدثنا عن مشاكل مصرنا وهمومها لاحتجنا كتباً وصحفاً بأكملها دون أن تنتهى التحديات الجسام.

أذكر لك النزر اليسير منها على سبيل التذكير وليس التثبيط: غياب الأمن وانتشار البلطجة، تدهور الاقتصاد، زيادة عدد المواطنين تحت مستوى الفقر العالمى، انحدار مستوى التعليم، ارتفاع نسبة الأمية لتتجاوز 40%، ضعف مخرجات التعليم الفنى والجامعى وعدم مواءمتها لأسواق العمل فى الداخل والخارج، ارتفاع الأسعار، غياب النظافة، انتشار الأمراض وعدم جدوى التأمين الصحى، تدنى مستويات الأجور، ارتفاع نسبة البطالة، انتشار العشوائيات، نقص المياه، التلوث بكل أنواعه، تراجع السياحة، انتشار واستقرار السلوكيات والأمراض الاجتماعية المدمرة كالرشوة والاتكالية والواسطة والمحسوبية والتكاسل، مكافحة الإرهاب، وتحقيق مبدأ المواطنة، احتواء فلول النظام السابق والمنتفعين منه وضمهم إلى عجلة الإنتاج، استعادة ثقة المستثمرين لإعادة تشغيل استثماراتهم وفتح المشروعات، التى أغلقت لتوفير فرص عمل جديدة، حل مشاكل المرور، تنشيط مشروعات البنية الأساسية، النظر فى مشكلات أهالينا فى النوبة وسيناء ومطروح والصعيد، تنمية سيناء، تحصين حدودنا من جميع الجهات وإعادة الانضباط لها، إرسال رسالة واضحة لإسرائيل بعدم قبول مصر لأى تجاوزات، إعادة العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة للمستوى اللائق بمصر، تحقيق شعار الثورة: عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية، استعادة هيبة مصر المستحقة والمفقودة على كل المستويات العربية والإفريقية والعالمية، النظر بشكل أفضل لأوضاع المصريين فى الخارج والعمل على الحفاظ على كرامتهم وضرورة إنشاء المشاريع ووضع الخطط التى تربطهم دائمًا بالوطن.

سيادة الرئيس هذه المشاكل غيض من فيض تحديات أكبرتنتظر سيادتك منذ عشرات السنين، ونعلم أن برنامجك الانتخابى حمل حلولا سحرية وعلاجات عبقرية لكل هذه الأمور وأكثر، لكننا نعلم - بحكم خبرتنا مع الأنظمة السابقة - لا أعادها الله – إن الحلول (الورقية) يلزمها إرادة فولاذية ورغبة حقيقية كى تتحقق وندعو الله العلى القدير أن يعينك على المسئولية وينعم عليك بالبطانة الصالحة، التى تساعد على تذليل الصعاب لا على تراكمها، وتكون همزة الوصل لا سكين القطع بينك وبين شعب مصر، بطانة حب ودعم لا بطانة سوء وإعاقة.

أثقلت عليك وعذرًا ولكن لا خير فينا إن لم نقل ولا خير فيك إن لم تسمع.. أعانك الله على قيادة شعب فائر فى حالة ثورة وأعاننا على تحمل أخطاء البدايات اللازمة.. أما دورنا فى تحقيق النهضة فله حديث آخر ونحن بالتأكيد لن نقف مكتوفى الأيدى بانتظار أن تحقق المعجزات، ولن نقول لك ما قاله بنو إسرائيل لنبى الله موسى: {قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون}.

وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء