محمود سلطان   |  12-12-2011 13:37

قلت فى مقال سابق، إن ما يسمى بـ"المجلس الاستشارى"، يضم عددًا من الشخصيات الوطنية، التى لها هيبتها واحترامها.. واختيارهم ـ بحسب تقديرى ـ جاء من قبيل "غسل" سمعة المجلس الاستشارى.. خاصة أن الأخير يضم أيضًا شخصيات سيرتها الذاتية "مخزية".. ومن المفترض أن تحول بينها وبين أى منصب سياسى يُهدى إليها على سبيل "التكريم".. وتكفى الإشارة هنا إلى أن من بين أعضاء المجلس من هو متهم فى شبهة التورط فى قضايا تخابر وما زالت التحقيقات معه جارية حتى اليوم.
ولعل السؤال الأهم فى هذا السياق.. هو كيف قبلت تلك الشخصيات التى تحظى باحترام الرأى العام، وظلت على مدى سنوات النضال الوطنى منحازة إلى الحقوق السياسية والمدنية للمصريين.. كيف قبلت الانخراط فى مجلس شاء الذين اخترعوه أن يجعلوه فى منزلة أعلى وأكبر من مؤسسات الدولة المنتخبة وعلى رأسها مجلس الشعب؟!
اللواء مختار الملا.. قال صراحة إن "الحكومة".. والمجلس الاستشارى لهما الولاية على مجلس الشعب.. وأن الأخير أشبه بـ"خيال المآتة" لا يهش ولا ينش.. ولا يتجاوز حدود المجلس "العيرة"!
تصريحات الملا.. كانت مهينة للشعب المصرى ولخياراته وللبرلمان المنتخب وأبرقت الرسائل القاطعة بأن الانتخابات كانت محض "تسلية".. ومع ذلك لم يتقدم عضو من الذين اختيروا للمجلس الاستشارى باستقالته احترامًا لنفسه ولتاريخه ولشعبه وانتصارًا للديمقراطية التى تاجر بها طوال السنوات الماضية!
كل أعضاء المجلس الاستشارى.. تجاهلوا تصريحات الملا.. ولم يصدر منهم ولا حتى كلمة "عتاب" فظة أو رقيقة وحانية للرجل.. ووضع الجميع رأسه تحت التراب.. وكأنهم تجنبوا إثارة غضب العسكر، خشية طردهم من جنة المجلس الاستشارى!
الطريف.. أن البعض منهم دافع عن قبوله العضوية فى المجلس الاستشارى واعتبرها "تضحية" منه لإنقاذ الثورة!! والبعض الآخر قال إنه قبل العضوية لإحساسه بأن المجلس العسكرى صادق هذه المرة.. والغالبية التزمت الصمت، ولم تعبأ بمخططات الانقلاب على نتائج الانتخابات.. وقبلت أن تُسفك دماء الديمقراطية الوليدة أمام عينيها وبرضاها وبتواطؤ منها.. وأن تواريها التراب بيديها ولم يطرف لها رمش أو جفن.
[email protected]