حتى الهواء والماء، وذمم العباد، وفصوص الأكباد، فكرت الضباع أن تنقذ مولاها، وأن تلتف مع البغال والحمير وعواجيز الجمال، حول جموع شعب الغابة الرابضة فى الميدان، والمستعصمة بمبدأ (لا شيء عندنا نخسره)، والمستمسكة بحبة ضوء بدأت فى نشر النور بالغابة العظيمة، وبينما بدأت الحمير وراكبوها والذين أرسلوها، والذين صوروها على أنها رقصة بلدى، فى الاعتداءات، حتى ذهب القرد أبو صديرى، يستثمر الأحداث فى قناته الفضائية الرديئة، والتى أسماها الملاعين، نسبة إلى (ملعون أبو جاموسة)صاحب المزارع، وماص دم أطفال الشوراع، والتقط القرد التافه خيط رغبة أسياده الذين تصور أنهم غالبون، وجلس على مصطبته، جاعلا أنثاه على يساره، وواضعا حمارا يحمل أسفارا على يمينه، وقال له: إنك اليوم لدينا بغل عليم، وبتاريخ جماعة الغزلان لئيم، وسنحاول على الهواء، بعد تقديم واجب العزاء لأسر الشهداء، ومضغ بعض عيدان البرسيم، بلصق كل قبيح وكبيرة بجماعة الغزلان، بل ما رأيك لو قمنا بتوريطهم فى معركة الجمل؟ فتدخلت الأنثى (قردة عماشة)، ونبهته إلى أن جماعة الغزلان قدمت عددا من الشهداء والجرحى فى تلك الموقعة، فكيف سنقنع الشعب بأن الغزلان هم الضحية والجاني؟ فقال لها: من الذى جانى؟ قالت (الجانى).. الجانى يا أستاذ يعنى الفاعل، قال (معلهش) أصل الحشيش الذى بعثه الواد عبد الرحيم ابن على الصايع كان مضروبًا ولم يكن أفغانيا خالصا.

وهنا وقعت المفاجأة، حيث سكت الجميع وتكلم الحمار، وقال:

وجدتها، وجدتها، الحشيش الأفغانى، فرد القرد أبو صديرى: أين أين هات لى أوقية كاملة.. فقال الحمار الذى يحمل أسفارا: يا أبا صديرى، ركز معى أرجوك، أقول لك إن الغزلان قدموا مساعدات طبية للمجاهدين الأفغان، ومن هناك عادوا بالحشيش الأفغاني، ما رأيك يا كبير الهجاصين؟

فرد القرد عماشة: والله أنت دماغك تساوى وزنها موزا، لكن دعنا نبدأ فى قص معركة الجمل.. وسوف نقدم ما معك من سيديهات مضروبة، وأوراق أفعالها منصوبة، وتقارير من أمن الدولة مزيفة ومنهوبة، ونحلف بالله العظيم ثلاثا، وبالطلاق من تلك المذيعة-وهى على العموم ليست زوجتى- بأن كل ما نقدمه هو لوجه الله تعالى، وأنه يمثل الحقيقة والحقيقة فقط، ثم فلتريييييني(كان عاوز يقول تبقى تورينى بس ماعرفش) فلتريننى جماعة الغزلان ماذا ستفعل أمام كيدنا العظيم، وأيامهم سوداء حينما أصبح وزيرا للإعلام فى دولة مولانا الغراب.

المهم يا سيدى الفاضل-لا أطيل عليك ولو أطلت فتحملنى فقد صرنا أصدقاء- قال إيه: قال: كان نائما فعطس، ثم تمطع ورفس، فإذا بطلب على يد محضر، للمثول أمام المحكمة، فبال على نفسه، ونظر فى مرآة ثبتها خلفه، فوجد الاحمرار قد زاد وآذن بالاشتعال، فقال قولة حق صار الجيل بعد الجيل يرويها، قال إيه؟

قال: يا سيدى القاضى، والله ما شفت حاجة، فرد الجمع ممن ضمت الجلسة، يا (تيفا )يعنى صدعت رؤوسنا، وفى النهاية طِلعت(شاهد ما شافش حاجة) فخرج مهرولا خائفا، ولكنه عاد إلى مصطبته مساء، وهات يا تعقيب.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 26 مشاهدة
نشرت فى 15 يونيو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

306,205