فراج إسماعيل   |  14-01-2012 14:45

أوقف الثلث المعطل في البرلمان اللبناني كثيرا حيوية الأداء السياسي ودفع إلى الركود، وهو ما يجب أن نحذره في مصر لأن الأوضاع بعد الثورة لا تحتمل ركودا وأزمات.

صحيح أن الأقلية المعطلة قد تدفع إلى عدم استفراد تيار واحد بالتشريعات والقوانين، لكنها في ظل غياب النضج السياسي تسبب كابوسا هائلا يعيدنا إلى حال حكومات قبل ثورة 1952 التي لم يصمد بعضها ساعات أو أياما.

في مصر لا يؤخذ بالثلث المعطل، وقد دعا إليه البعض لفترة انتقالية تخص البرلمان الجديد فقط، أي لمدة خمس سنوات، على اعتبار تعطيل استفراد التيار الإسلامي بالتشريعات، إلى أن تنظم الأحزاب الأخرى نفسها وتستعد بالدرجة الكافية وتتحقق لها قدرة المنافسة في انتخابات 2016.

على أي حال.. لا مجال حاليا لأقلية معطلة ، فعمليا ذلك شبه مستحيل بعد النتائج الأخيرة، فلكي تكون معطلة يجب أن تحجب نسبة الخمسين في المائة زائد واحد خلال التصويت على التشريعات والقرارات.

لكن يبقى أن التحالفات مفيدة في تشكيل لجنة الدستور وفي وضع النصوص الدستورية، وهنا سيكون للأقلية دور مهم إذا وسعت تحالفاتها.

يمنح التردد الذي يبديه حزب الحرية والعدالة في التحالف مع النور، الفرصة لأقلية مؤثرة من الأحزاب الليبرالية والصوفية، فالإخوان بدون السلفيين يشكلون 45% من المقاعد، وتحالفهم مع أحزاب ليبرالية مثل "الوفد" يخصم عمليا من الخمسين في المائة زائد واحد وإن كان يوفرها نظريا.

تفسير ذلك أن تحالف الحرية والعدالة مع الأحزاب الليبرالية يفرز تشريعات يتوافق عليها الطرفان، وفي حالة الاختلاف فإن الليبراليين في التحالف الإخواني سينضمون تلقائيا خلال التصويت إلى جانب أقلية الأحزاب الليبرالية، وهو ما يمكن تسميته بتحالف مؤقت لحظي بين الجانبين يقوي "فيتو" الأقلية ويمنحها صفة المعطلة.

في المقابل يستحيل أن يحدث تحالف لحظي مؤقت أثناء التصويت بين الحرية والعدالة والنور إذا لم يدخلا في تحالف من البداية. مما يجعل تشكيل لجنة الدستور، حتى بدون تدخل من المجلس العسكري، مفاجئا وصادما للإسلاميين، وهذا يرجع لتماسك الأقلية في مواجهة انقسام الأكثرية.

أزمة التيار الإسلامي بدأت مبكرا بالتردد الذي يبديه الإخوان بشأن الشخص الذي سيقدمونه لرئاسة مجلس الشعب، وهو منصب مؤثرا جدا على عكس الستين عاما الماضية.

الإخوان غير متحمسين تماما لأن يأتي منهم. وحتى الجزء الذي يتحمس لرؤية رئيس برلمان ينتمي للجماعة، لا يتفق على اسمه.. هل هو العريان أم الكتاتني.

الحرية والعدالة (الإخوان) والنور (السلفيون) يشكلان 70 % من المقاعد، 45% للأول و25% للثاني. التحالف بينهما سيكون مؤثرا على وضع الدستور القادم.. وإذا شكلا الحكومة فإن عوامل الانسجام ستطغي على عوامل الاختلاف لانتمائهما إلى تيار واحد رغم اختلافهما في بعض التفاصيل والمنطلقات.

لا مفر أمامهما من التوافق على الموضوعات الخلافية.. وهي عملية سياسية معتادة بين التحالفات الحاكمة لأن الانقسام يؤدي إلى فض التحالف واسقاط الحكومة.

الإخوان لديهم قلق كبير من التحالف مع السلفيين خشية تشددهم في تطبيق القوانين الإسلامية، لكننا اعتدنا في بعض حكومات العالم الديمقراطية على تحالفات بين قوى بينها اختلافات واضحة وعميقة، إلا أن تجميعها تحت سقف الحكومة، جعلها تتنازل عن ما كانت تتشدد فيه.


    تعليقات حول الموضوع

هام جدا وخطير..يجب اتحاد كل فصائل التيارات الاسلامية والا فشلوا وذهبت ريحهم ولا تأمنوا للعلمانيين

فارس | 15-01-2012 14:36

 الحرية والعدالة--النور--العدل-- الاصالة-- حزب الجماعة الاسلامية--..الخ..يجب ان يكونوا صفا واحدا عند التصويت خصوصا فى القوانين الحساسة..وصدقونى لن يصوت العلمانيون واللبراليون وغيرهم لاى فكرة يقرها الحرية والعدالة فلا تصدقوا الوفد وغيره فهم تجار سياسة ومصلحة وليسوا رواد مبادىء؟





نحن فى أمس الحاجة الى حسن التوكل على الله , والى الثقه بنصر الله ,والى معايشة ايات الله فى أنفسنا ,وصدق من قال "أقيموا دولة الاسلام فى قلوبكم,تقم على أرضكم"

محمد بن عبد الله | 15-01-2012 13:22

 الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ...فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ , وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ





أتمنى أن يكون حدسي في غير محله

محروس الفيومي | 15-01-2012 11:45

 لدي حدس بأن الإخوان سيتحالفون مع القوى الليبرالية فهذا سيطمئن قوى عدة كالجيش والغرب والليبراليين أيضاً وإن فعل الأخوان ذلك سينال هذا من مصداقيتهم وشعبيتهم وسيدفع بالسلفيين إلى صفوف المعارضة وهو أمر يقويهم ولا يضعهم ولا سيما أن تجربتهم السياسية محدودة للغاية، ونحن هنا لا تهمنا مصالح حزبية ضيقة لكن أن تجتمع كلمة أهل الحق وأن تعود مصر كما عهدناها قلعة للإسلام ومنارة للعروبة.





التحالفات ستكون مؤقتة حسب الموضوعات والمشروعات المقدمة

على مرسي | 15-01-2012 10:37

 لن يكون هناك تحالفات دائمة بين الاحزاب جميعها ، فان المشروعات المقدمة للمجلس هي التي ستحدد التحالفات المؤقتة والموضوعية لان الاختلاف بين الاسلاميين ليس كبيرا ولكن الاختلاف بين الاسلاميين والليبراليين سيبقى كبيرا وسيزداد وسوف يضطر الاسلاميين الى التحالف الجزئي والمؤقت حسب الموضوعات ذات الاهتمام المشترك





عجايب

سيف النصر | 15-01-2012 07:53

 استغرب من الذين يطلقون على انفسهم مفكرين إنهم يقولون بأنهم متشددون في تطبيق القوانين ( يقصد الشريعه ) الإسلامية ، اتشفعون في حد من حدود الله وتقولون تشدد أف لكم ولما تعبدون والله هذه ليس بتششد ولكنها مبادئ إسلامية يجب تطبيقها على كل فرد مسلم وحسبنا الله ونعم الوكيل





بارك الله فيك

ابن النيل | 15-01-2012 07:36

 لا فض الله فوك ... هذا هو الكلام وغير ذلك أخشي ان يندم الطرفان .. علي الاخوان ان يتخلوا عن ترددهم وعلي السلفيين ان يتخلوا عن تشددهم وليعلموا أن ما لا يدرك كله ولا يترك كله .. والنبي امضي في مكه 13 عاما يدعو وفقط





الإخوان يختارون الأفضل لمصلحة مصر

بسام عبدالله | 15-01-2012 07:33

 إن خوف الجميع من تحالف الإخوان و السلفيين في البرلمان لتشكيل أغلبية طاغية تستأثر بالأمر في مصر و تتحمل كافة المسئوليات قد يكون هو السبب في دفع الإخوان لعدم التحالف مع السلفيين، و بالفعل الإخوان يعلمون أن السلفيين لن يقفوا في طريق أي مشروع يخدم صالح مصر و يخدم الشريعة الإسلامية ، فلذلك قد يكون التوافق بينهما هو الأفضل لمصر داخليا ً و خارجيا ً و ليس التحالف الذي قد يثير البلبلة و المخاوف.





أعيد نقل وجهة نظر أخى حسن سلامه فهي رائعه وأتمنى التفاهم عليها

احمد | 15-01-2012 07:26

 يا استاذي للاخوان وجهه نظر تعتبر في هذه المسالة فالاخوان يدركون يقينا بان اي قرار فيه مصلحه للوطن وللدين لن يقف في وجهه السلفيين اما التيارات الاخري فهي المعنية بالاحتواء والمطلوب ترشيدها حتي لا تقف في المواجهه فيخسر الجميع وفي النهاية الكل يجتهد وسيثاب باذن الله علي قدر نواياه





التحالفات ليس لها أي قيمة إلا إذا كان البرلمان هو الذي يشكل الحكومة ويمكنه سحب الثقة منها

د. راضي عصفور - كندا | 15-01-2012 05:37

 وحسب الإعلان الدستوري فإن هذا من حق المجلس العسكري وحده. فلننتظر لنرى ماإذا كان العسكري سيتنازل عن هذه الصلاحية للبرلمان أم لا وبعدها نتكلم عن الإئتلافات. من أجل هذا يجب على جميع أعضاء البرلمان أن يتوافقوا على أحقية البرلمان في تشكيل الوزارة ويطالبون المجلس العسكري بذلك باعتبار البرلمان هو المؤسسة الشرعية الوحيدة التي من حقها أن تتحدث باسم الشعب. أي أن الخطوة الأولى يجب تشكيل تحالفا يضم على الأقل 75% من المقاعد هدفه الأساسي المصلحة العليا للوطن والحصول على الصلاحيات البرلمانية الكاملة





الإخوان كان من الممكن ان يحصلوا على الأغلبية في البرلمان لو ترشحوا على جميع المقاعد

خبير أمني من منازلهم | 15-01-2012 05:17

 ولكنهم لم يفعلوا ذلك لتطمين الناس وخوفا من استخدام فزاعة سيطرة الإخوان على الحكم. فإذا تعمد الإخوان عدم حصولهم على أغلبية يعني كأن الإخوان كونوا ائتلاف مع الإخوان. فإذا كانوا قد "رفضوا" ائتلافا مع "الإخوان" فكيف يقبلون ائتلافا مع حزب النور الأكثر تشددا عن الإخوان؟؟ بالإضافة إلى أن وجود النور في المعارضة سيظهر "إعتدالية" الإخوان. وبالمناسبة فلن يجرؤ أي حزب على إسقاط الإخوان لأنه في هذه الحالة ستجرى انتخابات جديدة ينافس فيها الإخوان على كل المقاعد والخاسر فيها سيكون غير الإخوان.





بارك الله فيك يا ا. فراج ......فليحذر الاخوان التحالفات الصورية الهشة ثم يكون الغدر بهم

منى عبد العزيز | 15-01-2012 04:33

 وبآمال غالبية هذا الشعب الذى يحلم بتمكين ديننا الحنيف...هذا الدين القيم الذى يحتوى جميع أصحاب الديانات الأخرى ويرفض ظلم أى انسان حتى ولو كان كافرا....كم نتمنى أن يتحالف الاخوان مع السلفيين..ليس اقصاءا للقوى الأخرى فى البرلمان فالمطلوب هو تكاتف الجميع من أجل مصلحة مصر...لكن مع الأسف الاقصاء تظهر بوادره من بعض التيارات الأخرى اليسارية والليبرالية...ومن المحتمل جدا أن يتخلى أصحاب هذه التيارات عن الاخوان فى أقرب فرصة...المؤمن كيس فطن ولايلدغ من جحر مرتين





حجازيات !!

يحيي حجازى | 15-01-2012 01:28

 إستقراء فقه الواقع بشكل جيد يجعل التحالف بين حزبي الحرية و العدالة و النور ضرره أكبر من نفعه في هذا التوقيت بالأضافة إلي تخبط قادة حزب النور و مشايخ الدعوة السلفية في تصريحات متضاربة تثير البلبلة بعكس ما يحدث في الحرية و العدالة .





أستاذ فراج...انتبهوا للفخ القادم ونبهوا له الجميع!!!!

د. ماهر العريان | 15-01-2012 00:35

 الحكم الذي سوف يصدر علي الرئيس المخلوع وتوقيته سوف يقرر مستقبل مصر في المرحلة القادمة..هذه هي اللعبة المنتظرة...ولكن تكون البلاد مهيئة لا لمجلس شعب ولالحكومة وسوف تكون الفوضي هي العنوان...هل استعدت القوي الوطنية المخلصة لتلك اللحظة الحرجة أم بدأنا عد الغنائم من الآن؟؟؟؟وهل سينجو الإخوان من هذا الفخ؟؟؟ندعو الله أن ينجينا جميعا من المهالك...أمين!!!





وجهه نظر

حسن سلامة | 15-01-2012 00:20

 يا استاذي للاخوان وجهه نظر تعتبر في هذه المسالة فالاخوان يدركون يقينا بان اي قرار فيه مصلحه للوطن وللدين لن يقف في وجهه السلفيين اما التيارات الاخري فهي المعنية بالاحتواء والمطلوب ترشيدها حتي لا تقف في المواجهه فيخسر الجميع وفي النهاية الكل يجتهد وسيثاب باذن الله علي قدر نواياه





مثال حماس والجهاد

طارق الصاوى خلف | 14-01-2012 22:05

 يمكن للحرية والعدالة والنور أن يتحالفا معا مثل التحالف القائم استراتيجيا بين حماس والحهاد فى حين أنه يسمح بخلافات محدودة ويمكن أن يكون التحالف على غرار التحالف بين المالكى والحكيم فى العراق وأتصور أن من سيقرر هذا التحالف هو الوفد فإن استمر على تحالفه السياسى مع الحرية والعدالة مع ضمن المستقلين وحزب أنور السادات يمكن تشكيل حكومة مستقرة تتمتع بقوة ضامنة لبقائها يقدمها حزب النور الخوف الوحيد لدى الحرية والعدالة فى تحالفها مع الاخوان هو حصار حماس فى غزة وفى المثال اعتبار





لحظات فارقة .. لايصح فيها الإستقطاب

د. أحمد السيد | 14-01-2012 19:16

 إذا تحالف الإخوان والسلفيون .. لقامت ثورة وفورة إعلامية وتنظيمية وتحالفات لكل الإخوة الأعداء الكارهين للوطن والإسلام .. وتم استدعاء الكنيسة واليسار واليمين والمهجر والفلول والعسكرى والمدنى المدعوم خابراتيا وابناء المشروع الصهيوأمريكى الفترة بسلام حتى نعبر هذه وامن الدولة المنحل وكل قوى الشر مدعوما بالاعلام الذى مازال اعلام صفوت .. فمهلا أخى فراج





اللهم وفق الاخوان والسلفيين لما تحب وترضى ووفق كل ابناء مصر المخلصين الى كل خير

محمد مسلم | 14-01-2012 18:56

 عندى قناعة ان شاء الله انهم سيتخذون القرار الذى فيه مصلحة مصر





نعم هذا هو الحل

مجدي شناعة الاردن | 14-01-2012 18:40

 اللهم الف بين قلوبهم وهذا هو الخيار الافضل لهما ولن يكون هناك خوف من تدخلات اجنبية فقد انتهت في هذا الزمن والى عقود مديدة والشكر موصول للكاتب الفاضل





أتقوا الله في أنفسكم ودعوا العصبية فإنها منتنه

ابن مصر | 14-01-2012 18:40

 لقد قدمكم الشعب فلماذا تأخرونه أنتم ما العيب في اللقاء والتحالف والاتحاد ألم يقل الله وأعتصموا بحبل الله جميعا ألم يدعونا الله للجماعة فلماذا هذا الهراء إذا لم تكونوا مستعدين أن تكون على قد المسئولية فلتخبروا الشعب قبل الخراب الذي سينتج عن تصرفات غير مسئولة أي كان الجانب الذي سيقدمها المسألة مش هزار ولا لعب ولا هذا يريد وهذا لا يريد دي مصر ومستقبل أمة ودين أمة ما رأيكم ؟





بارك الله غيك

اسماء | 14-01-2012 16:42

 هذا الكلام والا فلا..منذ مدة ونحن نرى الاخوان لايريدون التحالف مع النور لأسباب لن تحدث ان شاء الله..نرجو ان يصل صوت الاستاذ فراج لهم

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 16 يناير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

315,454