authentication required



محمود سلطان   |  10-12-2011 14:42

بعد تكليف د. كمال الجنزورى بتشكيل وزارة "إنقاذ وطنى".. سارع د. عصام شرف إلى توزيع بعض "الهدايا" على "صحفيين" وذلك بإصدار قرارات ترقية لهم..قبل أن يلملم أوراقه ويغادر مكتبه!
هذه "الرشة" الجريئة لفتت انتباه البعض وسألتنى بشأنها مذيعة فى برنامج "القاهرة مباشر" على الفضائية المصرية.. وقلت صراحة إنها من قبيل "المجاملة" التى شاء أن يُسديها د. شرف للبعض قبل أن يترك منصبه، ويمسى بلا مناصب أو صلاحيات سيادية.
ما حدث يشبه إلى حد كبير قانون "السلطة القضائية".. حيث شاء "سدنة العدالة" انتزاع عدد من الامتيازات المهنية وتمريرها فى غيبة مجلس الشعب.. رغم أنه لم يفصل وقت "مشروع القانون" المقترح عن "موعد الانتخابات" إلا بضعة أيام قليلة!
قل مثل هذا الكلام عن قانون دورالعبادة الموحد وما شابه.. وعودة جهاز الأمن الوطنى للعمل بعد تفكيك أمن الدولة وبسرعة مدهشة.. بدون أية ضمانات قانونية أو دستورية تحول دون تحوله إلى جهاز قمعى وحشى مستنا بسنة خلفه سيئ السمعة.!
العشرات من المشاهد المدهشة يمكن أن نسوقها فى هذا الإطار.. غير أن أكثرها دهشة، هى تنامى سياسة "الطبطبة" و"الترضية "الرسمية من جهة.. والنزول عند مطالب "المبتزين" وأصحاب الصوت العالى من جهة أخرى.
وفى هذا الإطار وبعد تكليف الجنزورى.. "سوّق" صحفييون من مقدمى برامج الـ"توك شو" أنفسهم لحقيبة الإعلام.. معتمدين على قدرتهم على "الإيلام" و"الشرشحة" و"تخويف" صانع القرار.. فيما تظل سيرتهم الذاتية مُترعة بكل ما هو مخزى وفاضح، بعضهم "فلول" وعمل فى صحافة التطبيع والتمويل الطائفى.. وبعضهم مشهور فى عالم "الابتزاز" المهنى والتأسيس لصحافة الجنس والمخدرات! وقد أغراهم ـ فى ذلك ـ قابلية الطبقة الحاكمة للابتزاز.. وتأثرها بالخطاب الإعلامى الزاعق على الفضائيات طوال الليل.
هذه المسألة لم تبعد كثيرا.. عن الإعلان مؤخرا، عن تشكيل "المجلس الاستشارى".. ولا يخفى على المراقب المدقق أنه أيضا جاء من قبيل "الطبطبة" و"التدليل".. أو على سبيل "إطعام الفم".. فلا تستحى العين فقط ولكن تُقطع معها كل الألسنة الطويلة التى تنتقد المجلس العسكرى آناء الليل وأطراف النهار.
لا يوجد فى العالم مجلس استشارى يضم العشرات من ذوى الميول والمصالح والأيديولوجيات المتباينة وتظل أبوابه مشرعة لضم المزيد.. إلا إذا كان المقصود منه مجلسًا لـ"الإعاقة" أو "ناديا" لأمراء السياسة وأثرياء المعارضة.
المجلس يضم عددا من الشخصيات المحترمة بلا شك.. ولكن يبدو لى أن هذا العدد جاء لـ"غسل" سمعة المجلس المُشكل.. إذ لا يمكن بحال ـ على سبيل المثال ـ أن يكون من بين أعضائه، شخصية مالية تخضع حاليا للتحقيق فى شبهة التورط فى قضة أمن قومى.. وأسماء أخرى معادية للهوية الوطنية للدولة المصرية.. وعدد آخر ممن لا يملكون إلا "اللسان الطويل" وحسب!
ولم يبق إلا التأكيد على أن المجلس العسكرى أراد فقط "إسكات" المشاغبين.. وليس "حل" المشكلة.. رغم أنه بدأ فعلا فى حلها.. ونجح فى أول اختبار بشأنها وهو إجراء الجولة الأولى من الانتخابات.. وفى مشهد حضارى وديمقراطى يكفى وحده لإجهاض فكرة "المجلس الاستشارى" من أساسه.
[email protected]

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 38 مشاهدة
نشرت فى 13 ديسمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

325,736