سليمان الحكيم   |  08-01-2012 13:58

كان لويس عوض من أكثر الدعاة إلى القومية المصرية التى تختلف فى رأيه عن القومية العربية ، ولكنه حين يبحث فى العناصر التى كونت تلك القومية المصرية ، وجعلت الشعب المصرى بمسلميه ومسيحييه سبياتة واحدة ، فلا يبعد كثيرا عن تلك العناصر التى تشكل القومية العربية التى يرفضها الدكتور لويس عوض .!!

انظر مثلا ما كتبه بجريدة الأهرام يوم 20 إبريل 1978 حين قال : أنا أتكلم عن القومية المصرية بوصفها شيئا مختلفًا ومستقلا عن القومية العربية التى لا أفهمها خارج الجزيرة العربية ، فهذه وحدها عندى هى الأمة العربية بأى تعريف علمى !!

ولكن بأى مقياس يتحدث الدكتور لويس عوض عن القومية المصرية بوصفها شيئًا مختلفًا عن القومية العربية ؟!

يجيب الدكتور لويس عوض بنفسه وفى مقابله السابق أيضًا :

يقول لويس عوض :

فمعروف أن المصريين مسلموهم كأقباطهم تنحدر أعراقهم الأساسية عن قدماء المصريين ، فإن لهؤلاء وأولئك دماء واحدة ، فقد ذابت فى البحر المصرى الكبير .

ويضيف الدكتور لويس عوض قائلا:

ومن خرافاتنا المتوارثة أننا نتحدث عن عنصرى الأمة المصرية ، فالأمة المصرية ليس فيها إلا عنصر واحد يتجلى فى الأغلبية الساحقة من أبنائها أيًا كان دينها .. إنما خرافة العنصرين نزلت إلينا من زعم الأقباط أنهم وحدهم من سلالة قدماء المصريين ، وأنهم أصحاب مصر الأصليين ، ومن زعم المسلمين أنهم من سلالة العرب الشريفة ، فى حين أن الأنثروبولوجية الجنسية لا تميز بين هؤلاء وأولئك فى مقاييس الجمجمة والأنوف والعظام ونسبة تجلط الدم ولا فى خواص الشعر .. بينما تميز فى كل هذه الخصائص السلالية بين المصريين عامة وبين جيرانهم من شعوب غرب آسيا .. فى الشام والعراق والجزيرة العربية !!

ثم ينهى الدكتور لويس عوض كلامه قائلاً:

وحدة العرق ، وحدة اللغة فضلا عن انسجام التقاليد والثقافة تجعل من الأمة المصرية سبياتة واحدة .

إذن .. يؤكد الدكتور لويس عوض وحدة العرق والجنس لكل المصريين - مسلمين ومسيحيين - ولكن وحدة العرق بين المصريين وبين العرب وهو ما يتناقض مع ما توصل إليه كل علماء الأجناس الذين أكدوا بعد تجارب وتحليلات معملية أن المصريين القدماء والمحدثين ينحدرون من أصول عربية واضحة ، وأن علم الأجناس البشرية اسمه الجنس القبطى أو المصرى الذى هو فى حقيقة الأمر جزء من جنس أكبر هو الجنس السامى الذى ينتمى له كل العرب قاطبة .

انظر ما قاله تيودور الصقلى وهو من مؤرخى مصر فى العصر الرومانى أن المصريين القدماء هم من بلاد العرب الجنوبية (اليمن) نزلوا شواطئ الصومال ثم تقدموا نحو الشمال حتى دخلوا مصر .

وهذا أيضًا ما يؤكده (هيرودوت) المؤرخ اليونانى الشهير وما أكده كذلك هنرى برسند أستاذ علم التاريخ فى أمريكا ويقول عالم الأجناس الشهير شانتر : إن من واجبنا أن نقر بأن شعبًا ينتمى إلى الجنس طويل الرأس ، طويل القامة ، كان يعيش فى نفس الوقت فى شرق البحر المتوسط وعلى جانبى البحر الأحمر أنشأ فريقًا منه - وهو الذى سكن وادى النيل - الحضارة المصرية القديمة .

هذا ما تؤكده الاكتشافات الأثرية الحديثة التى عثرت على آثار فرعونية فى الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام .

وإذا كان لويس عوض يعتبر المصريين سبيكة واحدة فهو محق فى ذلك ، ولكنه أخطأ حين اعتبر أن هذه السبيكة البشرية الواحدة تختلف عن السبيكة العربية ، ولعل خطأ لويس عوض ،وغيره من دعاة القبطية والفرعونية ليس فقط خطأ فى حق مصر وشعبها الواحد , ولكنه خطأ فى حق العلم الذى أفنى العلماء من مختلف التخصصات جل أعمارهم فى محاولات دءوبة بحثا عن حقائقه التى تؤكد بلا أدى شك أن أقباط مصر ومسلميها .. عرب .. عرب ، رغم أنف الحاقدين والموتورين والخطائين !




   


اضف تعليقك
            الاسم :

            عنوان التعليق:

           التعليق:
  
  أرسل التعليق

    تعليقات حول الموضوع

الحكم للأنجيل والقرآن

ابن النيل | 09-01-2012 07:12

 ورد اسم مصر في الانجيل ( مبارك شعبي مصر) وورد اسم مصر في القرآن (أليس لي حكم مصر) ولم يرد لفظ قبط ولا اقباط لا في الانجيل ولا القرآن الكتابان المقدسان لكل المصريين.. فأي الاسماء أحب إلي المؤمن الاسم الذي سماه به ابيه وامه أم الاسم الذي سماه به ربه في كتابه المقدس؟!! المؤمن الحق يتمسك بالاسم الذي سماه به ربه في كتابه المقدس





ليس من العدل

مجدى عزيز | 09-01-2012 06:59

 ليس من العدل أو العلم أن تنقد فى 2012 مقالاً كتب فى 78 وصاحبه غير موجود ليرد عليك ياسيد





الحكيم الآن

عبد الله عواد | 09-01-2012 06:37

 الآن أنت حكيم الحكماء وسليمان الحكيم لأنك تقرب ولا تفرق وبالوثائق العلميةفالمصريون كلهم عرب كما أثبت الأستاذ المخلص مكرم عبيد باشا في كتابه





رحم الله أبا فهر, محمود شاكر

نانسي | 08-01-2012 23:39

 فقد ألقم "لويس عوض" حجرا بمقالاته التي رد عليه فيها و قد جمعها في كتابين:الطريق إلى ثقافتنا و أباطيل و أسمار ...رحمه الله و أخاه أحمد محقق مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني , رحمه الله.





خــــــــــاطر عابر

مهندس : طــــــارق | 08-01-2012 23:33

 من الواقع والمشاهده : فى معبد هابو الفرعونى بصعيد مصر يوجد اثار تخريب لرسومات على الحائط ان كهنه المسيحيه فعلوها من زمان و حتى يوجد اثار سواد فى سقف المعبد من محاوله احراقه بالطبع ! >>> والقدماء المصريين لم يكونوا يحبوا تربيه الخنازير ويحتقروها و لا توجد رسومات لهذا الحيوان سجلوها >>> بالعــــــقل : هل من يدمر اثار الاجداد ويألف ويأكل حيوان كرهه الاجداد ! هم اصل البلد واصحابه الاصليين !!!!؟ >> ليس القبط من نسل القدماء المصريين !!؟ وانما من قبائل رحل الى الارض السوداء تعنى مصر





!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

تامر | 08-01-2012 19:50

 و لكن القدماء المصريين أقدم وجوديا من العرب بكثير ؟ لا أفهم كلام سيادتكم في المقال عن أن المصريين القدماء من أصل عربي !!!!!





تقصد بيشاو !! اللي بيقول ان المسلمين ضيوف في مصر ؟؟؟

احمد محمود | 08-01-2012 19:18

 (((تؤكد بلا أدى شك أن أقباط مصر ومسلميها .. عرب .. عرب ، رغم أنف الحاقدين والموتورين والخطائين !))))





ميشيل عفلق ولويس عوض

سامي سليمان | 08-01-2012 18:18

 بينما ذهب لويس عوض الى ما ذكره الكاتب، نجد ميشيل عفلق المسيحي هو الداعي الى القومية العربية وقام بتأسيس حزب البعث القومي، وكلاهما في ضلال مبين، حيث كل منهما يرى ما يظن انه في مصلحته من وجهة نظره الضيقة في محاولة بائسة لابعادنا عن هويتنا الاسلامية بطرق متضادة.





فكر شاطح

الجوهري | 08-01-2012 16:54

 لويس عوض كان له افكارا شاطحة يكره فيها كل ما هو ينتمي الى عربي ، ولا يعنى هذا أنه شرب الثقافة الغربية أن يتبنى هذا الفكر محاولا صبغة بصبغة علمية لا محل لها من سلطان ، ولكنه كان سلسلة مكملة للمعلم يعقوب وصلاح جاهين وما يتبع ، على كل لقد كشف عنه الكثير الدكتور عمارة في كتابه عنه وشكرا له ولكم ولللأموات الرحمة .





يصب في اتجاه آخر ، نفي العروبة عن الاسلام

لويس عوض متعصب ، ونفيه لارتباط مصر بالجزيرة العربية | 08-01-2012 15:46

 لقد عاش لويس كارها للاسلام عدوا للمسلمين ، داعيا للتغريب ، ورضي الله عن أستاذنا الدكتور حلمي القاعود الذي فضح مخطط لويس في كتابه المهم " لويس عوض : الأسطورة والحقيقة " الذي طبعته دار الاعتصام في منتصف التسعينيات ، وليته يعيد طبعه لترى الأجيال الجديدة حقيقة المخربين للفكر والعقل في عهود الاستبداد والفاشية ومحاربة الدين