نريد من حكام العرب والمسلمين أن يحتجوا وينادوا الأمريكان أن كفوا عن إخواننا في العراق

 

 

نكر الهجمات الوحشية من القوات الأمريكية على شعب الفالوجة وعلى قتلهم النساء والصبيان والشيوخ والمدنيين بغير مبالاة

 

نحن ننكر التمثيل بالجثث، الإسلام لا يرضى التمثيل بالجثث، الإسلام يحترم الإنسان بعد موته مسلماً أم غير مسلم

 

قانون الغاب هو الذي يسير الأمريكان، القوة هي التي تحكم وليست المنطق وليست الأخلاق هذا ليس عالماً متحضراً هذا عالم متخلف

 

خلال العام المنصرم ظهرت حقيقة أن امريكا دخلت العراق بلا مبرر في ميزان القانون الدولي وأنها دخلت بقرار فرعوني شخصي

 

الذين خرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم الخوارج، آفتهم في فقههم،لم يحسنوا فهم القرآن، كانوا يقرؤونه ولم يتجاوز حناجرهم، لهذا فعلوا ما فعلو
 

في عصرنا هذا أناس اتخذوا الغرب معبوداً لهم، اتخذوه صنماً كما اتخذ الوثنيون من قبل الأصنام

ضع يدك في يد الله، حدد غايتك أن ترضي الله عز وجل بهذا تستريح، إنما يتعذب الناس حينما تتنازع غاياتهم أيرضي زيداً أم يرضي عمرا ورضا الناس غاية لا تدرك
 

لا تأخذ ثقافتك عن عوام الناس وعوام الوعاظ ولا عن المتشددين الذين يحرموا كل شيء ويشددوا عليك ولا من المتسيبين الذين يسهلوا كل شيء، خذها من العلماء المعتدلين

 

 

مقدمة

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصنا بخير كتاب أنزل، وأكرمنا بخير نبي أرسل، وأتم علينا النعمة بأعظم منهاج شرع منهاج الإسلام، (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، جعلنا بهذا الإسلام أمة وسطا لنكون شهداء على الناس ويكون الرسول علينا شهيدا، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمداً عبد الله ورسوله فتح الله برسالته أعيناً عمياً وآذاناً صمّاً وقلوباً غلفا، وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، اللهم صل وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم، وأحينا اللهم على سنته وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته واسقنا من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبدا، اللهم احشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، أما بعد،،،، 

إلى أعلى

تزكية النفس باصلاح القلب

فيا أيها الأخوة المسلمون لا زال حديثنا موصولاً عن تزكية الأنفس، عن تزكية هذه المضغة، التي

"
كل شيء يمكن يعوض، المال المناصب، إلا معرفة الله إذا ذهبت منك ذهب كل شيء
"
إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب، الإنسان ليس هو هذا الهيكل من اللحم والدم والعظم والأعصاب والأجهزة والخلايا، هذه توجد عند الحيوانات كما توجد عند الإنسان، إنما الإنسان هو ذلك الشيء هو ذلك الجوهر الروحاني الذي به تميز وصار به إنساناً، والذي من أجله أسجد الله له الملائكة تكريماً وتشريفاً، (فإذا سويته) - بعد أن خلقه من طين أو من صلصال من حمأ مسنون - قال (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين).

 

من أجل ذلك نعنى كل العناية بإصلاح هذه المضغة أو هذا الجوهر أو هذا الساكن في هذا الغلاف الظاهري،القلب، النفس، الفؤاد، العقل.. سمه ما تسمه فعليه مدار صلاح الإنسان أو فساده، مدار حياة الإنسان أو موته، (أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها)، الحياة أو الموت هنا هو حياة القلوب وموتها، وإنما ينجو الإنسان في الآخرة بهذا القلب إذا كان قلباً سليماً وقلباً منيباً لحق أن يفوز بالجنة وأن ينجو بالنار (ومن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز)، سيدنا إبراهيم حينما دعا ربه قال (ولا تخزني يوم يبعثون، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم)، قلب سليم من الشرك، قلب سليم من النفاق، قلب سليم من الرذائل، القلب السليم هو الذي ينجو من النار والقلب المنيب هو الجدير بأن يدخل الجنة، (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب، أدخلوها بسلام ذلك يوم الخلود)، من هنا كانت عنايتنا بهذه التزكية.  

إلى أعلى

طريق العلم اول محطة لتزكية النفس

وذكرنا فيما ذكرنا أن أول محطة في هذا الطريق، الطريق إلى الله، الطريق إلى الجنة، الطريق إلى

"
لا تكن من أولئك الذين يحكمون أذواقهم فكثيراً ما تؤدي إلى الضلال
"
الرضوان، الطريق إلى التزكية، أول محطة هي محطة العلم والمعرفة، أول ما يجب عليك أن تتفقه في دينك (ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)، لأنك إذا لم تتفقه في دينك، إذا لم تسر في طريقك على بينة ربما شرقت وأنت تريد الغرب أو غربت وأنت تريد الشرق، ربما عملت العمل تظنه عبادة وهو بدعة تظنه حلالاً وهو حرام، تعتقده حقاً وهو باطل، لابد من العلم، ليعرفك هذا كله، لابد أن تكون على بينة من ربك، (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة) هذا ما يريده الإسلام، أن تبدأ بالعلم أولاً حتى لا تضل وأنت لا تدري، (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء)، (قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)، قال الحسن البصري "اطلبوا العلم طلباً لا يضر بالعبادة واطلبوا العبادة طلباً لا يضر بالعلم فإن قوماً طلبوا العبادة قبل أن يطلبوا العلم فخرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولو طلبوا العلم أولاً لدلهم على غير ما فعلوا"، طالب العبادة بغير علم يفسد أكثر مما يصلح، هذا أمر مهم، يريد بهؤلاء الذين خرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم الخوارج، وقد كانوا قوماً صواماً قواماً عباداً قراءاً للقرآن ولكن آفتهم في فقههم، لم يحسنوا الفقه للإسلام لم يحسنوا فهم القرآن، كانوا يقرؤونه ولم يتجاوز حناجرهم، يتلونه بالحناجر ولم يدخل في أعماق العقول والقلوب، فلهذا فعلوا ما فعلوا 

إلى أعلى 

حدد مصادر معرفتك بدينك

أول ما يجب عليك أن تحدد مصادر معرفتك، من أين تأخذ دينك؟ قال السلف رضي الله عنهم "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" يقولون هذا لطلاب الحديث، انظر عن من تأخذ دينك، لا تأخذ كحاطب الليل يحمل الحزمة من الحطب وفيها أفعى حية وهو لا يدري، ميز عمن تأخذ دينك، هناك أناس يأخذون أحاديث موضوعة وأحاديث واهية ومنكرة وأحاديث لا أصل لها لا زمام لها يبنون عليها سلوكهم وتصرفاتهم ويؤسسون عليها علاقاتهم وهي لا تستحق شيئاً من هذا، هناك أناس يفهمون القرآن فهماً معوجاً يقيمون عليه حياتهم ولم يأخذوا ذلك عن الثقات، لابد إذن أن تحدد مصدرك 

إلى أعلى 

أفكار بعض الصوفية المنحرفة

بعض الصوفية المنحرفين قالوا نأخذ عن قلوبنا لا نأخذ عن العلماء نحن في غنى عن العلماء، وكان

"
ننكر العدوان الوحشي على العراق وندعو العالم المتحضر كله أن يقف معنا، وندعو العرب والمسلمين ندعو جامعة الدول العربية وندعو المؤتمر الإسلامي وندعو كل المؤسسات أن تقف ضد هذه الهجمات الوحشية وندعو مجلس الحكم الانتقالي والأحزاب الوطنية والإسلامية أن تقف موقفاً ترفض هذا وتنكره وتحدد للأمريكان موقفاً إما أن تفعلوا هذا أو نستقيل
"
بعضهم يقول له اذهب وخذ عن العالم الفلاني ليحدثك عمن أخذ (حدثني فلان عن فلان) فيقول له أنا لست في حاجة إلى فلان ولا إلى فلان، كان يقول ماذا يصنع بعبدالرزاق من يأخذ عن الخلاق، يقول حدثنا عبدالرزاق عن فلان عن فلان، فهو يتصل بربنا مباشرة ولذلك يقول بعضهم حدثني قلبي عن ربي، هذا مرفوض، لابد لنا من واسطة، لماذا أرسل الله رسله مبشرين ومنذرين، وألزم الناس أن يتبعوهم لأن العصمة في اتباعهم والنجاة في السلوك وراءهم، قال الجنيد رحمه الله "كل الطرق مسدودة إلاَ من سار وراء محمد صلى الله عليه وسلم" كان شيخ الصوفية والمربين في عصره، يقول "من لم يقرأ القرآن ويسمع الحديث فليس منا"، لابد أن تأخذ من القرآن ومن الحديث ولا تكن من أولئك الذين يحكمون أذواقهم فكثيراً ما تؤدي إلى الضلال، حتى انتهى هذا إلى بعضهم يقولون "من نظر إلى الخلق بعين الشريعة مقتهم ومن نظر إليهم بعين الحقيقة عذرهم" إذا نظرت إليهم بعين الشريعة تقول هذا صالح وهذا فاسد وهذا مؤمن وهذا كافر وهذا فاجر وهذا معروف وهذا منكر وهذا حلال وهذا حرام شريعة مميز فيقول أحب الصالح وأبغض الطالح كن مع البر ولا تكن مع الفاجر، هذا نظر الشريعة، إنما الحقيقة يقولون من نظر إلى الخلق بعين الحقيقة عذرهم، لأنهم جميعاً ينفذون إرادة الله، هل يحدث شيء في الكون بغير إرادة الله؟ فرعون نفسه بإرادة الله، إبليس نفسه بإرادة الله، الأمريكان في العراق ينفذون إرادة الله، الصهاينة في فلسطين ينفذون إرادة الله، صدام حسين نفذ إرادة الله، كل هؤلاء ينبغي أن تعذرهم وهذا هدم للدين بالكلية 

إلى أعلى 

الطريق لمعرفة الهدى من الضلال باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم

لأن الدين قائم على أن هناك طاعة ومعصية وإيماناً وكفراً وبرا وفجورا وأشياء يحبها الله وأشياء يبغضها الله وأن هناك ثوابا وأن هناك عقابا وأن هناك جنة وأن هناك نارا، لابد من معرفة الحق من الباطل ومعرفة الحسن من القبيح ومعرفة الخير من الشر ومعرفة الهدى من الضلال ومعرفة الحلال من الحرام، وهذا لن يكون إلا إذا أخذنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)، (من يطع الرسول فقد أطاع الله)، ولذلك تلخص الإسلام في كلمتين حوتهما كلمة الإخلاص كلمة التوحيد كلمة الشهادة حوتهما تلك الكلمة (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله)، أشهد أن لا إله إلا الله تعرفك من المعبود، من الذي يستحق العبادة هو الله الخالق الرازق المحيي المميت المدبر للأمر، و عمن تأخذ العبادة له كيف تعبده؟ كيف ترضيه؟ كيف تسلك الطريق التي ترضيه؟ عن طريق رسوله محمد، محمد رسول الله، فكلتا الشهادتين تلازم الأخرى وتكملها. 

إلى أعلى

لكل عصر أدعياء لتضليل عقل المسلم 

أول ما ينبغي للإنسان أن يحدد المصدر الذي يأخذ عنه، هناك طوال التاريخ أناس يحاولون أن يخترقوا هذا الجدار الحاجز أن يدخلوا إلى عقل المسلم ويضلوه عن سبيل الله وفي كل عصر أدعياء

"
نادي الشعب العراقي أن يلتف جميعاً حول إخوانه بكل فئاته الوطنية والإسلامية بكل قواه المدنية، وأن يدافع عنهم وأن يقف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص
"
هناك من يريد أن يأخذ الإنسان عن طريق العقل أو الفلسفة، ظهرت في الحياة الإسلامية وفي الحضارة الإسلامية فلاسفة أخذوا أفكارهم من الحضارة الغربية أو من الفلسفة الغربية فلسفة الإغريق واليونان، لم يعد محمد صلى الله عليه وسلم هو معلمهم الأول بل كان معلمهم الأول أرسطوطاليس، فما جاء به أرسطوطاليس هو الحق وهو الصواب وما خالفه من تعاليم القرآن والسنة يجب أن يؤول، هذا ضلال مبين، افتتن بذلك أناس كبار من عباقرة المسلمين وظنوا أن هذه الفلسفة التي برعت في الرياضيات والهندسة والعلوم الكونية لا يمكن أن تخطئ في الإلهيات، وكان هذا موطن الضلال، ليس كل من أصاب في الرياضيات أو الطبيعيات يصيب في الإلهيات، الإلهيات يجب أن تؤخذ عن الوحي المعصوم، ولذلك أولوا القرآن وأولوا السنة وأولوا البعث الجسماني، وأنكروا أن هناك بعثاً للأجساد وأن هناك جنة فيها أكل وشرب وحور عين وأن هناك نار فيها عذاب وكذا وكذا، وقد تبين فيما بعد أن كثيراً مما ظنوه حقائق علمية لم تعد حقائق علمية، كانوا يقولون العناصر التي يقوم عليها الكون أربعة الماء والهواء والتراب والنار، ثم أصبح التلميذ في المدارس الابتدائية يعرف أن العناصر أكثر من مائة، التراب ليس عنصراً فهو مركب من عناصر كثيرة والماء مركب من عنصرين والهواء من عناصر وهكذا، كانوا يقولون الأفلاك أجسام لا تقبل الخلق ولا الالتئام والآن انظروا كيف نذهب إلى القمر وكيف نذهب إلى المريخ وكيف نذهب إلى هذه الأشياء. 

إلى أعلى

فتنة العقل ضالة المسلم

الفتنة بالعقل لا ينبغي أن تضل المسلم على أن يعرف طريقه، في عصرنا هذا أناس اتخذوا الغرب معبوداً لهم، اتخذوه صنماً كما اتخذ الوثنيون من قبل الأصنام يعبدونها ويسألونها أن تجلب لهم النفع وأن تدفع عنهم الضر وأن تشفي لهم المرضى  إلى آخره، هؤلاء اتخذوا من الغرب إلها يسيرون وراءه شبرا بشبر وذراعا بذراع، دعاة العلمانية في  بلادنا هؤلاء يتعبدون ولكن معبودهم ليس هو الله الذي يؤخذ منه الأمر والنهي و التحليل والتحريم ولكن اتخذوا هؤلاء أرباباً من دون الله فما أحلوا لهم أحلوه وما حرموا عليهم حرموه. 

إلى أعلى

غسيل الدماغ

لابد أن يحكم الإنسان عمن يأخذ طريقه، هناك أناس في عصرنا يريدون أن يدخلوا على المسلمين بطرق شتى، من هؤلاء غربيين يدخلون على بعض المثقفين المسلمين عن طريق ما يسمى البرمجة اللغوية العصبية، وهذا يعني أنهم يريدون أن يدخلوا على المسلم ليغسلوا دماغه ويلقنوه أفكاراً في عقله اللاواعي ثم في عقله الواعي بعد ذلك مفادها أن هذا الوجود وجود واحد، ليس هناك رب ومربوب وخالق ومخلوق، هناك وحدة في الوجود، الأفكار القديمة التي قال بها دعاة وحدة الوجود يقول بها هؤلاء عن طريق هذه البرمجة التي تقوم على الإيحاء والتكرار وغرس الأشياء في النفوس وهم يقولون نحن لا علاقة لنا بالدين، نحن برامج نعلم بها الناس، ولكن وراءهم أهداف خبيثة ومقاصد بعيدة، كل هذه ألوان من الغزو يراد بها غزو العقل المسلم، ولذلك أول ما ينبغي أن نحرص عليه وأن نؤكده أن تعرف طريقك أيها المسلم تعرف غايتك وتعرف طريقك، الغاية هي الله، الغاية هي رضوان الله، الغاية هي متوبة الله، وأن إلى ربك المنتهى، الله هو المعبود بحق، ولا معبود سواه، وبهذا بعث الرسل وأنزلت الكتب وحقت الحاقة ووقعت الواقعة وقامت سوق الجنة والنار كل رسل الله جاءت تنادي بهذه الحقيقة أن لا إله إلا الله، (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره). 

إلى أعلى

الإيمان بالله فطرة

الإيمان بوجود الله فطرة، لم يعرف في التاريخ قوم ألحدوا وأنكروا وجود الله إلا فئات نادرة، ولكن الذي أضل البشرية طوال تاريخها هو الشرك، أن الناس أشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا فمنهم من عبد الشمس والقمر ومنهم من عبد النجوم ومنهم من عبد الأشجار ومنهم من عبد الأبقار ومنهم من عبد الشيطان ومنهم من عبد الجن ومنهم من عبد البشر، هذا طوال التاريخ  ضل الناس عن هذه الحقيقة ولذلك كانت مهمة الرسل الأولى أن يردوا الناس إلى التوحيد (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)، (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)، هذه هي الحقيقة الكبرى، ولذلك من الأشياء التي حرص القرآن على أن يعلمها للناس حقيقة التوحيد، (فاعلم أنه لا إله إلا الله)، هكذا أمر الله رسوله، اعلم، أول ما ينبغي للإنسان أن يعلمه أنه لا إله إلا الله، أن يعلم الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، (اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم)، (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم) هذا العلم مهم جداً، أن تعلم من تعبد وصفات من تعبد وأسماء من تعبد، وأن تعلم حقارة الدنيا، التي تغر الناس، التي تعمي الناس عن رؤية مصائرهم، رؤية مستقبلهم، الناس يبحثون عن المستقبل، ولكن كل المستقبل الذي يبحث عنه الناس مستقبل هذه الدنيا، ماذا ستكون في المستقبل؟ في أي مركز؟ وفي أي وظيفة؟ وكم تجمع من المال؟ وكم تبني من القصور؟ هذا هو المستقبل؟ المستقبل الحقيقي يتمثل في دار الخلود، في مصيرك أهو جنة أم نار، هذا هو المصير العظيم، هذه هي القضية المصيرية، والقضية المستقبلية الأولى، إلام تصير أيها الإنسان إلى دار نعيم أم إلى دار جحيم (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله). 

إلى أعلى

اعرف مسقبلك فكر بغايتك!!

اعرف مستقبلك، اعمل لمستقبلك، فكر في مستقبلك، ماذا أعددت لغدك؟ النبي صلى الله عليه وسلم وعظ بعض الشباب فقال "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل مرضك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك"، خمسة أشياء، اغتنم هذه قبل هذه، اعمل لمصيرك اعمل لمستقبلك، إذا عرفت غايتك وعرفت أنها الله وحددت غايتك فقد سلكت نصف الطريق، أكثر الناس يضيعون لأنهم لا يعرفون لهم غاية، لا يعرف له هدفاً في الحياة، إنه يعيش لأشياء تافهة لا تساوي شيئاً، أيها الإنسان الذي ملكه الله العقل وملكه المواهب والقدرات وسخر له ما في السماوات وما في الأرض وبعث له الرسل وأنزل عليه الكتب، أيها الإنسان ما هي غايتك؟ اعرف أن غايتك الأولى هي الله، أن تصل إلى رضوان الله، أن تحب الله ويحبك، أن تتقرب إلى الله بما يرضيك، إذا عرفت هذه الغاية فقد بدأت الطريق الصحيح، بدأت تسلك الطريق الصحيح، أهم شيء أن تعرف هذه الغاية، يقول الشاعر

 

لكل شيء إذا فارقته عوض      وليس لله إن فارقت من عوض

 

كل شيء يمكن يعوض، المال يعوض، المناصب تعوض، إلا معرفة الله إذا ذهبت منك ذهب كل شيء، ولذلك يقول بعض الصالحين يناجي ربه "ماذا وجد من فقدك يا رب؟ ماذا وجد من فقدك وماذا فقد من وجدك؟ لقد خاب من رضي بك بدلا وخسر من بغى عنك حولا، عميت عين لا تراك عليها رقيبا قريبا وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا" اجعل الله غايتك اجعل رضا الله نصب عينيك ولا يهمك بعد ذلك رضي الناس أم سخطوا قربوا أم بعدوا، فقد كسبت الغاية الأولى، كان الصالحون ينشدون قول أبي فراس حين قال لسيف الدولة الحمداني فقالوا أولى من يخاطب بهذا هو الله عز وجل يقول له:

 

فليت الذي بيني وبينك عامر      وبيني وبين العالمين خراب

وليتك تحلو والحياة مريرة       وليتك ترضى والأنام غضاب

إذا صح منك الود فالكل هين      وكل الذي فوق التراب تراب

 

ضع يدك في يد الله، حدد غايتك أن ترضي الله عز وجل بهذا تستريح، إنما يتعذب الناس حينما تتنازع غاياتهم ينازع بعضها بعضا أيشرق أم يغرب، أيرضي زيداً أم يرضي عمرا أيكسب المال أم يكسب الجاه أيرضي هذا الأمير أم ذاك الأمير ورضا الناس غاية لا تدرك

 

إذا رضيت عني كرام عشيرتي     فلا زال غضبانا علي لئامها

ومن في الناس يرضي كل نفس    وبين هوى النفوس مدى بعيد 

إلى أعلى

السعادة الروحية بمعرفة غايتك من الوجود

دعك من إرضاء الخلق واكسب رضا الخالق، اكسب رضا الخالق، وبذلك تستريح وتريح، من عرف هذه الغاية استراح وسعد وشعر بحلاوة الإيمان، تخالط بشاشته القلوب شعر بهذه السعادة التي قال فيها بعض الصالحين إنما نعيش في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف، السعادة الروحية، سعادة الإيمان، قالوا لو الملوك يعرفون قدرها لقاتلونا عليها بالسيوف، إنما من فضل الله عليهم أن الملوك في شغل عنها في غفلة وعمى عنها لا يعرفون قدرها ولذلك تركوها لهم يستمتعون بها وحدهم دون منافس أو منازع، هذه السعادة، اعرف الغاية ثم اعرف الطريق للوصول إلى هذه الغاية. 

إلى أعلى

الوحي المعصوم الطريق الحقيقي لمعرفة دينك

الطريق طريق واحد خذه من الوحي المعصوم، هو الذي يبين لك الطريق، يعرفك الحلال من

"
نحيي الشعب العراقي الباسل، وكل من وقف في تأييد هذه المقاومة التي تقاوم الاحتلال ونحيي وزير حقوق الإنسان الذي قدم استقالته احتجاجاً على هذا العدوان الوحشي
"
الحرام، في التصرفات يعرفك المسنون من المبتدع في العبادات يعرفك الحق من الباطل في المعتقدات يعرفك هذا ويعرفك أقدار الأعمال ومراتبها، أي شيء يأتي أولاً وأي شيء يأتي آخراً، النبي عليه الصلاة والسلام يقول "الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى من الطريق" لابد أن تعرف الأعلى والأدنى والوسط ولا تخلط الأمور بعضها ببعض، لا تشغل بالنوافل وتضيع الفرائض لا تشغل بالفروع وتضيع الأصول، لا تشغل بالمختلف وتضيع المتفق عليه، لا تشغل بالمكروهات والناس يقعون في المحرمات بل في الكبائر، اعرف الأمور بمستوياتها ومراتبها اعرف فقه الأولويات واعرف فقه الموازنات وازن بين المصالح بعضها وبعضه وبين المفاسد بعضها وبعض، وبين المصالح والمفاسد إذا تعارضت وليكن عندك معيار صحيح، معيار من الشرع الحقيقي لا من الثقافة المغلوطة التي تأخذها عن عوام الناس وعوام الوعاظ ولا تأخذها عن المتشددين المغلقين الذين يريدون أن يحرموا عليك كل شيء وأن يشددوا عليك كل شيء ولا من المتسيبين الذين يريدوا أن يبحوا لك كل شيء وأن يسهلوا لك كل شيء، خذها من العلماء المعتدلين الراسخين الذين يردونك إلى الأصول الصحيحة إلى الشرع المعتبر من كتاب الله وصحيح سنة رسول الله، اعرف  غايتك واعرف طريقك، وقل آمنت بالله ثم استقم، هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الصحابي حينما سأله وقال يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك فقال "قل آمنت بالله ثم استقم"، وكما قال القرآن (قل ربي الله ثم استقم) (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم)، لمن هذا كله؟ لمن قال ربنا الله ثم استقام، وكلمة ربنا الله ليست مجرد كلمة تلاك باللسان إنها التزام، إذا قلت ربي الله فمعناها أنك تلتزم بمنهجه وتعمل على ما يرضيه وتجنب ما يسخطه، هذا معنى ربي الله، وتلاقي في ذلك ما تلاقي وتصبر عليه، ولذلك الذين قالوا ربنا الله أصابهم ما أصابهم، سيدنا موسى حينما قال ربي الله أراد فرعون أن يقتله، (وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد)، (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم) من أجل إعلان هذه الحقيقة تسفكون دمه، وحينما جهر النبي صلى الله عليه وسلم وجهر أصحابه معه بهذه الكلمة ربنا الله ليس الأصنام ليس الطواغيت ليس هبل ولا مناة ولا اللات ولا العزى ولا البشر الذين يحلون ويحرمون على الناس ما يريدون كالذين (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)، حينما قال الرسول وأصحابه ربنا الله أصابهم ما أ صابهم، ولذلك قال الله تعالى (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) لا ذنب لهم إلا أنهم قالوا ربنا الله أعلنوها صريحة، رفضوا كل ما سوى الله وقالوا إياك نعبد وإياك نستعين فأخرجوا من ديارهم وأموالهم وصبت عليهم سياط العذاب صبا ولذلك قل ربي الله، اعرف غايتك وتمسك بها، تمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، واعرف طريقك وهو الاستقامة على مقتدى هذه الكلمة كلمة التوحيد كلمة ربي الله، اسلك طريق الاستقامة لا تتوقف في هذا الطريق ولا ترتد عن هذا الطريق ولا تنحرف يميناً ولا شمالاً، الاستقامة أن تسلك الصراط المستقيم الذي تدعو الله أن يهديك إياه في كل يوم سبعة عشر مرة على الأقل إذا اقتصرت على صلاة الفرائض، (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وحادوا عنه والضالون الذين تاهوا عن طريق الحق ولم يعرفوه أنت تدعو الله أن يهديك إلى طريق غير طريق هؤلاء، طريق الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، الذين هداهم الله بهداه والذين أشرقت عليهم أنوار الهداية من الله، فهذا هو الطريق، اعرف غايتك واعرف طريقك، هذا ما ينبغي أن يطلبه المسلم، الذي يريد أن يسلك الطريق إلى الله، وأن يزكي نفسه للوصول إلى مرضاة الله وبغير هذا لن يصل إلى ما يريد مهما أكثر من العمل إذا لم يكن عملاً مبنياً على علم صحيح فإن العلم إمام والعمل تابعه  كما قال معاذ رضي الله عنه، العلم عندنا نحن المؤمنين إمام العمل وهو دليل الإيمان، ليس هناك عندنا انفصال بين العلم والإيمان العلم هو دليل الإيمان، الله تعالى يقول (وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم) انظر إلى هذا التعبير القرآني ليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيترتب على هذا أن يؤمنوا بالله ويترتب على هذا أن تخبت قلوبهم، الفاء في اللغة العربية تدل على الترتيب والتعقيب أي أن العلم يؤثر يحدث الإيمان والإيمان يؤثر فيحدث إخبات القلوب وخشوع القلوب ورقة القلوب وخشية القلوب، هذا هو العلم، فتمسكوا بالعلم أيها الأخوة وسيروا في الطريق المستقيم واسألوا الله تبارك وتعالى أن يتم عليكم نعمته وينزل عليكم سكينته وأن ينشر عليكم فضله ورحمته ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.

 

أقول قولي هذا أيها الأخوة وأستغفر الله تعالى لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم وادعوه يستجب لكم. 

إلى أعلى

الذكرى الأولى لسقوط بغداد

الحمد لله، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، واشهد

"
وجن جنون الأمريكان كيف يمثل بجنودهم، أرادوا أن ينتقموا من شعب الفالوجة جميعاً إنه منطق الإرهابيين يحاربون الإرهابيين بدعوى أن الإرهابيين لا يفرقون بين مدني وغير مدني ويحاربون جماعات كاملة من أجل فرد أو فردين، الإرهابيون ربما فعلوا ذلك لعجزهم عن الأخذ بحقوقهم والاقتصاص من الظلمة أما أنتم دولة كبرى كيف تفعلون ما يفعل الإرهابيون، كيف تعاقبون شعباً كاملاً من أجل التمثيل بأربع جثث؟؟
 "

أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يسبح له ما في السماوات وما في الأرض، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمداً عبد الله ورسوله، البشير النذير والسراج المنير، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه الذين آمنوا به ونصروه وعزروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ورضي الله عمن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين، أما بعد،،،

 

فيا أيها الأخوة المسلمون،،،

نحن اليوم في التاسع من نيسان أو التاسع من إبريل سنة 2004 وهذا هو اليوم الذي يمثل الذكرى الأولى لسقوط بغداد عاصمة الرشيد والمأمون ودار السلام سقوطها في يد الاحتلال الأمريكي وحلفائه، مرت سنة كاملة إثنا عشر شهراً على هذا الحدث، على الحرب في العراق، التي انتهت بعد ثلاثة أسابيع وانتهت فجأة بغير مقدمات وأصبح الأمريكان هم السادة الذين يحكمون هذه الديار وقد تبينت حقائق في هذا العام، من هذه الحقائق أن الأمريكان زعموا أنهم دخلوا العراق ليتخلصوا من أسلحة الدمار الشامل التي كان يملكها العراق، وقد مضت اثنا عشر شهرا ولم يجد الأمريكان ولا حلفاء الأمريكان من أسلحة الدمار شيئا والبلد بأيديهم يجوبونها شبراً شبراً لم يجدوا فيها شيئا وأصبح هناك أناس يحاكمون من أجل هذه القضية في أمريكا وفي بريطانيا وهناك من استقال وهناك من انتحر وهناك وهناك، ظهرت الأكذوبة الكبرى أن الأمريكان ما دخلوا من أجل هذا الأمر، وقبل ذلك كان هناك فريق تفتيش دولي لأمريكا فيه نفوذ أي نفوذ ما عثر على شيء، تبين إذن أن دخول الأمريكان لم يكن له مبرر في ميزان القانون الدولي، وعلى كل حال الأمريكان لم يدخلوا بقرار دولي بل دخلوا بقرار فرعوني، شخصي، بالقوة الغالبة بالعافية، لم يوافق مجلس الأمن على دخول الأمريكان ولم توافق بعض الدول الكبرى مثل فرنسا وألمانيا والصين على دخول الأمريكان ولكن الأمريكان دخلوا بدعوى تخليص العراق من أسلحة الدمار وما وجدت أسلحة الدمار، ثم قال الأمريكان إنهم دخلوا ليخلصوا العراقيين من طغيان صدام حسين، الأمريكان قوم تفيض قلوبهم رقة ورحمة، رقة ورحمة بالعراقيين المساكين، جاءوا ليخلصوا شعب العراق من صدام حسين، سلمنا وصدقنا يا معشر الأمريكان وتخلصتم من صدام حسين وخلصتم الشعب العراقي من صدام حسين الذي طالما أيدتموه وآزرتموه وعاونتموه وأسلحة الدمار الشامل أنتم الذين أعطيتموه إياها ويقول رامسفيلد نحن الذين أعطيناه هذه الأسلحة، أنتم الذين عاونتموه ليضرب بهذه الأسلحة إيران ويضرب بهذه الأسلحة الأكراد في الحبشة ويوم ضرب هؤلاء وأولئك لم تقولوا كلمة ولم تنكروا عليه، خلصتم الشعب العراقي من صدام شكراً جزيلاً يا أمريكان، ارجعوا إلى دياركم أريحونا من وجودكم، أديتم مهمتكم ما بقاؤكم في هذا البلد؟ بقينا في هذا البلد لنقر فيه الأمن والاستقرار والطمأنينة مضت السنة كاملة ولم نر أمناً ولا استقراراً ولا اطمئناناً الوضع يزداد سوءاً الطين يزداد بلة، والداء يزداد علة، ووجودكم نفسه هو الذي يحدث هذا الخلل، هو الذي يمنع الاستقرار ويمنع الأمان، اخرجوا من العراق واتركوا العراق لأهله، هذا ما ينادي به العراق جميعاً عربه وأكراده سنته وشيعته، مسلموه ومسيحيوه، يقولوا للأمريكان اخرجوا من بلادنا، اتركونا نتصرف في أمرنا، هل الأمريكان معلمون للعراقيين؟ العراقيون بلد ورث حضارات عمرها آلاف السنين، الأمريكان حضارتهم بنت مئتي سنة، مئتي سنة سوف تعلم آلاف السنين؟ اتركوا أيها الأمريكان العراق لأهله، العراق أهل لأن يقود نفسه بنفسه، وجودكم هو الخطر وجودكم هو الشر، ما دمتم موجودين ستظل الأمور على ما هي عليه وتزداد كل يوم سوء، وآخر ما رأيناه هذه المجزرة الهائلة، نحن نرى في كل يوم قتلى وفي كل أسبوع ضحايا وشهداء، في المناطق المختلفة، كانت مناطق أهل السنة أضيف إليها الآن بدخول الصدر وجيشه في المعركة، الشيعة تحركوا، لابد لهذا الشعب مهما صبر أن يتحرك، كلهم يريد الحرية، كلهم يريد الاستقلال، في كل يوم نرى ضحايا وشهداء، هؤلاء الأمريكان لا يعرفون أقدار الناس، لا يعرفون القيم التي تسود الناس لا يعرفون التقاليد التي تحكم الناس، يدخلون البيوت ويفتشون الناس ويكشفون النساء ويكشفون على هذا وذاك لا يراعون حرمة ولا يراعون عورات ولا يراعون قيماً وليس عندهم شيء من الحياء.

 

النبي عليه الصلاة والسلام يقول "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" هذه الأعمال المستفزة تدفع العراقيين أن يدفعوا عن أنفسهم ولقد حدث أن قتل بعض الناس عدد من الأمريكيين ومثلوا بأربعة جنود منهم وجن جنون الأمريكان كيف يمثل بجنودهم، هنالك أرادوا أن ينتقموا من شعب الفالوجة جميعاً بسبب هؤلاء الأفراد، إنه منطق الإرهابيين أنفسهم، إنهم يحاربون الإرهابيين بدعوى أن الإرهابيين لا يفرقون بين مدني وغير مدني ويحاربون جماعات كاملة من أجل فرد أو فردين، هم يفعلون هذا، الإرهابيون ربما فعلوا ذلك لعجزهم عن الأخذ بحقوقهم وليأسهم من الاقتصاص من الظلمة أما أنتم دولة كبرى كيف تفعلون ما يفعل الإرهابيون، كيف تعاقبون شعباً كاملاً من أجل التمثيل بأربع جثث، نحن ننكر التمثيل بالجثث، الإسلام لا يرضى التمثيل بالجثث، النبي صلى الله عليه وسلم في وصاياه يقول "لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا امرأة ولا وليدا ولا كذا ولا كذا .." هذه وصاياه لأصحابه ولقواده، وكذلك الخلفاء الراشدون في وصاياهم، الكل يرفض التمثيل بالجثث، لا انتقام من الإنسان بعد موته، الإسلام يحترم الإنسان بعد موته مسلماً أم غير مسلم، أبو بكر رضي الله عنه حينما جيء له بصرة ففتحها فوجد فيها رأساً فسأل ما هذا؟ قال له المبعوث الذي جاء بها: هذه رأس أحد قواد الفرس، فقال له لا يحمل إليّ رأس بعد اليوم قال يا أمير المؤمنين إنهم يفعلون ذلك بقوادنا إذا قتلوا قائداً بعثوا برأسه إلى ملكهم أو كبير قوادهم فقال آستنان بفارس والروم؟ - يعني أتستنون بسنتهم وتقتدون بهم تتخذونهم أئمة لكم - والله لا يحمل إليّ رأس بعد اليوم إنما يكفي الكتاب والخبر، رسالة أننا قتلنا القائد الفلاني، رفض أبو بكر رضي الله عنه أن نستن بهم ونفعل ما يفعلون بنا، هذا هو الإسلام، كيف يحمل شعب الفالوجة جميعه وزر هؤلاء ولا نعرف من أين ربما جاءوا من الخارج، هذا منطق الغابة قانون الغاب هو الذي يسير الأمريكان، قانون الظفر والناب، القوة هي التي تحكم وليست المنطق وليست الأخلاق هذا ليس عالماً متحضراً هذا عالم متخلف، العالم المتخلف هو الذي يحكمه قانون الظفر والناب، نحن ننكر على القوات الأمريكية هذه الهجمات الوحشية على شعب الفالوجة وعلى قتلهم النساء والصبيان والشيوخ والمدنيين بغير مبالاة، الدماء تسفك والحرمات تنتهك والمساجد تدمر والمنازل تخرب، كأنما في حرب عالمية بالطائرات الأباتشي والطائرات المقاتلة إف16 والدبابات والمجنزرات، ما هذا؟ علام تستأسدون؟ على أناس أعداد مهما كانت، الآن أصبح كل أهل الفالوجة في مقاومة هذا العدوان الوحشي، هذه الهجمات التي لا ترعى لأحد حرمة ولا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة، إننا ننكر هذا العدوان الوحشي وندعو العالم المتحضر كله أن يقف معنا، وندعو العرب والمسلمين ندعو جامعة الدول العربية وندعو المؤتمر الإسلامي وندعو كل المؤسسات أن تقف ضد هذه الهجمات الوحشية وندعو مجلس الحكم الانتقالي والأحزاب الوطنية والإسلامية أن تقف موقفاً ترفض هذا وتنكره وتحدد للأمريكان موقفاً إما أن تفعلوا هذا أو نستقيل، لابد من تهديد هؤلاء، لا يجوز أن يستسلم الناس أمام الطغيان، فإن الطاغية إذا استسلمت له شبراً أراد لك أن تستسلم ذراعاً وإذا استسلمت ذراعاً أراد أن تستسلم باعاً وإذا استسلمت باعاً أراد أن تستسلم كيلومتر وهكذا، لا نهاية للتنازلات إذا سرنا في طريق التنازلات، إننا نحيي الشعب العراقي الباسل الكريم، ونحيي كل من وقف في تأييد هذه القوة المقاومة التي تقاوم الاحتلال وتدافع عن أرضها وتريد الاستقلال من أوطانها، نحيي هؤلاء ونحيي وزير حقوق الإنسان الذي قدم استقالته احتجاجاً على هذا العدوان الوحشي، ننادي الشعب العراقي أن يلتف جميعاً بسنته وشيعته، بعربه وأكراده، بمسلميه ومسيحييه، بكل فئاته الوطنية والإسلامية بكل قواه المدنية، نريده أن يلتف حول إخوانه وأن يدافع عنهم وأن يقف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص ونريد من حكام العرب والمسلمين أن يحتجوا على هذا وأن ينادوا الأمريكان أن كفوا عن إخواننا، كفوا أيديكم عن هذا الإيذاء، كفوا أيديكم عن هذا العدوان عن هذا التجبر،

 

لقد احترنا ما بين المصائب من هنا ومن هناك، المصائب عن يمين وشمال، احتار من يتحدث عن مصائب المسلمين ومآسي المسلمين بأيها يبدأ وبأيها ينتهي، كثرت علينا المآسي وكثرت علينا النكبات ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن أملنا في هذه الأمة أنها ستنتصر وأن بعد هذا الظلام فجراً وأن بعد هذا العسر يسرا، وأن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز). 

إلى أعلى

دعاء الخاتمة

أسأل الله تبارك وتعالى أن يهيئ لهذه الأمة من أمرها رشدا وأن يجمع كلمتها على الهدى وقلوبها على التقى ونفوسها على المحبرة وعزائمها على عمل الخير وخير العمل، اللهم اجعل يومنا خيراً من أمسنا واجعل غدنا خيراً من يومنا وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم انصر أخوتنا في فلسطين وانصر أخوتنا في العراق، وانصر أخوتنا في كشمير وانصر أخوتنا في أفغانستان، وانصر أخوتنا في الشيشان، وانصر أخوتنا المضطهدين في كل مكان، اللهم إنا نسألك أن تهديهم صراطا مستقيماً وأن تفتح لهم فتحا مبينا وأن تنصرهم نصرا عزيزا، اللهم أتم عليهم نعمتك وأنزل في قلوبهم سكينتك وانشر عليهم فضلك ورحمتك، اللهم عليك باليهود المتغطرسين الظالمين، اللهم عليك بحلفائهم من الصليبيين الماكرين الكائدين، اللهم رد عنا كيدهم وفل حدهم وأزل دولتهم وأذهب عن أرضك سلطانهم ولا تدع لهم سبيلا على أحد من عبادك المؤمنين، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب ويا سريع الحساب ويا هازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم، اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم، اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً سخاء رخاء وسائر بلاد الإسلام.

 

عباد الله، يقول الله تبارك تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 283 مشاهدة
نشرت فى 12 فبراير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

302,597