الغفلة وحب الدنيا مرضان من أخطر الأمراض على النفس البشرية

 

لن نرضى أن تصبح أمريكا قيمة علينا وعلى تعليمنا لسنا عبيداً لأمريكا نحن سادة أحرار

 

الإصلاح فريضة وضرورة، فريضة يوجبها الدين وضرورة يحتمها الواقع

 

ينبغي أن نقاطع الإعلام الأمريكي كقناة (الحرَة) فهو غزو جديد، لن يغزونا في عقر دارنا ليغيرنا من داخلنا هذا يكفينا إعلامنا

 

الأمل مطلوب لتعمر الحياة لكن مشكلة الناس تكمن في طول الأمل

مقدمة

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصنا بخير كتاب أنزل، وأكرمنا بخير نبي أرسل، وأتم علينا النعمة بأعظم منهاج شرع، منهاج الإسلام، (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا وقائد دربنا محمداً عبد الله ورسوله أرسله ربه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون، ففتح الله برسالته أعيناً عمياً وآذاناً صما وقلوباً غلفا، وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، اللهم صل وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم، وعلى آله وصحابته، وأحينا اللهم على سنته، واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، أما بعد،،،،

إلى أعلى

تزكية النفس ليست بالامر المستحيل

فيا أيها الأخوة المسلمون...

لا زال حديثنا موصولاً حول تزكية الأنفس، هذه التزكية التي من نجح فيها فقد زحزح عن النار وأدخل الجنة، ومن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وقد أفلح، (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)، تزكية النفس ليست بالأمر الهين ولا بالأمر السهل وليست أيضاً بالأمر المستحيل، إنها يسير على من يسره الله عليه، من سار على الدرب وصل ومن جد وجد ومن زرع حصد ولا يضيع عمل عند الله عز وجل (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض)، المهم أن يشمر الإنسان عن ساعده وأن يبدأ في الطريق، طريق التزكية ولا يستسلم لأهواء نفسه وشهوات غرائزه وهذا يحتاج إلى جهاد مرير وكما قال البوصيري في بردته:

 

والنفس كالطفل إن تهمله شب على       حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

فاصرف هواها وحاذر أن توليه إن       الهوى ما تولى يصمِ أو يصـم

 

إما يصميك يقتلك ويصيبك بسهم قاتل وإما يصمك يعيبك ويشينك فاحذر الهوى، فالهوى شر إله عبد في الأرض، (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون).

إلى أعلى

الخطر يكمن في الغفلة وحب الدنيا

في الأسبوع الماضي تحدثنا عن داء من أدواء النفس وأمراضه، ذلكم هو داء الغفلة، مرض الغفلة عن الله، عن ذكر الله، عن آيات الله، عن لقاء الله وحسابه، (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون)، ولذلك حذر الله رسوله وقال (واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين)، وهناك داء آخر مرض من أمراض القلب وأمراض النفس هو الشهوة، أو حب الشهوة، أو كما قال القرآن حب الشهوات ويعبرون عنه بحب الدنيا (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب)، الخطر هنا هو حب الدنيا، وليس ملك الدنيا، يمكن أن تملك الدنيا ولا تملكك، وأن تسخر الدنيا ولا تسخرك، وأن تستخدم ولا تستخدمك، أن تضعها في يدك ولا تسكنها في قلبك أن تكون لك الدنيا وسيلة لعمل الصالحات واستباق الخيرات ولا تكون غاية لك تركض وراءها وتعيش لها وتقاتل من أجلها، فرق بين هذا وذاك. الخطر هو حب الدنيا، وكما قال العابد الزاهد الصالح مالك بن دينار، حب الدنيا رأس كل خطيئة.

 

"
أمريكا مشغولة بالشرق الأوسط الكبير، تريد أن تصنعه صناعة جديدة، صناعة أمريكية، صناعته القديمة لم تعد تصلح

"
الغفلة وحب الشهوة أو حب الدنيا مرضان من أخطر الأمراض على النفس البشرية، على القلب الإنساني، فاحذر من هذين المرضين، حاول أن تخرج من سجن الغفلة إلى باحة اليقظة، يقظة القلب، وحاول أن تخرج من حب الدنيا إلى حب الآخرة إلى حب الله، بدل أن تجعل الدنيا نصب عينيك لكل شيء، تريد الدنيا تؤثر الدنيا، آثر ما عند الله، آثر الآخرة على الأولى، آثر ما يبقى  على ما يفنى (بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى)، (كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة)، هذه مشكلة الناس أنهم يحبون العاجل والنفس مولعة بحب العاجل، الآخرة لا زال بيننا وبينها مراحل لا نعلمها، أما الدنيا فهي العاجلة، الناس يؤثرون العاجل على الآجل وهذه آفة خطيرة، العاقل هو الذي يؤثر الباقي على الفاني، يقول أحد الزهاد: لو كانت الدنيا ذهباً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لآثر العاقل خزفاً يبقى على ذهب يفنى فكيف والدنيا أقل من خزف والآخرة أكثر من ذهب، حب الدنيا هو الذي أهلك الناس هو الذي جرهم إلى الهاوية، هو الذي جعلهم يقاتل بعضهم بعضاً يعادي الابن أباه ويعادي الأخ أخاه، ويعادي الأرحام بعضهم بعضاً في سبيل عرض يسير من الدنيا، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض يسير من الدنيا، هذه الدنيا هي التي أبعدت الناس عن الله، إرادة الدنيا وليس ملك الدنيا، كان في الصحابة أغنياء يملكون الآلاف المؤلفة، ولكن إذا طلب منهم شيء قدموه لله رخيصاً، كان في الأنبياء ملوك، يوسف وداود وسيلمان ولكن الدنيا لم تفتنهم عن آخرتهم، الخطر هو الإرادة، الله جعل الناس صنفين مريداً للدنيا ومريداً للآخرة فقال تعالى (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد)، من كان يريد العاجلة، الدنيا وشهواتها وملذاتها وما فيها من مال وبنين وقناطير مقنطرة ونساء وكذا وكذا، (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد)، سيأخذ نصيبه الذي أراده الله له، يريد الله أن يعطي قدراً معيناً لمن يشاء وليس لكل من أراد الدنيا، (ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحورا) لو أراد الدنيا فقط ،وفي مقابله (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا)، أراد الآخرة أي جعلها مبلغ همه وجعلها نصب عينيه، أما الذي جعل الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه كالذين قال الله فيهم (فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم)، لم يرد إلا الحياة الدنيا، إذا عرض له أمران أحدهما للدنيا وأحدهما للآخرة آثر أمر الدنيا على أمر الآخرة، (فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى) هذا مأواه الجحيم، الخطر هو حب الدنيا والدنيا لا تستحق هذا كله، كأنك مهما ملكت من الدنيا ماذا لك منها؟ هل تستطيع أن تأكل أكثر من ملء معدتك؟ وكل ما شئت والله بعد أن يمر من فمك إلى المريء والحلقوم يستوي الرديء والطيب يستوي الحلو والحامض وكله سيخرج من مخرجه.

إلى أعلى

الدنيا ساعة

الدنيا لا تستحق هذا كله، ماذا تستطيع أن تأخذ من الدنيا، هل تستطيع أن تأخذ معك في القبر صندوقاً من ذهب، هل تأخذ معك دفتر شيكات؟ هل تتعامل بالنقود في القبر؟ الناس يقولون: الكفن ليس له جيوب، ليس هناك كفن به جيوب تضع فيه بعض الأموال، حتى لو عملت له جيوب ماذا تفعل بها؟ لا يستطيع أحد أن يرشو عزرائيل ليؤخر أجله ولا يستطيع أحد أن يرشو منكراً ونكيراً ليلقناه الإجابة في القبر، عش ما شئت من الدنيا ستأخذ نصيبك منها وهي أرصدة متقاربة، ثم ما هي الدنيا؟ هي عمر محدود أيام معدودة وأنفاس محدودة، عش سبعين سنة أو مئة سنة أو مئة وعشرين سنة ثم ستخرج من الدنيا، ستتضاءل هذه السنون والأيام والأسابيع والساعات وتصبح كأنها ساعة واحدة، وتتمنى عند الموت لو رجعت إلى الدنيا (..رب ارجعون، لعلي أعمل صالحاً فيما تركت)، يتمنى الإنسان عند الاحتضار لو أمهل قدراً قليلاً ليعمل صالحاً ليزيد في رصيده.

إلى أعلى

قصة وعبرة

دخل أحد الوعاظ ابن السماك على أعظم ملوك الأرض في وقته هارون الرشيد فقال له هارون عظني يابن السماك قال يا أمير المؤمنين هب أنك كنت تسير في صحراء ثم نفذ ما معك من زاد وماء واشتد بك الظمأ حتى احترق جوفك وظللت تبحث عن ماء فلا تجد ماء فجاء لك رجل بكأس من الماء وقال لك يا أمير المؤمنين أستطيع أن أسقيك من هذا الكأس على أن تعطيني نصف ملكك فماذا تفعل؟ قال أعطيه نصف ملكي وأشرب وأرتوي، قال هب أنك يا أمير المؤمنين بعد أن شربت هذا الماء احتبس في جوفك وظل يوجعك ويؤرقك ويتعبك تريد أن تبول فلا تستطيع أن تبول احتبس البول فيك وأن تتلوى وتتوجع فجاءك من قال لك أنا أقدر أن أعالجك يا أمير المؤمنين وأخرج البول منك على أن تعطيني نصف ملكك الآخر قال أعطيه، قال فانظر يا أمير المؤمنين إلى هذا الملك الطويل العريض الذي لا يساوي شربة وبولة ونحن نشرب ونبول، من نعم الله تعالى علينا.

 

وقف سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي الشاب أمام المرآة فراقه حسن صورته وأعجبه نظرة شبابه فقال في زهو وغرور أنا الملك الفتى، وكان بجواره إحدى إمائه وجواريه فنظر إليها وقال لها ماذا تقولين؟ فقالت له يا أمير المؤمنين أقول ما قال الشاعر

 

أنت نعم المتاع لو كنت تبقى    غير ألا بقاء للإنســـان

ليس فيما علمته فيك عيـب      كان في الناس غير أنك فان

إلى أعلى

عشاق الدنيا أخساء

ولم يلبث سليمان إلا أياماً حتى توفي، جاءه الموت، الموت يأخذ الشاب والشيخ ويأكل الأخضر واليابس، هون الموت من قيمة هذه الدنيا، عش ما شئت فإنك ميت وأحبب ما شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك منسي به ومسؤول عنه، هذه هي الدنيا التي يتهافت الناس عليها تهافت الذباب ويتهاوشون على متاعها تهاوش الذئاب، قال بعض الصالحين: زهدت في الدنيا لقلة غنائها وكثرة عنائها وسرعة فنائها وخسة شركائها، أهل الدنيا عشاق الدنيا أخساء يقاتلون على الفلس، لا يقنعون بقليل ولا يشبعون من كثير هم كجهنم يقال لها هل امتلأت فتقول هل من مزيد، يبيع أحدهم صاحبه من أجل درهم أو دينار، خسة شركائها، هذه هي الدنيا

 

جبلت على كدر وأنت تريدها       صفواً من الآلام والأكدار

ومكلف الأيام ضد طباعهـا       متطلب في الماء جذوة نار

إلى أعلى

الدنيا لا تساوي عند الله جناح باعوضة

هذه الدنيا التي يتهافت الناس عليها ويتهارشون ليس لها عند الله قيمة، قيمتها أنها مزرعة للآخرة، قيمتها أنها الفرصة الوحيدة لتعمل فيها للدار الباقية دار الخلود، هذه قيمتها، أما هي في نفسها فليس لها عند الله قيمة، لو كان لها عند الله قيمة ما ترك رسله وأنبياءه وأولياءه وأحباءه يعذبون فيها ويعانون البلاء بعد البلاء، ليس لها قيمة، النبي صلى الله عليه وسلم "لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء"، ولكن الله يمتع الكفار وأعداء الله والملاحدة والمشركين به ترك لهم الدنيا يتمتعون فيها وفق سننه وشبكة الأسباب والمسببات التي وضعها في هذا الوجود، لأن الدنيا مجرد قنطرة إلى الآخرة، ولذلك جاء عن المسيح عليه السلام يقول "الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها" اعبر القنطرة ولا تعمرها يعني لا تعش فيها عيش الخالدين، بل عيش العابرين كما جاء في الحديث الصحيح "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور"، هكذا روى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، كن في الدنيا كأنك غريب تعد العدة للسفر إلى وطنك الأصلي، إلى الجنة التي هي وطنك الأصلي

 

فحي على جنات عدن فإنها       منازلك الأولى وفيها المخيم

ولكننا أسرى العدو فهل يا        ترى نعاد إلى أوطاننا ونسلم

 

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور وكان ابن عمر يقول إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، مشكلة الناس طول الأمل، أن كل واحد يطيل أمله في الدنيا أصل الأمل مطلوب لتعمر الحياة ليزرع الزارع ويحصد الحصد ويجتهد الطالب ويعمل كل إنسان عمله هذا لابد منه، ولكن المشكلة طول الأمل، أن يظن الإنسان أن الموت بعيد عنه حتى ابن السبعين والثمانين والتسعين والمائة يستبعد الموت والموت أقرب ما يكون إلى الإنسان

كل امرئ مصبح في أهله     والموت أدنى من شراك نعله

 

لابد أيها الأخوة أن ننظر إلى هذه الدنيا أنها لا تزن عند الله جناح بعوضة، الدنيا بأرضها وسمائها بمحيطاتها وبحارها ببحيراتها وأنهارها بجبالها ووديانها وسهولها بنباتها وأشجارها وزروعها بفضتها وذهبها بحيوانها وإنسانها، هذه الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة، فانظر أيها الإنسان الفرد ماذا يكون نصيبك من جناح البعوضة إذا كانت الدنيا كلها لا تزن عند الله جناح بعوضة، فعلام تستقتل وعلام تقاتل من أي شيء في جناح البعوضة وعلى أي شيء؟ هذه الدنيا.

إلى أعلى

أسئلة على الإنسان الإجابة عليها

لابد أن تعرف للدنيا قدرها، أن تتخذها طريقاً إلى الآخرة، أن تنظر في  غدك في مصيرك، وهذه هي الغفلة التي أصيب بها الناس أن الناس لا يتأملون في مصيرهم، لا يجيبون عن هذه الأسئلة الخالدة الثابتة من أين؟ وإلى أين؟ وما؟ ولم؟ من أين جئت وجاء هذا العالم من حولي؟ وإلى أين أذهب بعد أن أموت؟ وما أنا ما حقيقتي؟ ولم أعيش في هذه الدنيا؟ هذه أسئلة يجب أن يسألها الإنسان لنفسه ليخرج من نوم الغفلة إلى صحوة الفكرة يتفكر في خلق السماوات والأرض ويقول ما قال أولوا الألباب (ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك)، (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون)، إلام تنتهي هذه الدنيا؟ أتنتهي وقد انفض هذا السوق وقد قتل من قتل وظلم من ظلم ونهب من نهب، ثم لا يحاسب الإنسان على ما عمل؟ لا يمكن، هذا هو الباطل الذي يتنزه الله عنه، (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار، أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار)، لا يمكن أن يستوي المتقون والفجار والمؤمنون والكفار، والأخيار والأشرار، لهذا كان لابد من آخرة ليجزي الله فيها كل نفس ما كسبت ويوفيها ما عملت (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)، لابد من آخرة، لابد أن يجيب الإنسان عن سؤال (من أين؟) ليعلم أنه جاء من الله عز وجل، الله هو الذي خلقه، كان عدماً فأوجده الله من عدم، (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا، إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً)، الله هو الذي خلقه وهو الذي صنعه وهو الذي أعطاه السمع والبصر والفؤاد ليبتليه ويبتلي به، من أين وإلى أين؟ إلى الآخرة، كل إنسان سيموت، ولكن الموت ليس نهاية المطاف، الموت عبور إلى حياة أخرى، هذه الحياة الأبدية المصيرية قضية المصير الأولى هي قضية الآخرة هي قضية الحساب هي قضية الثواب والعقاب هي قضية الجنة والنار، كل قضية قبل ذلك وبعد ذلك لا أهمية لها.

إلى أعلى

لتعرف مصيرك إلى جنة أم نار؟

المهم أن تطمئن على قضيتك المصيرية الأولى إلام تصير؟ إلى جنة أم إلى نار؟ يقول أحد السلف لقد قطع قلوب الخائفين طول الخلودين الخلود في الجنة والخلود في النار، ليس قضية هينة هذه، أن تخلد في الجنة أم تخلد في النار، بماذا تبيع الجنة؟ بماذا تشتري النار؟ هذه قضية أساسية مصيرية أن توقن بالآخرة (وبالآخرة هم يوقنون)، ثم أن تجيب عن سؤال ما أنا؟ ما أنت أيها الإنسان؟ هل أنت هو هذا الهيكل المنظور من العظام واللحم والأعصاب والدماء، أنت مجرد هذه الأجهزة والخلايا، أنت هذا الكيان المادي؟ إذن فالبهائم أفضل منك، مهما ضخم جسمك فلن تكون في ضخامة الثور أو ضخامة الفيل، مهما كنت قوياً لن تكون في قوة الأسد، هذا الكيان المادي ليس له قيمة، قيمتك في هذا الشيء الذي أودعه الله في جوانحك هذا السر الإلهي هذا الروح، (إن الله خلق الإنسان من صلصال من حمأ مسنون)، ثم قال للملائكة (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)، سجدوا لهذه النفخة من روح الله لا لهذه القبضة من الطين والحمأ المسنون، فعلى الإنسان أن يعرف قيمته في هذه، الإنسان صغير في حجمه ولكنه كبير بما وهب الله له من مواهب وما سخر الله له من طاقات وما أسبغ عليه من نعم ظاهرة وباطنة، يقول عليّ رضي الله عنه يخاطب الإنسان

دواءك فيك وما تبصر        وداؤك منك وما تشعـر

وتزعم أنك جرم صغير       وفيك انطوى العالم الأكبر

 

تزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر، الإنسان بالنسبة لحجمه شيء بسيط في هذه الكرة الأرضية التي هي ذرة في هذا الكون، الكرة الأرضية كرة صغيرة في المجموعة الشمسية والمجموعة الشمسية مجموعة من ملايين المجموعات في مجرتنا التي نعيش فيها التي يسمونها سكة التبانة لأن النجوم تتناثر فيها كما يتناثر التبن لمن يذرو التبن في الفضاء، وهذه المجرة إحدى ملايين المجرات في كوننا، ماذا تكون أنت في هذه الأرض؟ ثم عمرك ما عمرك؟ مئة سنة مئتا سنة ألف سنة كما عمر نوح؟ انظر إلى عمر الأرض والحياة على الأرض ملايين وبلايين السنين، انظر إلى عمر الكون أكثر وأكثر وأطول وأطول فأنت من ناحية المكان حقير ومن ناحية الزمان حقير قيمتك إذن ليست بالمكان ولا بالزمان ولا بالحجم قيمتك أيها الإنسان ما أودع فيك (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة).

إلى أعلى

أول رسالة للانسان في الارض معرفة الله وعبادته

أنت أيها الإنسان كبير بهذا المعنى كبير بما لك من هدف كبير بما لك من رسالة في هذا الوجود، أيها الإنسان ما أنت؟ أجب عن سؤال (ما؟) ما أنا؟ ما حقيقتي؟ ثم أجب عن سؤال آخر (لم؟) لماذا أعيش في هذه الدنيا؟ هناك أناس لا يعرفون لهم في الحياة هدفاً، ولا يتذوقون للحياة معنى، ويرون أن الحياة تافهة، لا تستحق أن تعاش، ولذلك يعجل بعضهم بالانتحار لأدنى سبب لأن الحياة لا تستحق، هم لا يعرفون لهم هدفاً في هذه الحياة، لا يعرفون لهم رسالة في هذا الوجود لماذا يعانون ويعترض أحدهم على أبيه لماذا أنجبه أبوه؟ ويرفض أن يتزوج ويقول هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد، أبي جنى عليّ لشهوة دفعته وأنا لا أريد أن أجني على أجيال قادمة، هؤلاء الذين ينظرون إلى الحياة بهذه الطريقة ليس لهم هدف ولا رسالة، ولكن المؤمن يعيش في هذه الدنيا يعلم أن له رسالة، ما هي رسالة الإنسان المؤمن؟ يقولون في المثل: الأحمق يعيش ليأكل والعاقل يأكل ليعيش، هذا صحيح ولكن هذه الحكمة لم تحل المشكلة، لأنه سيظل السؤال: إذا كان العاقل يأكل ليعيش فلماذا يعيش؟ هل العيش هدف في ذاته؟ لا، لابد أن يكون للعيش هدف آخر، ما هو هدف هذا العيش؟ ولذلك نكمل هذه الحكمة فنقول: الأحمق يعيش ليأكل والعاقل يأكل ليعيش والمؤمن يعيش ليعبد الله عز وجل ويقوم بخلافته في أرضه، المؤمن له هدف وله رسالة، ليست رسالته الأكل والشرب، إنما له رسالة أكبر من هذا وأخطر، إن رسالته تتمثل في ثلاثة أشياء: معرفة الله تعالى وعبادته، الله خلق هذا الكون علويه وسفليه ليعرفه الناس، (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما)، خلق الله كل هذا الكون لتعرفوا الله لتعلموا الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وعلمه المحيط وقدرته النافذة، (لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما)، هذا العلم يؤدي إلى عبادة الله من عرف الله حق معرفته عبده حق عبادته (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، في بعض الأحاديث الإلهية "يا عبادي إني ما خلقتكم لأستأنس بكم من وحشة ولا لأستكثر بكم من قلة ولا لأستعين بكم من وحدة على أمر عجزت عنه ولا لجلب منفعة ولا دفع مضرة ولكن خلقتكم لتعبدوني طويلا وتذكروني كثيرا وتسبحوني بكرة وأصيلا" معرفة الله وعبادته الهدف الأول من خلق الإنسان.

إلى أعلى

الرسالة الثانية للانسان، عمارة الأرض 

والهدف الثاني من خلق الإنسان: عمارة الأرض (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)، واستعمركم فيها، أي طلب منكم عمارتها ولهذا استخلفكم ولم يستخلف الملائكة التي تطلعت إلى هذا المنصب وقالت لله تعالى (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون)، أنتم لا تصلحون لعمارة الأرض لأنكم لا تأكلون ولا تشربون ولا تتناسلون وليس لكم حاجات تربطكم بالأرض، هناك نوع آخر هو الجدير بالخلافة وهو آدم ولذلك حينما عقد امتحاناً لهم مع آدم نجح آدم في العلم لأن الله علمه الأسماء كلها مما يتعلق بعمارة الأرض.

إلى أعلى

ثالث رسالة للانسان، الخلافة عن الله

والهدف الثالث هو: الخلافة عن الله تعالى، أن يكون الإنسان خليفة لله في أرضه يقيم فيها الحق والعدل وهذا هو هدف الرسالات السماوية كلها (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)، الإنسان الذي يعيش لهذه الرسالة لا يمكن أن تكون الحياة تافهة عنده، إنها حياة غالية حياة لها معنى، يعيش لهذا المعنى ويحيا لهذا المعنى ويجاهد لهذا الهدف، وهذا هو الإنسان.

إلى أعلى

ضرورة معرفة الرسائل الثلاثة للانسان لتزكية نفسه

أيها الأخوة من عرف هذه الأشياء، كانت هذه المعرفة إذا تأصلت في عقله وهيمنت على تفكيره كانت وسيلة من وسائل النجاح لتزكية نفسه، من جهل هذه الحقائق لم يفلح في تزكية نفسه، غلبته نفسه ولم يغلبها، غلبه هواه وانتصرت عليه غرائزه وأصبح كالأنعام أو أضل سبيلا، فعلينا أيها الأخوة لكي نزكي أنفسنا أن نستحضر هذه المعاني الأساسية، لنخرج من سجن الغفلة وننتصر على داء الشهوة وحب الدنيا ننتصر على حب الدنيا وإرادة الدنيا بإرادة الآخرة، لنريد الآخرة ونسعى لها سعيها ونحن مؤمنون، (وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا).

 

أسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يبصرنا بحقائق دينه وأن ينير قلوبنا بمعرفته وأن يجعلنا من العارفين به العابدين له العاملين لآخرتهم إنه سميع قريب. أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم وادعوه يستجب لكم.

إلى أعلى

جريمة اسرائيل البشعة بسرقة البنوك الفلسطينية

الحمد لله، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله، البشير النذير والسراج المنير، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين، أما بعد،،،

 

فيا أيها الأخوة المسلمون ..

"
أولى ما تسمى به جريمة دخول إسرائيل على بنوك فلسطين والاستيلاء بالسلاح على ما فيها، هو القرصنة، ولكن لا يقول لها أحد كفي، فهي المدللة لدى أمريكا

"
لا زالت دولة الكيان الصهيوني تستكبر في الأرض بغير الحق وتقول من أشد منا قوة، تستعرض عضلاتها، تعيث في الأرض فساداً، تقتل وتذبح وتخرب وتدمر، ولا يقول أحد لها لم؟ فضلاً عن أن يقول لها لا، وآخر ما فعلته من طغيان تلك الجريمة الهائلة التي لم نر لها في الدنيا نظيراً أن تدخل على البنوك الفلسطينية وتستولي على أموالها بقوة السلاح، ماذا تقول عن هذه الجريمة، دولة تستخدم السلاح  لتدخل على بنوك رسمية لتأخذ تسعة ملايين أو نحو ذلك من أموال الناس بقوة السلاح ماذا تسمي هذا؟ تسميه قرصنة؟ تسميه سرقة بالإكراه؟ تسميه حرابة؟ أو قطع طريق؟ هذا أولى ما تسمى به هذه الجريمة أن تدخل المسماة إسرائيل على بنوك فلسطين وتستولي بالسلاح على ما فيها ولا يقول لها أحد كفي، لأنها الطفلة المدللة الدولة التي لا يلومها أحد التي تعطيها أمريكا الحق في أن تفعل ما تشاء ومن أراد أن يلومها أو يحاسبها أو يوجه إليها لوماً فهناك الفيتو الأمريكي الذي يحمي إسرائيل يحميها أن يوجه إليها مجرد لوم أن يقال لها عيب يا أيتها الدولة المدللة، ولكن أمريكا مشغولة بأمر آخر، مشغولة بما سمته الشرق الأوسط الكبير، الشرق الأوسط الكبير لم يعد مقصوراً على العرب ودولة الكيان الصهيوني بل ضمت إليها دولاً إسلامية أخرى باكستان وأفغانستان وتركيا وإيران كل هذا سمته الشرق الأوسط الكبير، أمريكا مشغولة بهذا الشرق الأوسط الكبير، تريد أن تصنعه صناعة جديدة، صناعة أمريكية، صناعته القديمة لم تعد تصلح، تريد أن تصنع عقله ووجدانه، وضميره وعواطفه وميوله وأذواقه، تريد أن تبني له فلسفة جديدة في الحياة، تريد أن تبني له فكرة عن الإنسان وعن الكون وعن الوجود، غير الفكرة التي تعلموها الناس من دينهم، تريد أمريكا أن تعلم المسلمين دينهم أن يغير الناس تعاليم الدين وفق ما تريده أمريكا أن يغيروا تعليم أبنائهم وبناتهم وفق ما تريده أمريكا

إلى أعلى

نرفض التدخل في تعالمينا وثقافتنا

نحن لسنا ضد الإصلاح ولا ضد تغيير التعليم وتغيير التربية نحن دائماً ننادي بالإصلاح ونرى الإصلاح فريضة وضرورة، فريضة يوجبها الدين وضرورة يحتمها الواقع، ننادي هذا بملء أفواهنا من سنوات وسنوات ولكنا لسنا أحجاراً على رقعة الشطرنج لسنا تلاميذ تعلمنا أمريكا لسنا أمة خاوية أو أمة فارغة من المعنى نحن أمة لها جذور، أمة لها تاريخ، أمة لها حضارة أمة لها فلسفة أمة لها رسالة عالمية أقامت حضارة شامخة تعلمت أوروبا منها وتعلم الغرب منها عشرة قرون من الزمان كنا فيها الأمة الأولى والعالم الأول، لن نرضى لأنفسنا أن تصبح أمريكا قيمة علينا وعلى تعليمنا وتقول أبقوا هذا واحذفوا هذا وغيروا هذا وعدلوا هذا، لسنا عبيداً لأمريكا نحن سادة أحرار ولهذا رفض هذا العالم العربي كله، الحكام والمحكومون، الساسة والشعوب، اليمينيون واليساريون، التقدميون والرجعيون، القوميون والإسلاميون، كل الفئات رفضت هذا، ويجب أن ترفض هذا، نحن لا نقبل وصاية من أحد علينا، نحن ننادي بوجوب الإصلاح ولكن نصلح أنفسنا بأنفسنا لأنفسنا، نصلح أنفسنا بأنفسنا لأنفسنا وليس لإرضاء أحد آخر نحن إذا أصلحنا تعليمنا وأصلحنا ثقافتنا وأصلحنا تربيتنا لو أصلحناه لحساب آخرين فهذا لا يتفق مع مصلحتنا لأن مصلحتنا غير مصلحتهم، وفلسفتنا غير فلسفتهم، وهدفنا غير أهدافهم، ولهذا نرفض هذا كله، نرفض التدخل في تعليمنا وثقافتنا، يجب أن نرفض هذا بصراحة، لا ينبغي أن نستسلم، هناك عبيد يريدوننا أن نسير في الركاب وأن نتمسح بالأعتاب وأن نقف على الأبواب شحاذين سئالين، هؤلاء عبيد لا قيمة لهم، الذين يريدون أن نحرق البخور بين أيدي الاستعمار الجديد، هؤلاء لا مكان لهم في ديارنا ولا في حياتنا، ليلحقوا بأسيادهم، فالعبد جدير بأن يلحق بسيده ولكن أمتنا كلها ترفض هذه التبعية الذليلة، ترفض العبودية الخاسرة، نحن أحرار ولسنا عبيداً، نحن سادة أعزاء ولسنا أذلاء، نحن لنا رسالتنا وحضارتنا نرفض أن يفرض علينا الإصلاح ونحن نرفض أن يفرض علينا التعليم أو يفرض علينا الإعلام، ولذلك ينبغي أن نقاطع الإعلام لن يحاول أن يغزونا في عقر دارنا ليغيرنا من داخلنا هذا الذي يسمونه (الحرّة) أو قناة الحرة هذا غزو جديد، نريد أن نقاطع يجب أن نقاطع هذا الإعلام يكفينا إعلامنا، لا نريد أن نتعلم من هذا، إن كان ما عنده خيراً فنحن نرفض هذا الخير الذي يأتينا من عنده، عندنا الخير كله، عندنا الخير في ديننا في ثقافتنا علينا أن نغربلها ونتعلم منها ونأخذ خيرها وندع شرها، ونعمل عقولنا ونستفيد من وسائلهم وآلياتهم لا من فلسفتهم وقيمهم، نحن لنا فلسفتنا وقيمنا وإنما تتميز الأمم بهذه الخصوصيات كل أمة لها فلسفتها ولها قيمها، لا تستورد هذه الفلسفة وهذه القيم من أمم أخرى وإلا ضاعت شخصيتها وذابت هويتها وانتهى وجودها، لا مبرر لوجود أمتنا إذا تنازلت عن رسالتها ورسالتها هي الإسلام ورضي الله عن ابن الخطاب الذي قال نحن كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نلتمس العزة بغيره أذلنا الله، (بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليما، الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا).

إلى أعلى

دعاء الخاتمة

اللهم اجمع الكلمة على الهدى، والقلوب على التقى والنفوس على المحبة والعزائم على عمل الخير وخير العمل، اللهم اجعل يومنا خيراً من أمسنا واجعل غدنا خيراً من يومنا وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم أكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا وأرضنا، اللهم انصر أخوتنا في فلسطين، اللهم انصر أخوتنا الأبطال المضحين في فلسطين، اللهم سدد رميتهم وقو شوكتهم واحم ظهورهم، اللهم اهدهم صراطاً مستقيما وافتح لهم فتحاً مبينا وانصرهم نصراً عزيزاً، وأتم عليهم نعمتك، وأنزل في قلوبهم سكينتك وانشر عليهم فضلك ورحمتك، اللهم انصرهم على أعدائك وأعدائهم وأعداء الأمة، اللهم انصرهم على اليهود المغتصبين المعتدين الآثمين، وانصرهم على حلفائهم من الصليبيين الكائدين الماكرين، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمين.

 

عباد الله، يقول الله تبارك تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 808 مشاهدة
نشرت فى 12 فبراير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

299,152