4
محمد موافي
27
إبريل
2012
07:33 PM


هل ماتت النخوة، واختفت الغيرة، ولم يخرج الرجال بعدُ من بياتهم الشتوى الطويل، ومعذرة على الكلام المؤلم، ولكن أمام الفيديو المرعب، لم أملك إلا ترديد: الله أكبر الله أكبر، على مَن طغى وتجبر، وذبح شعبه ولم يتأثر، ودفن الشباب أحياء، مع أن قرآنًا نزل علينا قبل أربعة عشر قرنًا ينهانا عن الوأد، ويقسم ربنا تعالى بسؤال الموءودة، التى لا ذنب لها وقد قتلت، والفيديو لا أملك وصفه، ولا تواتينى الكلمات، والفتى الشامى الحر يصدح بالشهادة، فيوجع قلبى الموجوع، وينطق بلا إله إلا الله عالية، والأقدام النجسة محيطة برأسه، ورأسه هى الجزء الوحيد الظاهر من جثمان مدفون، والجنود المجرمون يستهزئون بنطقه الشهادتين ويردون عليه: "بل قل لا إله إلا بشار". وأنا أقسم لكم أنه فى هذا الزمان: لا كلب مثل بشار، ولا أنجاس مناكيد مثل كل المدافعين عن بشار.

    وأعود للفيديو الذى لا أنصحكم بمشاهدته، حيث يظل الشاب المدفون من إخمص قدميه إلى عنقه يستصرخ فينا النخوة، ويؤنس نفسه بالشهادتين، ثم يهيل الكلاب التراب عليه، ويغوص المسكين تحت التراب العربى، وأمد يدى لأنتشله، فتصطدم اليد العاجزة بشاشة الكمبيوتر، حيث الكل فى عالم افتراضى شعوبى جبان، والله يا زمان،

تموت الأسد فى الغابات جوعًا، ولحم الضأن تأكله الكلابُ، وعبد قد ينام على حريرٍ، وذو نسبٍ مفارشه الترابُ.

تقول التقارير الغربية إن أكثر من عشرة آلاف سورى قضوا نحبهم، وإن أكثر من مائة ألف  ينتظرون ويقول الدم الشامى: ذبحونى من وريدٍ لوريدِ، وسقونى المر فى كل صعيدِ، ويقول: نزفت نزفت، ولم أجد باكيًا، ولا حبيبًا حانيًا.

   ويقول الدم الشامى: أنا الماء قد تساويت بالماء، وأنا الصحراء وقد رفضتنى الصحراء، وأنا المحبة والدرع لو تعلمون، ويقول الرسول الأمين: إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم".

   ويقول القوميون العرب الكذابون الأفاكون اللصوص إن ما يجرى بسوريا مؤامرة، وإن سقوط بشار يعنى سقوط آخر حوائط المنع، وجدران المقاومة، وتقول الحسابات البنكية إن صحفيين مصريين ونوابًا وطبالين وزمارين وأفاكين وأفاقين، وكل جموع "مذكر سالم"،التى صارت بفعل السكوت، وصوت الخنوع "مؤنث سالم" بأن الدولارات لا تزال متدفقة من أنهر الشام السبعة.

وتقول الظاهرة الصوتية الطائفية المسماة (إيران): سنظل ندعم بشار حتى  بناء آخر حجر فى مفاعلنا النووى الكذوب، ويقول المقاوم زورا والمقاول  اللابس عمامة لا تليق بكذاب، ويسميه الجهلة فى بلادى (السيد حسن): بأن قوى الشر تريد إركاع دمشق، وأن الثوار عصابات.

   وأقول بأن زمان الكلاب زاد ظلامه، وأن كلاب الزمان استطالوا ظلامًا، وأن بلاد العرب غادرها الحنين كما غادرتها السيوف التى كانت تهب لنصرة الأخ مظلومًا كان أو ظالمًا. وأقول إنه لم يبق إلا إله عادل عالم بما يجرى فى بلاد الشام، بلاد ابن تيمية والعز بن عبد السلام ونور الدين محمود.

 يا شام يا بلد الصحابة والشجعان إليك أعتذر.

 يا شام أردت كتابة مقال فوجدتنى أهذى بهذه الدموع التى نثرتها حروفًا تذبحنى كما تذبحنى أهوالك المرعبة.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 77 مشاهدة
نشرت فى 28 إبريل 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

306,158