جمال سلطان | 19-01-2012 15:16

بعض الشخصيات التي ظلت على مدار أكثر من خمس عشرة سنة تأخذ الأموال من سفارات وحكومات أجنبية ، وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية تتصرف الآن بطريقة تماثل طريقة الساقطة عندما تحاصرها بالحديث عن العهر والطهارة ، فتقول لك : وإيه يعني ، الدنيا كلها ماشية كده!! ، ثم إن هذا يحدث من فلان ومن علان والدولة نفسها تفتح فنادقها للفعل نفسه ! ، بعضهم يخرج على شاشة الفضائيات ويقول لك : وهل الدعم المالي الأجنبي عيب ، إذن لماذا تقبل به الدولة والحكومة ، أليست الحكومة المصرية تتلقى دعما سنويا من الإدارة الأمريكية بمقدار ملياري دولار ، أليست تقبل معونات من دول أخرى في مجالات مختلفة ، فلماذا تحرمون ذلك علينا .

هذا الكلام قد يدفعنا إلى قبول التفسير الذي يقدمه بعض المراقبين للعلاقة بين بعض منظمات المجتمع المدني ونشطائها وبين السفارة الأمريكية مثلا بأنها علاقة تصل في بعض جوانبها إلى حد العمل الاستخباراتي ، وأن البعض ربما يقبل العمل كجاسوس حقيقي ويدرك أن هذا هو جوهر العلاقة ، يقبض الأموال مقابل معلومات أو خدمات مختلفة ، لماذا نطرح جدية هذا التفسير الذي يقدمه البعض ، لأن منطق أن الدولة تفعل كذا مع أمريكا ، وبالتالي فنحن نفعل كما تفعل الدولة ، يفتح المجال رحبا لهذا التفسير ، لأن الدولة المصرية مثلا لها علاقات استخباراتية مع الولايات المتحدة ، والأجهزة الأمنية من الطبيعي أن تتبادل معلومات ، وبالمنطق السابق نفسه ، فإذا كان الدولة المصرية تتعاون استخباريا مع الولايات المتحدة ، فلماذا لا نتعامل نحن أيضا كنشطاء ومنظمات مجتمع مدني مع المخابرات الأمريكية وأذرعها المختلفة ، أين العيب هنا ؟! ، ويمكن أن نعدد ذلك إلى العلاقة مع دول أخرى مثل "إسرائيل" ، بل إن بعض أقباط المهجر يبرر علاقاته بإسرائيل وأجهزتها ومؤسساتها بأن "الدولة" في مصر لها علاقات مع إسرائيل ومؤسساتها ، فما العيب إذن في أن يكون لنا كمجتمع مدني علاقات أيضا ؟!

لدي وثائق تكشف عن علاقات وثيقة لأعضاء بالبرلمان السابق ما زالوا حاضرين إعلاميا حتى الآن ، بالسفارة الأمريكية ، تصل إلى حد تقديم تقارير عن نشاطات البرلمان وأعماله ووثائقه إلى السفارة الأمريكية ، فما هو الوصف الذي يمكننا أن نصف به هذا التصرف ، وهناك شخصيات كانت تذهب إلى السفارة لتقدم شكاوى والتماسات للسفيرة الأمريكية كما لو كانت النائب العام المصري مثلا ، وصحيح أن هذا السلوك في بعض جوانبه يكشف عن هوان الحكومات المصرية السابقة وسهولة اختراق النظام السابق برضاه أو كرها منه ، إلا أن الأهم الآن هو خطورة استمرارية تلك العلاقة بهذه الصورة ، ولا بد للقانون أن يبسط يده بالكامل ، وأي دولار تتلقاه هذه المنظمات أو النشطاء خارج إطار الرقابة القانونية والرسمية هو رشوة أو شراء ذمة يجرم ويعاقب صاحبه ، وينبغي أن تكون هذه إحدى أهم البنود على أجندة البرلمان الجديد ، لأن وقف هذه الاستباحة هو جزء من كرامة مصر التي استردها الشعب في 25 يناير .


[email protected]

 


اضف تعليقك
الاسم :

عنوان التعليق:

التعليق:

أرسل التعليق

تعليقات حول الموضوع

من يمول مؤسسات المجتمع المدنى ؟

مصرى أمريكى | 19-01-2012 19:17

مؤسسات المجتمع المدنى كما يحب أن يسميها إعلام اليوم يجب أن تكون وليده مجتماعتها ومموله من أبناؤه وليست وليده مجتماعات أخرى ومموله من أبناء دول أخرى...فى أمريكا لا تستطيع أى مؤسسه أن تتلقى تمويلا من خارج البلاد حتى وإن كانت أهدافها إنسانيه بحته كبناء مسجد أو دار إيتام بدون إذن الدوله ومعرفتها بكل صغيره وكبيره... ما يسمى فى مصر زورا وبهتانا بمؤسسات مجتمع مدنى وتتلقى إرشاداتها وأموالها من خارج البلاد هى كانتونات تدخل فى شئون البلاد والعباد لصالح دول أخرى ومجتمعات أخرى غريبه علينا

 

 

المنظمات المشبوهة التى رفعت برقع الحياء من على وجهها

حما د جها مة العريش سيناء | 19-01-2012 18:13

مااشبة اليوم با البارحة حين تتدافع المنظمات التى تسمى نفسها كذلك لذر الرماد فى العيون حين تلهث ركضا للوصول والوقوف فى الصف لتحصل على الهبات من السفارات الاجنبية هاؤلاء الافراد لقد غشوا الطريقة من الفئات اللبنانية حين تسترزق وتاخذ المعلوم من السفارات الاجنبية وذلك يذكرنا بكرومر حين كان الاحتلال الانجليزى يلقى باوامرة على السياسين المصرين ايامها فبدلنا كرومر الانجليزى بكارتر الامريكى وبقينا كا الطاحونة نلف حول انفسنا لانعرف من الصالح ومن الطالح ولعنة اللة على من اوصلنا لذلك

 

 

السمكة التى فسدت رأسُها

جهاد | 19-01-2012 18:11

وهل كانت الدولة إلا هذا المخلوع؟ هذا صحيح! إذا كان مبارك خائن وعميل لأمريكا وإسرائيل ويبيع لهم البلاد والعباد، لماذا لا يتبعون خطاه؟ الرئيس يسرق المال العام مع أبنائه وزوجته وحاشيته، لماذا لا يسرقون مثله؟ الرئيس جربوع ومتسول وكان يشهد زملاؤه القدامى أنه حرامى من النوع الزبالة فلماذا لا يكونوا مثله؟ الرئيس يحيط نفسه بحاشية من القوادين والشواذ وجميعهم لصوص وخونة لماذا لا يخوضون فيما يستبيحونه لأنفسهم؟ نسأل الله لهذا المجرم وبطانته وزوجته وبنيه نهاية كنهاية القذافى! حتى لو برأتهم المحكمة

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 29 مشاهدة
نشرت فى 19 يناير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

315,440