محمود سلطان
18
يونيو
2012
10:34 PM


لا  يمكن بحال فصل "تمثيلية" حل البرلمان.. عن سياق التوقعات التي قطعت، بفوز مرشح قوى الثورة د.محمد مرسي، بمقعد الرئاسة.

لم يكن قرار الحل من قبيل "بلطجة" سلطة على سلطة أخرى.. وإنما كان انقلابًا لاغتصاب "سلطة التشريع" ولتفصيل "إعلان دستوري" يقلص صلاحيات الرئيس المنتخَب، ويعيد لـ"الانقلابيين" في السلطة فرضَ وصايتهم على البلد كله، وعلى نحو لا يخلو من الصلف والاستعلاء.

لا شرعية لـ"العسكري" إلا شرعية "ملء الفراغ".. ومع ذلك وضع نفسه في مرتبة أعلى من "الشرعية الشعبية" وعلى طريقة "وضع اليد" تحت أسنَّة السلاح المِيري . إلغاء مجلس الشعب بـ"القوة المسلحة" وليس بـ "قوة القانون".. كان تمهيدًا لوضع "دستور مِيري" لقطع الطريق على المؤسسات الشرعية لوضع صلاحيات الرئيس المنتخَب، وعلى النحو الذي يُخضع المؤسسة العسكرية لولاية السلطة المدنية المنتخبة، كما يحدث في أي دولة ديمقراطية محترمة في العالم.

"إعلان" العسكري وهب حق "الفيتو" على مواد الدستور لعدة جهات.. وهي "هبة" لم يكن المقصود منها، تعدد "الفلاتر الفنية" لتنقية الدستور من المواد "غير الثورية" ، كما ادَّعى أحد النصوص الذي ورد به، وإنما لتعميق الشقاق والخلافات، والدفع بالفوضى التي تمهد للإحالة مجددًا إلى المحكمة الدستورية .. الأداة "السحرية" في يد كل الأنظمة التي تعاقَبَتْ على حكم مصر.. منذ نشأتها وإلى الآن.

الرئيس محمد مرسي يعرف جيدًا أن حل "البرلمان" كان يستهدفه هو شخصيًّا.. حتى يحدد صلاحياتِه جنرالاتُ العسكري.. وليس المؤسسة التي انتخبها أكثر من 31 مليون مصري، في انتخابات نزيهة وديمقراطية.. الرئيس مرسي اليوم مطالَب بأن تظهر صورته على خلفية قوى الثورة.. وليس على خلفية "القوة الصلبة" وأصحاب الياقات الميري.. على الرئيس مرسي اليوم أن يستقوي بالجماعة الوطنية.. وبشباب الثورة وبالميادين التي جاءت به رئيسًا للجمهورية.. عليه أن يبدأ بأداء اليمين أمام القوى السياسية ورؤساء الأحزاب والنقابات المهنية ونواب مجلس الشعب والائتلافات الشبابية والثورية في ميدان التحرير.. فلا يزال للأخير فضله ومنزلته في الضمير الثوري المصري.. هو الأولى بأداء اليمين أمامه.. فالشرعية ما زالت للميدان الذي صنع هذا الإنجاز الحضاري والإنساني الجميل.. أداء اليمين أمام "الدستورية" إجراء برتوكولي وشكلي.. أما الأداء في الميدان فله لون وطعم آخر.. إنه إسداء للجميل ورسالة إلى الجميع بأن الرئيس المنتخب يعرف قدر الميدان، وهيبته وقدرته واعتراف بشرعيته وبحقه في الثورة إذا انحرف مَن بالقصر الرئاسي، وتعسف ونسي نفسه.. فالميدان سيظل مشهِرًا للرئيس لافتة "إذا كنت ناسي أفكرك".

سيادة الرئيس محمد مرسي.. مصر كلها تنتظرك الليلة في ميدان التحرير.. فهناك تُنعش هويتك الثورية وتتوهج بداخلك مشاعر أبوتك لملايين الشباب الذين حلموا برئيس مثلك يشبههم ويشبهونه.. ولقد تحقق الحلم وبقيت أحلام أكبر .. فكن عند ظن الثوار بك.. وألف مبروك.

[email protected]   

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 39 مشاهدة
نشرت فى 19 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

306,201