د. مصطفى رجب | 07-10-2011 22:07

فى تاريخ مصر الحديث نجد كتاب وصف مصر الذى ألفه علماء الحملة الفرنسية ، ونشر باللغة الفرنسية فى عدة أجزاء ترجمت بعد ذلك إلى اللغة العربية ، وقد تناول أحد تلك الأجزاء عادات وتقاليد سكان مصر المحدثين ، وقام بهذه الدراسة شابرول " Chabrol " الذى تحدث عن عدة جوانب نذكر منها ما يأتى :

= يوجد فى مصر - شأنها شأن بقية بلدان الشرق ـ خليط مضطرب من العادات والتقاليد تعود إلى أصول متنوعة ، وتنتج من أساليب كثيرة 0

= لا يمكن الكشف عما فى نفوس المصريين عن طريق ملامحهم ، فصورة الوجه ليست مرآة لأفكارهم ، فشكلهم الخارجى يكاد يكون هو نفسه سواء فى حالات الهم والندم أو النشوة والسعادة وأرجع الباحث هذا الجمود فى الملامح إلى ظروف الطقس الذى يتسم بالثبات الدائم ، وإلى طريقة التربية ، وفى الاعتقاد فى القضاء والقدر المشترك بين كافة الناس 0

= يتسم المصريون بادعاء الغفلة كنوع من الحيلة لمواجهة أى شئ والتسليم المستعذب للألم الذى يميز الشرقيين على وجه العموم

= ويبدو خمول المصريين الملتصقين بمدنهم أمرا بالغ التناقض مع تقاليدنا

( أى التقاليد الأوربية أو الفرنسية ) حتى لتظنهم فى البداية بلهاء ومعتوهين ، فتحركاتهم ، وأحاديثهم ، وأبسط حركاتهم ومسراتهم كل ذلك يسير بعدم اكتراث مذهل ، وبرغم ذلك فتحت هذا القناع من السلبية على ملامحهم يكمن خيال ملتهب ، إن ملكة الانتباه والقدرة على التذكر ، تذهب إلى أبعد مدى عند هؤلاء الناس الذين نتخيلهم غارقين فى بلادة مطلقة 0

= يتمتع الفلاحون عادة بصحة جيدة وملامحهم بشوشة ويستطيعون تحمل كل المتاعب ، ولا يتمتع الأغنياء وسكان المدن بمثل هذه البنية القوية 0

= يتميز المصريون باحترامهم لكبار السن ، كما أن حب الأبناء هو أيضاً واحد من فضائلهم الأساسية 0

= يقدس المسلمون فى مصر العديد من الأولياء الموتى ، لكى ينالوا منهم الصحة لأنفسهم أو الخصوبة لزوجاتهم العقيمات ، ويرون فى أوليائهم كذلك القدرة على إبطال مفعول السحر المؤذى والحسد

= المصريون نحيلو الأجسام ، وذوو أمزجة سوداوية .

= يتشاجر البعض من العامة فى الشارع ، ويتبادلون السباب والصيحات العنيفة ، ويهدد بعضهم البعض ، ومن النادر أن تصل مشاجراتهم لنتائج أكثر خطورة من ذلك

= المصرى خجول بطبعه ، وهو يتفادى الخطر بقدر ما يستطيع لكنه ما إن يجد لنفسه وسط المخاطر يبدى همة ما كنت تظن فى البداية أنها لديه 0

= من الصعب أن نوفق بين عادة حب المال لدى المصريين ، وبين خمولهم ، وبلادتهم التى يمكن القول بأنها قاعدة لطباع المصريين ، بل وبين سلوك الحذر والاحتراس الذى يسيطر على أبناء البلاد

= الشعب المصرى فى مجموعه لا يتصف بالكرم ، وذلك ناتج عن الحاجة أكثر منه عن الطبع ،

وأشار شايرول إلى أمثلة تبين أن المصريين ليسوا أسخياء بطبعهم بل مجبولون على فعل الخير 0

كما أوضح شايرول أن كل شئ فى الشعب المصرى يقدم صورة من التناقض الواضح مع العادات الأوربية ، وأرجع هذا الاختلاف إلى ظروف الطقس وإلى الأنظمة المدنية والمعتقدات الدينية ، وأشار إلى أن الأوربيين سوف يكونون مجحفين تجاه العرب ، إذا نظروا لهم كأناس همج ليس لديهم شفقة ولا رحمة ، فنص كلماته يقول : ".... فلقد ترددنا عليهم كثيراً وكنا شهوداً على مودتهم وفطرتهم البسيطة وفضائلهم الرعوية فتقاليد عدد كبير من القبائل ليست بأقل جدارة بأن تتخذ نموذجاً يحتذى من تقاليد أية أمة متحضرة "

وقبل شابرول وجدنا كتابات هيرودوت والصقلي وابن خلدون وغيرهم وفي عصرنا الحاضر وجدنا كتابات أحمد تيمور وأحمد أمين و الساعاتي وحامد عمار وغيرهم ، والذي يخرج به من يعيش أياما مع المؤلفات المتعددة حول الشخصية المصرية يجد ثلاث آفات تطل برأسها في تحليل تلك الشخصية ويعكسها أدبنا الشعبي بوضوح وهي :

1- طلب البقشيش من غير مقابل من عمل وبأسماء مختلفة ( حَقّ الدخان ) ( الشاي) ( الحلاوة) .. الخ

2- كلمة ( معلهش)

3- كلمة ( وأنا مالي) .

فهل يقود إعلامنا حملات حقيقية وجادة و جديدة للتخلص من هذه الآفات الثلاث حتى نسمح لثورتنا المجيدة أن تؤتي ثمارها ؟

-----------------------

[email protected]

المصدر: المصريون
abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2011 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

314,191