د. حلمي محمد القاعود | 26-11-2011 13:28

أما الشيخ جورج فهو الناشط السياسي جورج إسحق وكان قد أطلق لحيته بمناسبة الانتخابات في بورسعيد ، لكي لا تكون تربية اللحية قاصرة على أعضاء الحركات الإسلامية أو الجماعات السلفية كما يرى ، ونسي أن الكهنة والرهبان النصارى والحاخامات ورجال الدين اليهود يطلقون لحاهم ويطيلونها أكثر من المسلمين ، وقد ظهر جورج مؤخرا بدون لحية في مؤتمر صحفي عقدته مجموعة أو لجنة من المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي أنشأته السلطة المصرية قبل سقوط النظام ، وأعادت تشكيله السلطة الحالية ، ولم تضع بين أعضائه إسلاميا واحد ، أو متعاطفا مع الإسلاميين ؛ فجاء مواليا لغير المسلمين في قراراته وتصوراته بل صار طائفيا صرفا من خلال تقريره عن جريمة ماسبيرو التي وقعت في 9/10/ 2011 ، وقام بها متمردون طائفيون ، عن قصد وسبق إصرار .

تقرير اللجنة يتجاهل أن المصريين تظاهروا بالملايين في ميدان التحرير وبقية الميادين وفي القاهرة والمحافظات لم يقتلوا أحدا ، ولم يعتدوا على جندي واحد من الجيش أو وزارة الداخلية ، ولم يركبوا مدرعة أو دبابة ليقتلوا الجندي الذي يقودها ، ويفلقوا رأسه بالحجارة أمام عدسات التلفزيون ثم يخرجوه منها ، ويكملوا عليه بصلبانهم وأسلحتهم البيضاء في غل صربي غير مسبوق !

وقبل أن تقع جريمة التطرف الطائفي في 9/10/2011 أمام ماسبيرو انطلقت التصريحات تهدد وتتوعد المشير ومحافظ أسوان ، من أجل مضيفة المريناب ، كانت العائلات المسيحية القليلة في المريناب تعيش في هدوء ، وتصالح مع الجيران المسلمين بعد الاتفاق على إزالة المظاهر التي أقيمت خارج القانون ، ولكن دعاة قتل المشير والمحافظ من رهبان الجريمة نفذوا تهديدهم ووعيدهم على أبواب ماسبيرو ، وقتلوا الجنود المسالمين الذين لا يحملون إلا طلقات فارغة ( فشنك ) ، ودافعت الكنيسة عن الجريمة بأن القتلة مندسون وغرباء ، وتجاهلت أن قادة المقتلة نفذوا تهديداتهم ، لأنهم يعلمون أنهم لن يحاسبوا ، وهو ما حدث بالفعل ، وحتى اليوم ، لم يحدث لماتياس أو فلوباتير أو أنطونيودس أو جبرائيل أية مساءلة أو حساب ، بل ما زالوا ينطلقون أحرارا يقودون مظاهرات المارش الجنائزي على القتلى النصاري ، وإعلان الهوية الفرعونية في شوارع القاهرة ، ويتحدون المجتمع والقانون دون مؤاخذة من القائمين على النظام !

ثم تأتي اللجنة الموقرة لتقصي الحقائق في مجلس حقوق الإنسان الطائفي- المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقا - وجورج إسحق عضو فيها ، لتجعل من القتلة ضحايا ، ومن الضحايا قتلة ، وتجاهلت أن هناك أكثر من 66 جنديا من القوات المسلحة تم قتلهم بالسلاح الآلي والسلاح الأبيض والصلبان ، عدا الجرحى والمصابين . ثم تتعطف اللجنة الموقرة لتعترف على لسان الناطقة باسمها وتذكر أن جنديا واحدا هو الذي قتل ، مع أنها تعلم أن الجيش لم يعلن عن عدد الشهداء الذين قتلهم الطائفيون المعتدون حرصا على الروح المعنوية للقوات المسلحة .

اللجنة المحترمة تبنت وجهة النظر الكنسية تماما حتى في إلقاء التهمة على الطرف المجهول أو الغريب أو المندس . والسؤال هو : لماذا مع هذه المظاهرة الآثمة التي قادها المتمردون الطائفيون الذين هددوا بقتل المشير والمحافظ وقعت أحداث القتل ولم تحدث فيما سبق من مظاهرات؟

لقد صرح نجيب جبرائيل أحد قادة التمرد ومظاهرة الموت منذ أسابيع لقناة ( مصر 25 ) قبيل جريمة ماسبيرو قائلا : أنا هخرب الدنيا . ده أنا مواطن وهاخد حقي وهيتعلق صليب فوق الكنيسة ( يقصد مضيفة المريناب ) غصب عن أتخن واحد في مصر " ؟!ا

ثم إنه عقب أحداث ماسبيرو قال جبرائيل : إنه يمهل الحكومة أسبوعا لتنفيذ مطالب الأقباط ومن بينها إقالة محافظ أسوان فورا ومحاكمته، وإقالة وزير الإعلام ومحاكمته ومحاكمة رئيس قطاع الأخبار والمذيعة رشا مجدي. ، وهدد أيضاً بطلب الحماية الدولية ( اليوم السابع 15 أكتوبر 2011 ) .

الغريب أن إمبراطورية الإعلام الصربي في مصر سبقت تقرير لجنة حقوق الإنسان الطائفي الرسمية ، في إدانة الجيش المصري ، فضلا عن السلفيين والإسلاميين الذين لم يكن لهم أي وجود في ماسبيرو ، ثم وصل الأمر مؤخرا بأحدهم إلى وصف الجيش المصري بارتكاب جرائم نازية ضد مظاهرة الصرب القتلة على بوابة ماسبيرو؛ ليكون ذلك عربون محبة للعودة بطلا فضائيا إلى قناة الملياردير الطائفي الذي يكره الإسلام والمسلمين .

إني أناشد المجلس العسكري الإعلان عن شهداء القوات المسلحة ، وعن المحرضين على مظاهرة الموت ، وعن الخطوات القانونية التي اتخذت ضد من شاركوا في المذبحة كي لا يكون حكم مجلس حقوق الإنسان (الطائفي ) نهائيا ، وحتى لا يكون الشيخ جورج قد حلق ذقنه ابتهاجا بهذا الحكم !

 

 

 

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 3 ديسمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

314,036