د. حلمي محمد القاعود   |  03-12-2011 15:45

كانت الكنائس المصرية الثلاث قد أعلنت أنها ستصوت بـ " لا" مؤكدة أنها ترفض التعديلات الدستورية بدعوي أنها مجرد ترقيعات وليست تعديلات داعية إلي المشاركة بقوة في الاستفتاء ولكن بالتصويت بـ "لا".

 وقال القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء في مسطرد قبل أسبوع من الاستفتاء : "لابد أن نخرج من بيوتنا لرفض التعديلات التي يدعو لها "الإخوان المسلمون"(؟!) لأنها متفصلة على مقاسهم، كلنا نقول من سن 18 سنجد خانة خضراء "سيبوها" وخانة أخري سوداء ندون عليها "علامة صح".

كما أطلق الأب متياس كاهن كنيسة السيدة العذراء والبابا كيرلس بعزبة النخل نداءً لجميع رعايا الكنيسة القبطية برفض التعديلات مؤكدين أنها تخدم فكر "الإخوان". وعبر الأب متياس عن قلقه من احتمال أن يهيمن الإسلاميون و"الإخوان" على الانتخابات البرلمانية تمهيدا لتشكيل الحكومة والدعوة لإقامة الخلافة الإسلامية(؟!) ، وطالب بوضع دستور جديد وإتاحة مزيد من الوقت أمام القوى السياسية غير الإسلامية لتجميع صفوفها والتواجد في الشارع. وأضاف الأب متياس : إن كل شخص حر في رأيه لكن دوره بوصفه رجل دين مسئول عن إنارة الطريق أن يقول للناس إن هذه التعديلات تخدم فكر "الإخوان". وأعلن أنه يرى ضرورة التصويت بـ "لا"، لأن مثل هذه التعديلات لا تصلح لبناء دولة مدنية حديثة وهذا ليس رأي النصارى وحدهم لكنه رأي كل مصري معتدل يريد دولة مدنية(؟!) .

كما شهدت المنتديات النصرانية ومجموعات "الفيسبوك" حشدًا غير مسبوق للكتلة النصرانية لتوجيهها للتصويت برفض التعديلات الدستورية، بزعم أنها تخدم التيار الإسلامي الذي أعلن موافقته علي التعديلات "إخوان ووسط وسلفيين"، بعكس التيار التقدمي الذي تميل إليه قيادات الكنائس.

كان الكاهن المسئول في قيادة الكنيسة يحث النصارى شبابا وشيوخا نساء ومرضى حوامل ومصابين على أن يذهبوا إلى لجان الانتخاب والتصويت بلا ، لأن التصويت بنعم سيأتي بالإسلاميين .. انطلاقا من أن الذين سيذهبون إلى اللجان هم مجموعات العلمانيين ، ومعهم أتباع الكنيسة ، فتكون النتيجة رفض التعديلات ( راجع : الصحف اليومية والمصريون الإلكترونية 19/3/2011 ) ، ولكن هذا التوجه الغريب من قيادات التمرد الطائفي في الكنيسة كان دافعا للطرف الآخر أن يذهب إلى الانتخابات ، وأن يخلف ظن المتمردين الطائفيين بوجوده المكثف لأول مرة دفاعا عن إسلامية الدولة ، و تكون النتيجة موافقة ساحقة على التعديلات الدستورية تجاوزت 77% من مجموع الأصوات .

المفارقة أن إمبراطورية الإعلام الصربي التي تهيمن عليها الكنيسة قلبت الأمور ، وجعلت من يسمونهم السلفيين وراء الدعوة للتصويت بالموافقة نكاية في النصارى ، وتعبيرا عن التشدد والتطرف ورفض الآخر إلى آخر الصفات الممجوجة التي يرددها رموز الإعلام الصربي المعادي للإسلام والمسلمين ، بينما كانت الكنيسة وأتباعها هم الذين أعلنوا الحرب على إسلامية الدولة ، والحشد لعدم الموافقة على التعديلات الدستورية .

رأينا بعد ذلك محاولات تعطيل الانتخابات التشريعية ، والدعوة إلى تولي العسكريين الحكم لمدة سنوات أو إلى الأبد ، وقد جندت الكنيسة أتباعها من الشيوعيين الحكوميين ومجموعات الليبراليين والماسون والعلمانيين والمرتزقة الذين ساندوا النظام السابق ؛ لرفض التعديلات الدستورية بعد إقرارها ، وصياغة الدستور أولا ، أو صياغة وثائق ملزمة فوق الدستور يلتزم بها مجلس الشعب المنتخب بعد الثورة بمعرفة بعض الموالين لهم في مجلس الوزراء أو جهات نافذة ، وخاض الفرقاء السياسيون المعادون للإسلام وخصومه معارك عديدة على شاشات التلفزة وأنهار الصحف وفي المنتديات المختلفة ، فضلا عن المليونيات والتظاهرات والاعتصامات لإثبات الوجود ، ومحاولة هزيمة الأغلبية الإسلامية وحرمانها من المشاركة في الحياة السياسية .

بالطبع كان الصوت العالي للكنيسة وخصوم الإسلام في إمبراطوريتهم الصربية الإعلامية ، كما كانت هيمنتهم على كثير من مفاصل الدولة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإعلاميا سببا في جعل كلمتهم أعلى الأصوات ، وأكثر ضجيجا ، بل أكثر وقاحة حين جعلوا الإسلام مصدر رعب وخوف وقهر لأبناء الوطن والشعب ، وما أكثر الذين قالوا إنهم سيهجرون مصر إذا نجح الإسلاميون في الانتخابات أو حكموا البلاد .

وعندما تحركت أغلبية الشعب في مليونية 18 من نوفمبر 2011 ، لترد على من يحاولون مصادرة إرادته ، وتنصيب جهات أو أجهزة تفرض إرادتها فوق إرادة الشعب، رأينا المنافقين والأفاقين من أنصار الديكتاتورية يزعمون أن المليونية استعراض للقوة ، واستعلاء من جانب الحركة الإسلامية على بقية القوى ، مع أن هذه المليونية أسقطت ورقة ما يسمى المبادئ فوق الدستورية ، ودفعت المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتحديد موعد نهائي لتسليم السلطة ، والتأكيد على إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها .

وحين بدأ الاستعداد الفعلي لإجراء الانتخابات ، قامت قيامة الكنيسة وأتباعها وإمبراطورية الإعلام الصربي ، لتغيير النتائج بأي ثمن ، وتشويه صورة الإسلاميين ، كي لا يكون للإسلام وجود على أرض الواقع ، وظهرت فكرة قوائم الكنيسة ، وتوجيه النصارى لانتخاب قوائم بعينها ، وأشخاص بأعينهم موالون لها ، معادون للإسلام والمسلمين !

المصدر: المصريوون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 33 مشاهدة
نشرت فى 3 ديسمبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

314,003