-----------------------
سيرة وتاريخ
السيرة النبوية
-----------------------
عثمان بن جمعة ضميرية
الطائف
غير محدد
محامد و أدعيةطباعة الخطبة بدون محامد وأدعية
-------------------------
ملخص الخطبة
1- دعوة رسول الله لأهله الأقربين. 2- موقف أبي لهب المعادي للدعوة. 3- جهر رسول الله بدعوته على جبل الصفا. 4- صفات أعداء الدعوة.
-------------------------
الخطبة الأولى
أما بعد:
أيها الاخوة المؤمنون : ألمحت في الخطبة الفائتة إلى بدايات الدعوة الإسلامية في مكة المكرمة ، الدعوة التي ترامت أنباؤها إلى قريش ، رغم ما يحوطها من تكتم ، ولكن قريش لم تعرها في أول الأمر اهتماما ، وما أن بدأ الإسلام يفشو وينتشر انتشار النور والضياء في ربوع العالمين حتى توجست قريش خيفة من ذيوع الدعوة وامتداد أثرها وأخذت ترقب على الأيام مصير هذه الدعوة ومصير محمد .
واستمر هذا التطور للدعوة السرية ثلاث سنين ، ثم أوحى الله إلى رسوله أن ينذر عشيرته الأقربين: وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون . وبدأ عليه السلام يفكر في الوسيلة لدعوة عشيرته فصنع لهم طعاما دعاهم إليه ، وكان فيهم عمه أبو لهب ، وجد فيه حدة وغلظة وسفاهة وتعصب للأصنام ، ولما تأهب النبي لعرض دعوته عليهم بادره أبو لهب قائلا : هؤلاء عمومتك وبنو عمومتك فتكلم ودع الصبأة . .تخرج عن دين قومك . ولا تعرضهم لغضب العرب ،فإن فعلت فنحن أولى بتأديبك فنحبسك لأننا أحق بهذا من غيرنا .
فعلم النبي أن الفرصة لم تحن بعد ، وأن الجو غير ملائم للكلام فسكت ولم يتكلم في ذلك المجلس ، وسكت أياما ثم دعاهم عليه السلام ثانية وأشارت صفية رضي الله عنها بعدم حضور أبي لهب ولكنه حضر وبعد أن انتهوا من طعامهم ، قال بعد أن حمدا الله وأثنى عليه: أما بعد فإن الرائد لا يكذب أهله ، ولو كذبت الناس جميعا ما كذبتكم ، والله الذي لا إله إلا هو إني لرسول الله إليكم خاصة والى الناس عامة . . وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين على الميزان : شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون ، ولتحاسبن بما تعملون ، ولتجزون بالإحسان إحسانا وبالسوء سوءا ، وإنها لَلْجَنة أبدا أو النار أبدا ، يا بني عبد المطلب ، والله ما أعلم شابا جاء قومه بأفضل مما جئتكم ، إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، فمن يجيبني على هذا الأمر ، ويؤازرني على القيام به ؟
وهنا تكلم عمه أبو طالب كلام لينا ، واعتذر اعتذارا لطيفا ، أما أبو لهب : فقد ثار ثائره وعاد إليه حمقه وجهله فصاح كالجمل الهائج هذه والله السوأة . . خذوا على يديه قبل أن يأخذ على يديه غيركم ، فقال أبو طالب : لا والله لنمنعنه ما بقينا . .
وازدادت عداوة أبي لهب وشراسته يؤازره في ذلك زوجته أم جميل حمالة الحطب فلما وقف على الصفا ليصدع بأمر الله فأصدع بما تؤمر ، وجعل ينادي : ((يا بني فهر ، يا بني عدي ، حتى اجتمعوا ، فقال النبي : أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تغير عليكم ، أفكنتم مصدقي؟ قالوا :ماجربنا عليك من كذب .فقال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقال أبو لهب : تبا لك ألهذا جمعتنا ؟ فأنزل الله تعالى: تبت يدا أبي لهب وتب ، ولكن صيحة الصفا لم تهب أدراج الرياح : فبدأ الناس يتحدثون عن الدين الجديد فكانوا كما قال الله تعالى عنهم: فمنهم من هدى الله ومنهم حقت عليه الضلالة .
فأما من كتب الله لهم السعادة فبدأ يتسللون إلى رسول الله يتلقون الدعوة ويؤمنون بصاحبها ويستضيئون بنورها، وأما من حقت عليهم الضلالة ، الذين عميت بصائرهم وماتت قلوبهم فأخذوا يحاربون محمدا ودعوته ، مدفوعين لذلك بدوافع الهوى والشهوة والخوف على مناصبهم وزعاماتهم للقبائل الخاضعة لهم .
ولكن ماذا تصنع خصومة أولئك كلهم ، وهم الذين رأينا صفاتهم وأحوالهم ، إنهم متعصبون تحجرت عقولهم ، تزين لهم سطوتهم البطش بمن يخالف من دعاه الحق: وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا .
إنهم مترفون سرتهم ثروتهم ، يحبون الباطل ، لأنه على أرائك وثيرة ، ويكرهون الحق لأنه عاطل عن الحلي والمتاع: وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاماً وأحسن ندياً .
إنهم متعنتون: يحسبون هداية الرحمن عبث صبية ، أو أزياء غانية فهم يقولون : هات هذا ودع ذاك: وإذا تتلى عليهم آياتنا بنيات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله .
أو مهرجون يتواصون بينهم بإفتعال ضجة عالية وصياح منكر عندما تقرأ الآيات حتى لا يسمعها أحد فتترك في نفسه وعقله أثرا: وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون .
وهكذا نفروا جميعا من الإسلام وهربوا منه كهروب المذنب من ساحة القضاء بعد ما انكشفت جريمته وثبتت إدانته ، وهم يعلمون حق العلم صدق الرسول : قد نعلم إنه ليحزئك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون .
-------------------------
الخطبة الثانية
لم ترد.

المصدر: موسوعة المنبر
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 44 مشاهدة
نشرت فى 17 فبراير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

306,238