محمد على خير
22
إبريل
2012
07:41 PM


عندما يقول وزير الخارجية الإسرائيلى، ليبرمان، إن الشأن المصرى الداخلى، أصبح أكثر قلقا لإسرائيل من الملف النووى الإيرانى، فإن علينا جميعا الانتباه،تصريح ليبرمان نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية أمس، الأحد، ونقلته بوابة الأهرام، ولم يكتف ليبرمان بالتعبير عن مدى اهتمام إسرائيل بما يجرى لدينا فى اجتماعات مغلقة، لكنه حذر كذلك رئيس حكومته من المشكلات التى يمكن أن تنشأ على الأرض بين مصر وإسرائيل بسبب سخونة المشهد السياسى والاجتماعى فى القاهرة، وأوصى ليبرمان باتخاذ قرار جريء يقضى بإعادة إنشاء التشكيلة العسكرية الجنوبية المكونة من أربع فرق، والتى جرى حلها بعد عقد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.

فى هذا السياق فإن الحكومة الإسرائيلية وعقب اندلاع الثورة المصرية كانت قد دفعت بعشرات الجواسيس داخل مصر استغلالا لحالة الفراغ الأمنى، التى سادت البلاد وقتها، ومع سقوط بعض هؤلاء الجواسيس بين أيدى المخابرات المصرية، ربما لم نكن لنتمكن من الكشف عن عدد كبير من زملائهم.

أيضا فإن الحكومة الإسرائيلية تحاول بعث رسائلها إلى الإعلام العالمى مفادها أن منطقة سيناء لم تعد آمنة بعد أن دخلتها جماعات إرهابية متطرفة تستهدف الأمن الإسرائيلى، ومنذ أسبوعين زعمت إطلاق صاروخين من داخل سيناء تجاه مناطق الحدود معها، ورغم نفى الحكومة المصرية مثل تلك المزاعم إلا أن إسرائيل عاودت التأكيد مرة أخرى بأن سيناء منطقة غير آمنة، حتى أنها حذرت مواطنيها الذين يزورون سيناء حاليًا بسرعة العودة بسبب الخوف من وقوع عمليات إرهابية تستهدفهم.

تأتى التصريحات الإسرائيلية فى الوقت الذى انشغلنا فيه جميعًا بما يجرى فى الداخل من أزمات وجدال سياسى ومليونيات، ومحاولة كل فصيل سياسى التأكيد بأن رأيه وأنصاره هم الأفضل، وتشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، ثم صراع البرلمان مع الجنزورى لسحب الثقة من حكومته، فى هذا التوقيت كانت حدود مصر تشهد خطرا كبيرا، ونحن غرقى فى خلافاتنا الداخلية التى لاتنتهي، بعد أن غلبت المصالح الحزبية الضيقة على مصالح مصر العليا.

وإذا تركنا حدودنا الشرقية مع العدو الإسرائيلى فإن الأحداث المشتعلة فى السودان بشماله وجنوبه تستدعى من الدولة المصرية بكافة سلطاتها الاهتمام، فالحرب هناك ما إن تهدأ حدتها حتى تشتعل ثانية، خاصة أن حجم التواجد الأجنبى وصراع المصالح السياسية العالمية ليس بالقليل داخل السودان، واحتمالية استمرار النزاع المسلح بين دولتى السودان (الشمال والجنوب) قائمة بدرجة كبيرة، حيث إن نهج الاستعمار الدائم هو ترك مسائل الحدود معلقة بين الدول، التى تشهد انقساما وانفصالا بين أجزائها، وهذا ماجرى فى السودان، عندما تركوا منطقة الحدود فى أبيى الغنية بالنفط (تنتج مايقرب من 70% من إجمالى النفط السوداني) عالقة بين الدولتين، إضافة أيضًا إلى مشكلات الديون والمنفذ البحرى لدولة الجنوب، وتبدو الأصابع الإسرائيلية حاضرة فى دولة الجنوب، وللتذكرة فإن إسرائيل كانت البلد الأولى التى زارها رئيس جنوب السودان سيلفا كير بعد إعلان استقلال بلاده، وأعلنت إسرائيل عن تقديم الدعم الفنى للدولة الوليدة، وللأسف فقد انشغلت مصر بهمومها الداخلية عن ملف السودان رغم خطورته، خاصة أن قرار الانفصال بين الشمال والجنوب قد أحيا مشروع تقسيم السودان إلى أربع دول فى الشمال من بينها دولة للنوبة.

وفى الحدود الغربية فإن دعوات تقسيم الدولة الليبية إلى ثلاث دول فيدرالية لاتزال قائمة، وحتى الآن فإن اهتمام القوى السياسية المصرية والحكومة والبرلمان بما يجرى على حدودنا ليس كافيا، بعد أن أغرقتنا مصالحنا الضيقة، فهل ننتبه قبل الطوفان.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 22 إبريل 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,476