21
فراج إسماعيل
15
مايو
2012
08:08 PM


إيه الفصاحة والحصافة والذكاء ده كله يا سيادة الرئيس المحتمل أحمد شفيق؟!.. ذكرنى وهو يتهم عصام سلطان بالعمالة لأمن الدولة، بالراحل أنور السادات عندما كان يتحدث عن التسجيلات الصوتية فى قضية مراكز القوى، وفى فمه "البايب" الشهير؟!

كانت نكتة كبيرة أن يتهم رئيس حكومة موقعة الجمل، سلطان بأنه كان عميلاً لأمن الدولة داخل ميدان التحرير أثناء الثورة، يتجسس على الإخوان وعلى البرادعى والجبهة الوطنية للتغيير، وأنه وراء فبركة القضية التى دخل خيرت الشاطر بمقتضاها السجن وحرمته من الترشح للرئاسة!

شفيق يتكلم عن أمن الدولة؟!.. دعنا إذاً نصدقه.. نصدق أن عصام سلطان عميل كان يتردد على لاظوغلى ليقدم تقاريره.. نصدقه كما صدقه محمد البرادعى فانقلب 180 درجة من "تويتة" تعتبر ترشح شفيق دليلاً على عدم قيام ثورة، إلى "تويتة" تبصم على كلامه بالعشرة، وتعتبر ما قاله كشفًا للأقنعة.. تحديدًا لقناع سلطان!

دعنا نصدق أن الأحرف الأولى للضابطين اللذين استخدما سلطان أحرف حقيقية، وأن الحرف الأول (ح) لضابط الجيزة هو (حسنين) كما تكرم به رئيس حملته لأحد برامج التوك شو، والحرف الأول (أ) للثانى هو (أحمد).. طبعًا أى كلام والسلام.. فما هى علاقة أحمد شفيق بدائرة المعلومات التى قدمت له تلك الحقائق العظيمة فى أهميتها.. أين هو منها؟.. هل لهذا علاقة بتأكيده أنه سيعيد الأمن خلال 24 ساعة فقط، وهو الذى عجز عن تأمين حارة واحدة أثناء رئاسته للحكومة.. هل أحمد شفيق وتلك الدوائر التى سربت له المعلومات والتى لابد أن تكون من فلول أمن الدولة نفسه، هم الطرف الثالث الغامض الذى يشعل مصر ويحرقها ويدمر الأخضر فيها؟!

هل لا يدرى شفيق أن اتهاماته الخطيرة تلك سهام تضربه فى مقتل، لأنها لا يمكن أن تصل إلا لمن له علاقة وثيقة بما كان يجرى فى زمن الفبركة والاضطهاد والتلصص والتنصت؟!

ومع أن كل ما قاله كلام مرسل لا أسانيد له، فإن رئيس حملته يقول إنه اطلع على الأوراق.. ومنطقى أن تكون صادرة من هذا الجهاز الذى كان أداة حكومة شفيق لإخماد الثورة بعد تعيين مبارك له رئيسًا لحكومة سميت حينها بحكومة أمنية.

الأوراق لا تخرج إلا من أرشيف "أمن الدولة".. ما يعنى أن جهاز التلصص على غرف النوم ما زال حيًا يرزق يمارس ألاعيبه فى الفبركة، ويتدخل بقوة لضمان تربع شفيق على كرسى الحكم، كما كان يتدخل فى كل الانتخابات التشريعية والرئاسية والنقابية فى عهد المخلوع.

نحن الآن أمام اعتراف ضمنى لشفيق بأنه رأس الطرف الثالث الغامض.