طه خليفة | 09-12-2011 15:34

قال القيادى الإخوانى المهندس سعد الحسينى: إن الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، اتصل به هاتفيًا وقال له أعلم أنك ستتحدث الليلة فى قناة "الحياة"، وأحب أن أوضح لك أننى اضطررت لإضافة الإخوان المسلمين فى بيان الحزب بشأن تدخل الكنيسة فى الانتخابات ودعمها للكتلة المصرية وحزب المصريين الأحرار، وذلك من أجل التوازن، وحتى لا يكون النقد موجهًا للكنيسة فقط ، ولكى أتخفف من الضغوط داخل الحزب وخارجه.

الحسينى قال هذا الكلام على الهواء مباشرة، وفى البيت الإعلامى لـ" البدوى" الذى يمتلك شبكة تليفزيون "الحياة"، ولو كان كلامه غير دقيق لقام رئيس الوفد بالردّ الفورى عليه.

المغزى أنه حتى حزب الوفد الليبرالى العريق، وصاحب التاريخ الطويل، وحامل لواء الوحدة الوطنية، وجد قلمه مغلولاً حينما أراد أن يسطر بيانًا واقعيًا تحذيريًا عن تدخل الكنيسة فى شأن سياسى مثل الانتخابات، فتمّ استدعاء الإخوان باعتبارهم مرمى جاهزًا للتصويب لتتحمل الجماعة قسرًا نصيبًا من المسئولية، وهذا أحد أمراض السياسة المصرية، حيث لا يتم مواجهة التجاوزات بشجاعة وصراحة، ليقال لمن أخطأت، أنك أخطأت، ومن دون مواربة، أو لفّ ودوران، أو توزيع المسئوليات.

لقد دأب السياسيون والإعلاميون فى مصر على أنّهم إذا أرادوا أن ينتقدوا موقفًا له علاقة بالطرف القبطى فإنهم يحصنون أنفسهم بانتقاد الإسلام السياسى أولاً، ولو لم يكن يستحق النقد فإنهم يصنعون الموقف، وينسجون عليه ،لإبعاد شبهة التعصب عنهم، أو بسبب الرهبة من مجرد الاقتراب من الشأن القبطى، فهل إلى هذا الحد وصلت سطوة الكنيسة وأصبح نقد أى تصرف غير دينى لها محفوفًا بالمخاطر، ويواجه باتهامات جاهزة بمعاداة المسيحيين أو اضطهادهم، بل إن البعض يتطرف ويكيل الاتهامات للإسلاميين، ثم يمرّ بهدوء وبرفق على الجانب القبطى حتى لو كان تجاوزه أكبر، كما حصل بشأن الدعم الكنسى لقوائم ومرشحين بعينهم. تخيلوا لو أن الأزهر هو الذى تدخل فى الانتخابات لدعم هذه القائمة، أو تلك، لكانت القيامة قامت عليه من النخبة البائسة، لكن مع الكنيسة يقولون ماذا يمكن أن يفعل الأقباط أمام من يريدون تحويل مصر إلى أفغانستان أخرى؟. ذلك أنه مع النتائج الجزئية للانتخابات زادت عملية استحضار الصور المنفرة مثل أفغانستان، وقندهار، وطالبان، والهدف تبرير أخطاء وتجاوزات الطرف الآخر، وممارسة النفاق معه ليفعل ما يريد، لأن الإسلاميين الهمج قادمون.

طالما أن الحقيقة لا تعلن بشكل مجرد، وطالما أن التعامل مع الطرف القبطى يشوبه المجاملة والطبطبة والتدليس، وليس المكاشفة والمصارحة، فإن المشاكل لن تحل من جذورها، والمشاكل الطائفية ستظل قائمة وستزداد تعقيدًا.

حزب الوفد أكثر من تضرر باصطفاف الكنيسة إلى جانب الكتلة المصرية التى تتشكل من أحزاب عجيبة لا وجود شعبيًا حقيقيًا لها، لأن الصوت القبطى كان يذهب إلى الوفد، لكن الأقباط يعاقبون الوفد منذ تحالفه مع الإخوان عام 1984، وكأنّ هذا التحالف جريمة كبرى لا تغتفر، رغم أنه تحالف سياسى وليس دينيًا، وهو تحالف طبيعى فى عالم السياسة المتغير، ففى أوروبا العلمانية تتحالف أحزاب يمينية متطرفة ذات خلفية دينية مع أحزاب ليبرالية ويسارية، والتحالفات ليست أبدية، بل هى وقتية، ولأهداف مرحلية، لكن الأقباط يريدون فرض رؤاهم وخياراتهم على الحياة الحزبية والسياسية، وهذا نوع من الديكتاتورية.

وللحديث بقية بإذن الله تعالى

[email protected]

 

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 27 مشاهدة
نشرت فى 12 ديسمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

325,772