سمير العركى | 07-10-2011 22:13

آخر ما كانت تتوقعه مصر بعد الثورة أن يخرج فلول الحزب الوطنى المنحل بتهديدات صريحة وواضحة بحرق البلد واحتلال المحافظات وقطع الطرق بعد أن ظننا لطيبة قلوبنا أنهم اختفوا حياء من الشعب الذى نهبوا ثروته وزوروا إرادته وذبحوه من الوريد إلى الوريد بدم بارد .

وهذه التهديدات يعاقب عليها القانون العادى وقانون الطوارىء وكل القوانين ولكن للآن لم تتحرك الدولة المصرية الرسمية للقبض على هؤلاء " البلطجية " وفقاً لقانون الطوارىء الذى قيل إنه ما فعل إلا من أجل التصدى للبلطجية .

ولعل أكثر ما أثار انتباهى فى تصريحات " الفلول " هى محاولة الاستقواء بأهل الصعيد فى تنفيذ مخططهم الإجرامى والتصريح المتكرر من أكابر مجرمى الفلول بأن أهل الصعيد ممثلين فى كبار العائلات سيتحركون للتصدى لقانون العزل السياسى عن طريق قطع الطرق واحتلال المبانى الحكومية إلى آخر منظومة الإجرام والإرهاب التى بشرتنا بها " مافيا " الحزب الوطنى .

والذى قد لا يعرفه كثيرون من المصريين أن أهل الصعيد تعرضوا لضرر بالغ من النظام السابق ولا أقصد هنا إهمال تنمية الصعيد أو تركه يصارع الفقر والأمية فى أكثر مناطقه ولكن أقصد من تعرض له أهل الصعيد من " تجريدات " أمنية بالغة السوء فى فترة التسعينات أتت على الحرث والنسل وأذلت رقاب " الصعايدة " وأحالت حياتهم إلى جحيم لا يطاق بعد أن استعر الصدام واشتد بين الجماعة الإسلامية ونظام مبارك وفوجىء نظام مبارك حينها بتعاطف شديد من أهل الصعيد تجاه الجماعة الإسلامية تمثل فى توفير المأوى لهم والطعام حتى اضطر النظام وقتها إلى اعتقال عدد كبير من عامة أهل الصعيد حتى يوقف هذه المساعدة واضطر فى بعض الأماكن إلى بناء بوابات كبيرة على مداخل القرى للتحكم فى الداخل والخارج مما أحال حياة الصعايدة إلى جحيم لا يطاق .

ذلك التعاطف الذى حظت به الجماعة الإسلامية فى صعيد مصر لم يأت من فراغ ولكنه جاء نتيجة عمل دؤوب وخاصة فى مجال العمل الخيرى فوجد فيهم أهل الصعيد الصدر الحانى الذى فقدوه بعد أن تركتهم حكومة مبارك يعانون الفقر والعوز .

ومن هنا فإن ارتباط كثير من كبار العائلات فى الصعيد بالحزب الوطنى لم يكن ارتباطاً سياسىاً قائماً على قناعة بسياسة الحزب وتوجهاته بقدر ما كان ارتباط " مصالح " قائم على رغبة هذه العائلات فى الاحتفاظ بمقعد " البرلمان " الذى توارثوه أباً عن جد لذا ارتبطت هذه العائلات بالوفد قبل الثورة ثم بهيئة التحرير مروراً بالاتحاد الاشتراكى وحزب مصر انتهاء بالحزب الوطنى ، فهذه العائلات ترتبط بالسلطة من أجل تحقيق مصالح لها معينة قد لا يستطيع أهل القاهرة ووجه بحرى فهمها بسهولة ولكنها مفهومة جيداً فى سياق " الصعيد " حيث التنافس الحميم بين كبار العائلات من أجل الاستحواذ على النفوذ والسلطة وسنحتاج إلى جهد ووقت لتغيير هذه الثقافة .

ما أريد التنبيه عليه هنا أن هذه العائلات ليست على استعداد للتضحية بمكانتها ولا مميزاتها السياسية من أجل الدفاع عن أوراق " محروقة " ستتعرض حتماً للعزل السياسى إن عاجلاً أو آجلاً حتى ولو تم انتخابها فى مجلس الشعب القادم . كما أن انتماءها العميق لهذا الوطن يمنعها من التحول للعمل ضده وتخريبه .

وأريد من الضرورة التنبيه هنا أن هذه العائلات ليست " آل كابونى " كما يحاول أكابر مجرمى الفلول تصويرها للشعب المصرى ولكنها عائلات محترمة تحوى الكثير من الشرفاء الذين لم تتلوث سمعتهم بالحزب الوطنى ويمكنها الدفع بهم تمشياً مع روح مصر الجديدة .

وإلا فمن المؤكد أنها ستخسر تاريخها البرلمانى قولاً واحداً .

[email protected]

 

 

 

 

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 54 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

314,211