هشام النجار | 19-03-2012 15:56

طارت علياء المهدى، التى تعرت كيوم ولدتها الست ماجدة - والست ماجدة هى أمها التى تنتسب إليها هكذا: علياء ماجدة المهدى طارت علياء بنت ماجدة إلى السويد فى مؤتمر عالمى لتمثيل المرأة المصرية، متحدثة عن المرأة وهمومها وقضاياها وأشواقها للحرية، وتحدث صديقها الملحد كريم عامر، والذى نُشرت صوره هو الآخر عارياً كما ولدته الست أمه، وتحدث كريم عن التحديات التى تواجهها المرأة فى مصر.

وإذا عدنا لكلمتى علياء وصديقها وقمنا بمقارنتهما بتصريحات سميرة إبراهيم صاحبة القضية الشهيرة المعروفة إعلامياً بكشف العذرية وحوارها مع الجارديان، لوجدنا تطابقاً عجيباً ووجهات نظر فى غاية الانسجام، فالمرأة فى مصر "زى الفل وتمام التمام" لكن بدون الإسلاميين والعسكر، فهذا هو الخطر الداهم الذى يهدد حريات المرأة ويهدد وجودها وكرامتها وإنسانيتها.

ومن الصدف العجيبة أن المحافل الدولية ووسائل الإعلام العالمية وكبريات الصحف الدولية تحتفى اليوم بمصريتين، الأولى علياء المهدى والثانية سميرة إبراهيم التى استشاطت غضباً وسعت لتدويل قضيتها بعد تبرئة القضاء المصرى للضابط المجند الذى اتهتمه. وهنا تكمن المفارقة، إذ الجهة نفسها تلجأ إليها فتاة مصرية تستغيث لصون شرفها وتشتكى من الاعتداء على خصوصيتها كامرأة، وأيضاً تلجأ إليها فتاة تشتكى التخلف والرجعية وتعترف علانية بأنها فقدت عذريتها مع رجل يكبرها بأربعين عاماً، وهى فى سن الثامنة عشرة، وتطالب بالحرية المطلقة وممارسة الجنس بدون زواج وتتعرى أمام العالم كله تعبيراً عن حريتها - كما تزعم - ويحتفى المجتمع الدولى بهذه ويحتفى بتلك، فى مواجهة التحدى المزعوم - الإسلاميين والعسكر - الذين يعتدون على خصوصية سميرة ويكشفون على عذريتها من جهة، والذين يحجرون على علياء ويحرمونها من الحرية ومن التعرى ومن حقها فى فقد العذرية بدون زواج من جهة أخرى.

لن نستعيد تاريخ الاحتفاء والدعم الدولى لحركة تحرر المرأة وإقامة المؤتمرات النسائية، التى كانت تمثل على أعلى مستوى من قبل الغرب فحضرتها زوجات رؤساء أمريكا وإنجلترا، لكن قد نفهم هذا مع سيدات مصر اللاتى كافحن وناضلن ضد الاستعمار الأجنبى والمطالبات بالمساواة مع الرجل فى الحقوق السياسية وحقوقهن فى إكمال التعليم والترشح فى الانتخابات.

كان ذلك يحدث فى مناخ وبأسلوب لا يجرح الاحترام للمرأة المصرية - مع تحفظنا الشديد - لأنها حتى وهى تكشف عن وجهها فى رفضها غير المبرر للحجاب، لم تفقد احترامها بل كانت تمشى فى كنف الوقار حتى وهى سافرة، بحسب وصف شاعر النيل حافظ إبراهيم: وأخذن يجتزن الطريق ودار سعد قصدهنه.. يمشين فى كنف الوقار وقد أبن شعورهنه .

الوقار الذى لم نلمحه على سميرة حتى وهى تضع الحجاب على رأسها.

والذى خسرته حركة تحرر المرأة المصرية، بعد أن اكتشفنا فى آخر حلقة من مسلسل احتفاء الغرب بالمتشدقات بالحرية، أن المقصد النهائى وعقدة القصة هى التعرى الكامل والتمرد الكامل على العادات وتعاليم الدين والأخلاق.

بقى أن يضطلع أحدهم بكتابة تاريخ حركة تحرير المرأة وإعادة قراءة كتب قاسم أمين على ضوء التطورات الخطيرة الأخيرة وبعد مشاهدتنا للحلقة الأخيرة من المسلسل وبعد أن سقطت ورقة التوت.

اشتراكك في خدمة أخبار المصريون العاجلة على الموبايل يصلك بالأحداث على مدار الساعة

لمشتركي فودافون : أرسل حرفي mo إلى 9999 ـ الاشتراك 30 قرشا لليوم
لمشتركي اتصالات : أرسل mes إلى 1666 ـ الاشتراك 47 قرشا لكل يومين (23.5 قرشا لليوم)

 

اضف تعليقك
يجب ادخال اسم الاسم :

يجب ادخال عنوان عنوان التعليق:

التعليق:
يجب ادخال تعليق يجب ألا يزيد النص عن 500 حرف
أرسل التعليق


تعليقات حول الموضوع


بلاااااغ للنائب العام

د نعيم | 19-03-2012 19:31

واجب على كل محامي مسلم مطلع على الحسبة في القانون المصرى ان يتقدم ببلاغ ضد من اهانت بناتنا و امهاتنا و اخواتنا... كلنا تضررنا .... فهل من مبلغ؟





أدخل التاريخ ولو بالأجرام

أشرف عواض | 19-03-2012 18:48

هذه كلمة نابليون. وأعتقد بدأ الكثيرون من المصريون تطبيقها. من هى علياء المهدى لم نعلم عنها أى شئ ولكننا علمنا بها من الصحف والتلفزيون والمقالات أيضا. بمعنى من شهرها هو الأعلام نفسه. أيعتقد الأعلام أن بسبها أو اهانتها فى الصحف والتلفزيون هذا سيهينها أو يشعرها بالخزى والعار. لو شعرت بذلك ما تعرت من البداية. الأعلام صنع منها نجمة وهذا هدفها.

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 59 مشاهدة
نشرت فى 20 مارس 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,654