حول القرضاوي: |
||||
م |
||||
وقد أعد للمؤتمر أربعون أو ثلاثة وأربعون بحثا، تعين على توضيح الرؤية، وتمهيد الطريق لتنصير المسلمين، الذين أحزن المنصرين إخفاقهم إلى اليوم في هدايتهم! وعدم استجابتهم لدعوتهم،وإيمانهم بالمسيح إلها ومخلّصا!! لقد كانت أيام المؤتمر السبعة مشحونة بالعمل والإنجاز، جلسات متتالية في تسلسل صارم، وفيها قرروا إنشاء معهد متخصص في تنصير المسلمين أطلقوا عليه اسم أحد عتاة التبشير، وكبراء التنصير، وهو صمويل زويمر، الذي رأس عددا من المؤتمرات التبشيرية في القاهرة وفي غيرها، منشئ مجلة (العالم الإسلامي) التبشيرية، فأرادوا إحياء ذكراه بهذا المعهد. جاء في التعريف بهذا المعهد الفقرة: (إن الهدف الرئيسي لمعهد صمويل زويمر، هو مساعدة الرجل المسلم، والمرأة المسلمة، والطفل المسلم، في كل مكان، لتوفير الظروف التي تجعلهم يقبلون المسيح إلها ومخلصا لهم، وأن نرى الكنيسة مزروعة بين كل جماعة مسلمة). وللمعهد شعار مكتوب على لوحة كبيرة خضراء اللون، وباللغتين العربية والإنكليزية، ونص هذا الشعار: (لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله، فاذهبوا وتلمِذوا (اجعلوهم تلاميذ) كل المسلمين، من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة). وقد رصدوا لهذه الغاية مليار دولار (ألف مليون دولار) جمعت بسهولة، ووضعت في أحد البنوك. إن أخبار هذا المؤتمر تناقلتها وكالات الأنباء، ونقلت إلى العالم الإسلامي، وأقضت مضاجع الغيورين من المسلمين هنا وهناك، وأنا منهم، إن لم أكن في مقدمتهم، لما يبيت للإسلام من مكايد، وما يرصد من أموال، وما ينشأ من معاهد، وما يعد من رجال مدربين، لتحويل المسلمين عن دينهم إلى المسيحية التي لم تعد مسيحية عيسى ابن مريم، بل مسيحية (سانت بولس)، والتي لا يذهب أهلها إلى الكنائس في أيام أحد إلا نحو 5% خمسة في المائة، كما قالت الإحصاءات في أوربا.
وقد جاءني صحفيون وصحفيات من أمريكا وأوربا، يسألونني - كما سألوا غيري - عن سر هذه الصحوة، التي جعلت الشباب يترددون إلى المساجد، ويرجعون إلى القرآن والسنة، ويتمسكون بآداب الإسلام، الفتى يلتحي، والفتاة تختمر (أو تتحجب)، والجميع يؤدون الفرائض، ويتجنبون المحرمات، بل يتقون الشبهات. في حين نرى الشباب الغربي أعرضوا عن الدين، وغرقوا في الشهوات، ولم يعد الدين من مطالب حياتهم؟ في هذا الوقت الذي بدأ فيه رجال التنصير ينشطون، كانت الصحوة تشق طريقها بقوة، بغير مبشرين، وبغير مليارات ولا ملايين، وبغير معهد زويمر ولا غيره. وحده الله العظيم إذ يقول: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال:36]. على كل حال لقد أقلقتني أخبار مؤتمر كلورادو كما أقلقت غيري من العلماء والدعاة وأهل الغيرة على الإسلام وأمته، وكل الحراس الأيقاظ الذين اعتبروا أنفسهم مسؤولين عن هوية الأمة وعن الحفاظ على عقيدتها ورسالتها. وهذا ما حركني لعمل شيء لمقاومة التيار التنصيري، الذي يستغل فقر المسلمين وجهلهم ومرضهم ومشاكلهم، للتسلل منه إلى فتنتهم عن دينهم، بوسائل غير أخلاقية، وأساليب لا يرضاها الله ولا رسله، ومنهم المسيح عليه السلام. وهو ما انتهى إلى تأسيس (الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية) بالكويت، وسأكمل بقية الحديث عن هذا الأمر عندما أتحدث عن إنشاء الهيئة الخيرية، في حينه من هذا الجزء م |
نشرت فى 13 فبراير 2012
بواسطة abdosanad
ساحة النقاش