جمال سلطان
17
إبريل
2012
10:55 PM

لست أشك في أن حازم صلاح أبو إسماعيل تعرض للظلم البين من قبل اللجنة العليا للانتخابات ، وأن المستندات التي اعتمدت عليها لا تصلح نهائيا لكي تحرمه حقه في الترشح لرئاسة الجمهورية ، وهو الحق الذي يكفله له القانون والدستور ، كما أن المرشح الرئاسي يمتلك حكما قضائيا يفترض أنه "عنوان الحقيقة" في مسألة حقيقة وجود جنسية أجنبية لوالدته من عدمه ، وهو الحكم الذي تجاهلته اللجنة مع الأسف ، وفي النهاية فإن كل السبل للطعن القانوني أو مراجعة قرار اللجنة مسدودة ، لأن الإعلان الدستوري حصن اللجنة وقراراتها من أي طعن ، فما الحل الآن ؟

إنني من باب الحب الذي أحمله للشيخ حازم والتقدير لصلابته وذكائه وكفاءته المدهشة التي أدار بها حملته الانتخابية وصراعه مع اللجنة العليا للانتخابات ومع طوفان إعلامي معادي بشراسة حاول أن يكسر صلابته أو يشوه سمعته ، من هذا الباب أدعو أبو إسماعيل إلى توجيه نداء شامل لمحبيه وأنصاره إلى غلق هذا الباب بالكلية ، وتجاوز المحنة والإحباط وتحويلها إلى طاقة تغيير سياسي سلمي فاعلة على المدى الطويل ، وتوجيه دفعة هذا الاصطفاف السياسي الهائل في تأسيس حركة سياسة جديدة ، وخاصة في صيغة حزب سياسي ، يعبر عن مشروع الشيخ حازم أبو إسماعيل وأنصاره لنهضة مصر ورؤيته للإصلاح ودعم كل الجهود الأخرى النبيلة التي تحقق أشواق ملايين المصريين للعدالة والإصلاح واستعادة هوية المجتمع التي سلبت على مدار عقود طويلة ، وانتزاع السلطة في مصر من قبضة النظام القديم لترسيخها في يد الشعب وقياداته الشرعية الجديدة ، وفي يقيني أن الإعلان عن تأسيس هذا الحزب سيكون طفرة هائلة في الحياة السياسية المصرية ، وأنا مقتنع بالرأي الذي يذهب إلى أن هذا الحزب لو تشكل فإنه سيكون "حزب الأمة المصرية" فعلا ، وأكبر الأحزاب المصرية وأكثرها شبابا وحيوية وأكثرها انفتاحا على المستقبل وأقلها في العبء التاريخي ، وسيكون هذا الحزب الجديد حجر الزاوية في أي مشروع سياسي مقبل ، وأتمنى أن يدشن هذا الحزب مشروعه السياسي بالدعوة إلى الاحتشاد وراء مرشح رئاسي من الذين يكملون المسار الانتخابي ويعبر عن التيار الإسلامي المستقل والذي يحظى بقبول من كل الأطراف والتوجهات ، فالمؤكد أن دعمهم لهذا المرشح سيكون مرجحا قويا للغاية في إعلاء فرص فوزه في الانتخابات المقبلة .

ترشح الشيخ حازم أبو إسماعيل أقلق جهات عديدة ، في الداخل والخارج ، لغته الحاسمة وأفكاره التي لا تعرف أنصاف الحلول ، وخطابه الجماهيري ، والجاذبية السياسية "الكاريزما" التي يمتلكها عند الشباب ومعظم أبناء التيار الإسلامي بكل أطيافه ومستوياته العمرية ، وهيئته وسمته واستقلاليته ، كل ذلك أثار فزع كثيرين ، بما في ذلك أجنحة في التيار الإسلامي ذاته ، مع الأسف ، رأوا فيه حالة عصية على الاستيعاب والسيطرة وأكبر من أن يوجهها حزب أو جماعة ، كما كان هناك تحفظ من قطاع إسلامي آخر ربما رأي أن تلك اللحظة في عمر الوطن وتجربته الديمقراطية الرخوة لا تحتمل مثل شخصية الشيخ حازم في رأس الدولة المصرية ، وأنه ربما كانت أحوال الوطن بعد عدة سنوات عندما تستقر مؤسساته وتتعزز الديمقراطية وتتسع ثقافتها بما فيها الحق في الاختلاف والتعددية واحترام التنوع ، ربما يكون الواقع وقتها أكثر تفهما وأقل قلقا وفزعا من ترشح أمثال الشيخ حازم .

القدر المتيقن الآن في تلك الملحمة ، أن حازم أبو إسماعيل خرج منتصرا هو وحملته الانتخابية ، وغادروا السباق الانتخابي بشرف ، وحققوا خلال أسابيع أو شهرين ما لم يحققه آخرون في سنوات طويلة ، ونجحوا في أن يكونوا "الحدث" الذي فرض نفسه ، وما زال ، على الساحة السياسية والإعلامية المصرية ، لقد طرقوا الباب بقوة ، والأفق السياسي مفتوح أمامهم الآن على مصراعيه ليصنعوا تاريخا جديدا لمصر.
[email protected]

 

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 29 مشاهدة
نشرت فى 17 إبريل 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

305,736