السيد البابلي | 29-11-2011 14:48

كانت الثورة في يناير هي التي وحدت مختلف أطياف الشعب المصري ومنحتنا الامل في عصر جديد ..

ولكن الثورة تواجه الان أكبر تحد يهددها في قيمتها وفي معناها وفي وجودها أيضاً ..

فالثورة الان مهددة بإنقسام من نوع جديد في المجتمع المصري ، وهو انقسام بين معسكرين .. معسكر التحرير ومعسكر العباسية .

فمعسكر التحرير لازال مصراً على أن الثورة مستمرة وأن الثوار لا يجب أن يغادروا الميدان الان.

ومعسكر العباسية يطالب بأن يهدأ الثائر الحق لكي يمكن المضي في خطوات التحول للدولة المدنية .

وكل فريق له من يفلسف ويبلور أفكاره وقناعاته في مواقفه.

فالثوار يقولون أن المجلس العسكري قد تباطأ في إحداث التغيير المطلوب لنقل السلطة، وأن هذا التباطؤ كان سبباً في اختطاف الثورة التي لم تحقق شيئاً للمواطن حتى الان.

والفريق الآخر يقول إن كثرة المليونيات والاعتصامات والاحتجاجات قد ضربت الثورة في مقتل وأنها كانت سبباً في فوضى عارمة وأنها ستعود بنا للوراء بدلا من الت قدم للأمام .

ووقف ميدان التحرير مدعوماً بالشباب في خانة الثورة مستمرة.

ووقف ميدان العباسية مدعوماً بالشيوخ والفلول أيضاً في خانة الباحثين عن الهدوء والاستقرار .

ووقفت الفضائيات الانتهازية التليفزيونية تراقب المشهد وتدعي الحكمة والموضوعية بينما هي تنتظر من تنتصر لكي تنضم إليه وتزايد عليه.

وأمام هذا المشهد الذي نمر به كان لابد من قرارات موازية لإرضاء الجميع،ومحاولة امتصاص الاحتقان، وهي قرارات لا تعني ولا تعكس إلا أجواء من الضبابية والإرتباك وضياع معالم المرحلة.

وقد فشل عصام شرف في معالجة الازمة وأجمع الكل على ضرورة رحيله، واختلف الكلبعد سذلك حول من يأتي بعده ..

واختار المجلس العسكري الدكتور كمال الجنزوري معتقداً أنه الشخصية المحورية التي يمكن أن تتلاقى حولها كل القوى السياسية التقليديةوالثورية.

ولكن التحرير رفض الجنزوري وأصر شبابه على أن كونوا وحدهم من يختار ومن يصدر قرار التغيير والتعيين.

ولم يكن هناك مفر إلا محاولة تهدئة الثوار بتشكيل مجلس استشاري يضم 50 شخصية منهم ممثلين عن الجيش وبعض السياسيين وقادة الاحزاب ومرشحي الرئاسة وشباب الثورة لمعاونة الحكومة في تحقيق الاهداف المطلوبة منها.

وهو مجلس غريب وذو إختصاصات ووجود غامض، فهل سيكون مجلساً استشاريا فقط لتقديم الرأي والمشورة، أم سيكون مجلساً يتخذ القرارات التي تنفذها الحكومة أم مجلساً لرقابة الحكومة ووصياً عليها ..!!

ووجود المجلس في هذا التوقيت لا قيمة له أيضاً لأن مجلس الشعب الذي يتم انتخابه الان سيقوم بهذا الدور وسيكون قادرا على توجيه الحكومة ومحاسبتها.

وقد يكون وجود المجلس الاستشاري مؤقتاً إلى أن يتم الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب .. وبذلك يكون وجوده شرفياً فقط .. !

ولكن وجوده على أية حال لن يمثل قيمة تذكر إلا إذا ساهم في الكشف عن وجوده وقيادات شبابية يمكن أن يكون لها دورها مستقبلاً، وقد يمنح ذلك أملاً لشباب الثورة في احتلال مواقع قيادية، خاصة وأن فرصه في الفوز بنسبة معقولة من مقاعد البرلمان ضعيفة للغاية !!

والصورة مع كل هذا ستبقى مختلفة في التحرير والعباسية ..

فالانقسام سيمتد إلى ميدان التحرير بين الثوار أنفسهم في صراعهم على من يملك حق التحدث بإسم الثورة ، فالذين يقفون في ميدان التحرير اليوم ينتمون إلى إئتلافات وجماعات ثورية عديدة، والعديد منهم يرفض الإعتراف بالآخر، والعديد منهم أيضاً لا يملك ما يخسره أو يخاف من فقدانه، ولهذا سيبقون في ميدان التحرير لفترة أطول، وستظل الازمة قائمة لأن صوت العقل الان أصبح غائباً ومستبعداً ، وهذا حال كل الثورات أو ا يحدث في أعقابها.

 


اضف تعليقك
الاسم :

عنوان التعليق:

التعليق:

أرسل التعليق

تعليقات حول الموضوع

هو ايه اللى بيجرى

سؤال برىء | 25-12-2011 08:58

العباسية محمية من الداخلية والأمن الوطنى و الجيش والبلطجية و المسجلين خطر و أولاد مبارك و الفضائيات الحكومية و ديولها و معاهم فلوس كثير يصرفوا على أعلام و أكل و ميكروفونات بأنظمتها المتطورة و متوفر لأفراد المنظمين أمن خاص و مفيش حد بينتقدهم ------- يا ترى ليه؟؟؟؟

 

 

العباسية هى محاولة عرض الأغلبية الصامته والفلول تحاول ركوبها والثوريه تحاول تسفيها

عادل المصري | 30-11-2011 09:04

العباسية ليست فلول ولكنها محاولة بسيطة من بعض الأغلبية الصامته لتحدي الصمت وتحدي ميدان التحرير. العباسية كانت تشير الى الأغلبية التي نزلت للإستفتاء والإنتخابات ولا تتحمس للشارع كثيرا بأن لا يفترئ احد عليها بأختيارات بعيده عن النظام الذي استفتت عليه الأغلبيه في 19 مارس. أقول لك مره اخرى تسفيهكم للعباسية العاقلة وتحمسكم لميدان التحرير الثوري ومحاولتكم إسقاط ماحدث في يناير من فلول النظام هي إشارة واضحه بأننا أبتلينا بعقول قاصرة لدرجه غباء كالدبة اتي قتلت صاحبها

 

 

اية الحكاية

احمد احمد | 29-11-2011 22:12

اية الحكاية - كل ماحد يتكلم يقول اصل التحرير رافض الجنزوري- مفيش في البلد غير التحرير ومن اعطاهم تفويض الختيار نيابة عن الشعب

 

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 22 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

325,882