2 محمود سلطان 17 إبريل 2012 10:53 PM

 

قطاع ليس بالقليل من التيارات التى تسمى بـ"المدنية".. عاد اليوم إلى تبنّى فكرة "التوافق".. سواء على صعيد "الرئاسة" أو "التأسيسية".. وهى ثمرة المراجعات التى تلت مشروع السلطة فى إعادة إنتاج دولة مبارك.. أو استخدام سَدَنة الأخير كورقة للابتزاز والمقايضة على هذا المرشح أو ذاك.

 وسواء كانت الأولى أو الثانية فإن المشهد كان يشير إلى أمر جلل يُرتب لـ"نشل" أخطر منصب سياسى فى البلاد، مستغلاً حالة التشظّى والخصومة والعنف المتبادل بين القوى السياسية على اتساعها وتنوعها.

غير أن البعض لا يزال يتصرف  بمنطق "المراهقة السياسية".. ويسعى إلى إشعال الحرائق على طريقة "لعب العيال".. حين طالبوا التيار الإسلامى بـ"الاعتذار"؛ لأنه صوَّت بـ"نعم" على التعديلات الدستورية فى 19 مارس 2011.. باعتبار أن الأخيرة هى التى أفضت إلى الأزمة الحالية.. ويتبنى هذا المنحى "الطفولى" تيار نزق من السياسيين الهواة وكُتاب صحف "مبارك" التى رُخّص لها من داخل مكاتب جنرالات التعذيب فى المقر الرئيسى لأمن الدولة فى "لاظوغلى" سابقًا.. و"مدينة نصر" لاحقًا.

هذه "رِدَّة سياسية" لا تريد تعزيز أواصر صلات الرحِم بين القوى السياسية، وهو المطلب المُلح الآن، بعد أن عايشنا تفاصيل البحث عن رئيس "مِيرى" أو من ذوى الأصول التى تحمل جينات نظام مبارك، باعتباره السند "الآمن" لكل الأطراف القلقة على مصالحها من أن يأتى رئيس ينتمى إلى الثورة بكل ما تحمله الأخيرة من رؤى وأحلام كبيرة تُنهى عصر "الامتيازات" المهنية والفئوية وتُخضع كل مؤسسات الدولة، مهما كانت منزلتها السيادية لولاية السلطات المدنية المنتخبة.

هذا التيار "الصبيانى" المتطرف.. يشترط أن يقدم الإسلاميون اعتذارًا للرأى العام عن "كبيرة" الإدلاء بالأصوات لصالح الإعلان الدستورى.. وذلك قبل "التوافق" على مدوَّنة وطنية لكتابة الدستور.. غير عابئ بخطورة هذا "الدلع" على الانتخابات الرئاسية والتى يُشترط لها الآن ـ ووفق "الدستور المؤقت" ـ أن يُكتب الدستور قبل موعد استحقاقاتها.

فضلاً عن أن طلب الاعتذار.. هو نوع من التحرش بالبيئة السياسية الجديدة، التى بدأت تميل نحو التوافق واكتشاف حسناته وبركته، ومحاولة تدارك ما فاتها .. كما أنه لم يحدث ما يدعو إلى الاعتذار؛ لأن الخلاف ـ آنذاك ـ كان على كتابة الدستور قبل الانتخابات البرلمانية.. وهو مطلب "لصوص" شاءوا أن ينفردوا بالدستور بعيدًا عن الشعب وعن "الشرعية".

ما يطمئننا اليوم أن التيار الأساسى فى الجماعة الوطنية المصرية، بات هو الأكثر رشدًا وعقلانية، والأكثر ميلاً إلى عدم الالتفاف إلى الماضى وطَىّ توتراته وعصبيته، والتطلع إلى تجاوز التحدى الأكبر "الدستور والرئاسة" تحت شعار: الكل "يد واحدة".

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 124 مشاهدة
نشرت فى 17 إبريل 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,417