جمال سلطان   |  24-01-2012 13:56

خمسون عاما ، منذ فتحت عيني على سماء بلادي ، لم أر فيها برلمانا يمثلني أو يمثل عموم الشعب المصري ، ووجدت الجيل الذي سبقني يكرر الكلام نفسه ، خمسون عاما وفكرة البرلمان في مصر مجرد ديكور يستخدمه الطغاة والجبابرة لإضفاء مسحة من الديمقراطية المزيفة على مشروعهم الاستبدادي العقيم ، خمسون عاما والتزوير هو سيد المشهد في أي انتخابات برلمانية ، والخلاف بين مرة وأخرى فقط في طريقة التزوير ، هل يكون من المنبع بمنع الناخبين من الوصول إلى اللجان وترويعهم أم من المصب بتغيير الصناديق بأخرى تم إعدادها سلفا في ورشة تجهيز الأصوات بوزارة الداخلية ، خمسون عاما ونحن نرى وزير داخلية الطاغية يقف أمامه في مشهد تاريخي ينقله تليفزيون القمع لكي يتلو عليه أرقام الانتخابات ونسب التصويت التي لا تتصل بالانتخابات أصلا ، وإنما تمت كتابتها سابقا كعملية رياضية بحتة بالتنسيق بين طغمة شر محدودة العدد فيمن هم حول الطاغية .

أمس كان المشهد مختلفا ، تاريخيا بالفعل ، لحظة سيذكرها المصريون والعالم طويلا ، تماما كما حفرت في خيالات هذا الجيل مشاهد ثورة يناير الرائعة ، نواب مصر الحقيقيين يحتشدون في قاعة البرلمان ويؤدون القسم متعهدين بحماية الوطن وإرادة الشعب واحترام القانون والدستور ، إسلاميون وليبراليون ويساريون وتكنوقراط غالبيتهم الساحقة لم تكن لتطأ أقدامهم هذا المكان ، حتى لو حصل كل منهم على ثمانين مليون صوت ، فلما كسرت ثورة يناير شوكة الطغاة وأسقطت نظام القمع والتزوير ، عبدت الطريق أمام المرحلة الجديدة من الثورة ، مرحلة تأسيس دولة مصر الجديدة ، دولة القانون والديمقراطية والحريات والكرامة .

أمس كان ميلادا حقيقيا للدولة المصرية ، مصر لم تكن دولة قبل ذلك ، كانت أشبه بشركة تديرها عصابة لحسابها الخاص ، ولا ترعى مصالح الناس إلا بالقدر الذي يضمن استمرارية الشركة في العمل من أجل مزيد من احتلابها ، بينما يعيش ملايين المصرين في بؤس الفقر وسوء الخدمات وبنية أساسية شبه محصورة في أحياء بالقاهرة بينما بقية ربوع الوطن لا تملك بنية أساسية تليق حتى بالحيوانات في بلاد أخرى ، مصر الدولة ولدت أمس ، بعد أن راهن كثيرون على أن هذا النصر الجديد للثورة لن يتحقق ، وأنه سيتعثر ، ولدت الدولة المصرية ، وبدأ نواب الأمة أولى خطوات إدارة شؤون الدولة ، بينما الطاغية الذي كان يقول في العام الماضي بكل عجرفة : خليهم يتسلوا ، استهزاءا بغضب الناس من بشاعة التزوير ، لن يتسلوا الآن يا مبارك ، ولكنهم يعيدون بناء الدولة التي خربتها أنت وعصابتك ، ويدشنون عصرا جديدا لمصر ، يليق بها وبمكانتها وبثورتها وبشعبها الطيب الصبور .

[email protected]

   



    تعليقات حول الموضوع

 القادم اصعب من الماضي لانهم الان دخلوا في المعركه الحقيقيه وعليهم ان يتوكلوا علي الله حتي يوفقهم الله لقد بدأ زمن الجد والكدوالتعب حتي ننال مانريده

ابو العتاهيه | 25-01-2012 08:30

 وفق شريعه الله من رفعه ورقي وعدل وحضاره الان حملوا اعناقهم امال امه محمد كلها صلي الله عليه وسلم فلو نجحوا باذن الله يجروا خلفهم الامه كلها رغم الصعاب الكبيره التي تواجههم ولكن بالاستعانه بالله والتوكل علي الله ولانخشي الا الله وحده ننتصر ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم و ان يخذلكم الله فمن الذي ينصركم من بعده اللهم واجعلهم خيرا مما نظن ووفقهم الي مافيه الخير والصلاح وعموما ان فشلوا فلايلوموا الا انفسهم والاسلام براء من الفشل فمن يستمسك به ينجوا بفضل الله اما غير ذلك فليراجع نفسه





 قالوا ... ونقول

 حفيــد الصحــابة | 25-01-2012 08:28

 قالوا فى سنة2011 خليهم يتسلوا ، ونقول فى سنة2012 خليهم يتعدموا





اصبت

محمد فهيم | 25-01-2012 06:01

 مقال له وزن سددت للخير





لن يصبح الغد كالأمس أبداً ....

علاء مندور | 25-01-2012 05:38

 كان وسيظل دائماً الرهان على هذا الشعب ... من راهن عليه ربح ومن استهان به خسر وكسر ... إن هذا الشعب مؤيد من الله عز وجل وسيوفقه المولى تعالى لأنه إختار أن يتغير الى الأفضل وهو الأمر الذى أظهرته الإنتخابات الأخيرة ... فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ... تلك هى المعادلة ... فغيروا لتتغيروا ، ولتكن يد الله فوق أيديكم ....ولا فض فوك يا أستاذنا





التفاؤل جميل ولكن

محمد الحمد | 24-01-2012 23:14

 شي جميل هذا الارتياح العام لما الت اليه الامور نتمنى ان تكون بداية النهظة الشاملة لمصر الحبيبة ولكننى اجد نفسي اكرر مقولت لي في هذة الصحيفةقبل عدة اشهر وهي ان هذه الثورة لن تكون ناجحة الا اذا التزم الجميع بالتغيير الايجابي وكلن يبدأ بنفسة ويعمل مايجب علية عملة دونما استعجال للنتائج ولنعلم جميعا ان التدمير لسنوات خلت لايمكن ان تعمر في سنة ا اثنتان فالصبر الصبر والثقة بالتغيير





.

nahed | 24-01-2012 22:49

 واصبح 75% من سكان مصر لا يرون سوى مسمار الحقد والكراهية والتعصب الوهابي المدكوك في اعينهم, وفشلت الثورة. الثورة كانت عظيمة ولو إستمر تفاعلها الشعبي عدة اشهر فقط دون تدخل بلطجية الدين السياسي والمرتعدين من هواء ربيع ثورة شباب مصر لكانت نجحت ثورتنا. الممسك بمسمار الوهابية في يده ليس هو المسؤل الوحيد عن برنامج خراب مصر بل ايضا كل من سمح لهم بخذق عينه





I strongly support what Mr. كارم حماد had suggested for the day of FEBRUARY 11

Usama From USA | 24-01-2012 21:58

 This is a great suggestion. If the whole country would take that day off and everyone cooperates with each other and cleans his or her neighborhood, it will be the best symbolic description of the meaning of that day in the heart of every Egyptian. It will be as if we are cleaning the trash that Mubarak and his gang left behind to have a better Egypt. It should also result in a significant cleaning effect that should benefit the people.





يا ليتها كانت شركة تديرها عصابة يا أستاذ جمال

سمير كمال - كندا | 24-01-2012 20:46

 فالشركة تحاول أن تظهر بمظهر محترم وتتلاعب العصابة بحساباتها حتى لا ينكشف المستور أمام الناس ... أما مصر فكانت عزبة يديرها طاغوت سفاح ليس فى قلبه مثقال ذرة من رحمة وكان يستعين بمجموعة من المجرمين اللصوص (العائلة وعزمى وصفوت وسرور وشركاءهم) والمنافقين (أعضاء الحزب الوطنى والجهاز الإعلامى كله) ومصاصى الدماء (أمن الدولة وجحافل بلطجيتهم) .. وكان الإجرام والنهب جهاراً نهاراً وعلى رؤوس الأشهاد ومن يعترض فحبيب العادلى وزبانيته متعطشون دائماً لدماء الشرفاء!!, فالحمد لله الذى أزال الغمة عن مصرنا الغالية





الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

د. أشرف سالم | 24-01-2012 20:19

 كلماتك يا أستاذ جمال تكتب بماء الذهب على صفحات الورد .. فقد مكنك الله مما عجزنا عنه فعبرت عما دار في صدورنا جميعا بالأمس ففاضت به العيون وعجزت عن وصفه الألسن .. فنحن لسنا أمام برلمان حر تعددي منتخب .. بل أمام روح جديدة تدب في جسد مات وكان ينتظر الكفن وتكبيرات أربع .. فلما ارتفعت الحناجر المخلصة بالتكبير في الميدان .. انتفض الجثمان .. ثم جاءنا البرلمان.





الى الاخ محمد مجدى

مهندس/عماد | 24-01-2012 20:10

 ممكن اعرف ايه مؤهلات حضرتك الشرعية. اصل حضرتك بتكلم فى الدين بمنتهى الجرائه كلامك صراحه مسمعتوش من حد من شيوخ السلفيه سمعتها بس من رجال الدين فى العصور الوسطى (سندومتن)انما فى زمانه ده مسمعتوش من حد وشكرااا





ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ

ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺠﺪﻱ | 24-01-2012 19:59

 ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﺣﺪﺍﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺪﺍء ﺃﺣﺪ؟؟!! ﻳﺎﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻹﺗﺒﺎﻉ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ





?????

Kamal Garhy, USA, MASR | 24-01-2012 19:09

 الأخ محمد مجدي ؛ لا تكن صلباً فتكسر .. أنت قلتها ، وقفوا دقيقة ليقرأوا الفاتحه ..لا ليغنوا مثلاً شعوري نحيتك .. فانا أسألك، أي بدعة في قراءة الفاتحة ؟ أذكرك بقول ربنا سبحانه ،ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ،





مسك الختام...اليك ياوطنى

سعيدرضوان \الغردقة | 24-01-2012 17:12

 ولم اجد بين موتى...وبين هجرك فرقا..تعيش انت وتبقى انا الذى أموت حقا.....





ابتداء جلسات الخير والاصلاح للامة المصرية

سعيد رضوان \الغردقة | 24-01-2012 17:01

 ماشد انتباهى اثناء مشاهدة الجلسة الافتتاحية للمجلس الخير هو ان معظم مقاعد المجلس كانت بها علامات تجعل الناظر لهم يشعر بنظرة امل ووفاء لكل صويت اخذه الاعضاء من الشعب وتذكرهم للشهداء وقارئة الفاتحة على ارواحهم والدعاء لهم قبل تعارف الاعضاء لبعضهم البعض يدل على ان الخير قادم والتوافق فيما بينهم سيكون من اوائل الاهداف التى ستكون بين الاخوة فى الجلسات واكاد ان اقول انها المرة الاولى لي التى اشاهدفيها جلسة لمجلس الشعب كاملة فى حياتى وذلك لراحة النفس لهؤلاء الاعضاء وهناك فرق....بين الامس واليوم





ترك السفن تسير............يامن تدعى ان المجلس انعقد على كفر وشرك.؟

سعيد رضوان \الغردقة | 24-01-2012 16:26

 دعودة الى بناء وطن ولا تعقيب على هذا وذاك ولنترك السفن تسير فى امان الله فكل منا فى نظرالآخر مختلف فى الاراء والفكر. واليك يامن تدعى ان المجلس كان اثناء الانعقاد به كفر وشرك )بسيطة خالص فى امكانك عدم النظر الى التليفوزيون لانه الآخر بدعة كدة ولآاه؟نحن فى اول جلسة والشعب كله فرحان وسعيد ولا تعقيب على .......................؟ 9





الله اكبر ولله الحمد

ابومصعب | 24-01-2012 16:18

 الحمد لله الذى انعم علينا بنعمة رؤية نوابا عنا من اهل الصلاح والتقوى يقاطعون الجلسات ويذهبون للصلاة الله اكبر ان لميكن لنا من فائدة الا هذه فبها ونعمت والله سيكون الخير كل الخير على يد الايادى المتوضاة والرؤوس الساجدة ولكن اعتب على اخوانى طلبة العلم داخل المجلس كان لزاما ان تجهروا بالحق وتقاطعوا الاعمال البدعية مثل الوقوف دقيقة حداد اوقراء الفاتحةوكان عليهم ان يبينوا الحق للنا س ويجهروا به وكانت الفائدة ستكون اكبر فى نشر التوحيد والسنةوالانتصار لهما المهم الحمد لله





يوم النظافة القومي

كارم حماد | 24-01-2012 15:50

 بمناسبة عودة الروح إلى صدور شعب مصر وبمناسبة حلول عام على تخلص مصر من الثلة القذرة التي حكمتها لمدة ثلاثين عاما ونظرا لانتشار القمامة في ربوع القطر المصري نتيجة للتقصير في خدمات جمعها هل لي من خلال جريدتكم الغراء أن أدعو المجتمع المصري إلى تسمية يوم ١١ فبراير بيوم النظافة القومي حيث يكون إجازة رسمية يخرج فيها كل مصري ليساهم في نظافة الشارع والحارة والتخلص من القمامة وهو أفضل احتفال بانقشاع الغمة وذهاب الهم.





السلفوقراطيون ..

محمد مجدي | 24-01-2012 14:32

 أتذكر موقف ماشطة بنت فرعون عندما جهرت بالحق وبالتوحيد امام فرعون ولم تخش في الله لومة لائم , وقتل فرعون أبنائها أمام عينها لترجع وتداهن فرفضت ثم أقارن بين موقفها وموقف إخواننا السلفوقراطيون أو السلفوحزبيون وهم يستمعون الى الشرك والكفر ويرونه أمام أعينهم ولا يجرؤ رجل رشيد منهم أن ينكر هذا , بل والأدهى أنهم "سمعوا الكلام" ووقفوا دقيقة حداد لقراءة الفاتحة على أرواح "الشهداء" رغم علمهم بأن هذه من البدع .... فإنا لله وإنا إليه راجعون

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 39 مشاهدة
نشرت فى 28 يناير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

321,327