الاستخدامات التربوية للانترنت:
عملية توظيف الإنترنت فى جميع مجالات الحياة قد ساهم فى رقى وتطور هذه المجالات فى شكلها ومضمونها؛ كما أن إسهام تكنولوجيا الإنترنت فى المجالات العلمية والتربوية قد فاق جميع المجالات الأخرى، وتقدم الإنترنت العديد من الاستخدامات والتطبيقات، والتى يمكن توظيفها فى الأغراض التربوية والتعليمية.
ويرى (Dohrty, Andrew, 1998, 63 ) أن شبكة الإنترنت تمتلك العديد من المميزات الإضافية والقدرات التى تفرض على التربويين أن يستثمروا تلك الإمكانات الديناميكية المتفاعلة الخاصة بالإنترنت؛ والتى تجعل منها أداة تعلم فعالة.
ويرى ( Kian, Samhong, 2001, 226 ) أن الإنترنت فرضت على قطاع التعليم أن يعيد النظر فى مناهجه التعليمية وأساليب التعليم والتدريب المتبعة، وتعديل من أنماط التواصل بين أفراده، فالإنترنت أثرت تأثيراً كبيراً فى نظم التعليم المعاصر.
ويؤكد ( محمد صديق، 2002، 70 ) على أن قطاع التربية والتعليم من أبرز القطاعات التى استفادت من شبكة الإنترنت فى تطوير العملية التعليمية والبحثية فى المدارس والجامعات؛ من خلال إتاحة آلاف المواقع والبرامج التعليمية والتدريبية عبر الإنترنت؛ والتى تسهم فى تطوير أداء المعلمين وتنمية مهاراتهم البحثية وتنمية التفكير الناقد لدى الطلاب.
ومن أهم الاستخدامات التربوية للإنترنت ما يلى:
1 – البحث عن المعلوماتSearching :
توفر شبكة الإنترنت أكثر من نظام لتسهيل عملية البحث عن المعلومات فى المواقع المختلفة، من خلال مجموعة من البرامج تعرف ببرامج البحث عن المعلومات، وتعتمد هذه البرامج على كلمات مفتاحية يستخدمها المستفيد لتحديد مجالات البحث فى المواقع المختلفة، معتمدة بذلك على محركات بحثSearch Engine ، وهى عبارة عن صفحات مرتبطة بقواعد بيانات يمكن عن طريقها البحث عن مصطلحات وموضوعات فى مختلف العلوم، ومن أشهر هذه المحركات: (MSN – Google – yahoo )، (إيمان الغزو، 2004 – 125).
ويمكن الإفادة من خدمة البحث فى العديد من الأغراض التعليمية بتوظيفها للحصول على القراءات الإضافية المرتبطة بالمقررات والبرامج التدريبية، والتعرف على مصادر التعليم المتنوعة مثل المثيرات ذات العلاقة بالموضوعات. ( على عبد المنعم،2005،269 ).
2- نقل الملفات File Transfer :
وتوفر الإنترنت خدمة نقل الملفات من جهاز كمبيوتر إلى أى جهاز آخر وفى أى مكان، سواء كانت ( صوتية، مكتوبة، مصورة، فيلماً متحركاً )، وتستخدم فى ذلك برتوكول نقل الملفات (FTP)Transfer protocol . File( الغريب زاهر، 2000، 89 ).
ويمكن الإفادة من هذه الخدمة فى العديد من الأغراض التعليمية بنقل ملفات تعليمية وملفات تدريبية، كما يساعد فى التقويم من بعد باستخدام ملفات التقويم، أو ملاحظة الملفات المرسلة للتقويم عبر الإنترنت.
3- المجموعات الإخبارية News Groups :
والمجموعات الإخبارية من الخدمات الكبيرة التى تقدمها الإنترنت، وتتلخص فى تخصيص مكان محدد على الشبكة؛ حيث يكون للمستخدم اسم خاص وكلمة سر خاصة يدخل بها إلى ذلك المكان، ويقوم بالإطلاع على ما تم نشره فى ذلك المكان من معلومات أو إعلانات، كذلك يمكن طرح الأسئلة على بقية أفراد المجموعة، أو الإجابة على أى من الأسئلة المطروحة أو إرسال معلومات، وهى تتميز عند استخدامها فى التعليم والتدريب بما يلى:
أ- وجود أماكن مخصصة للبحث عن معلومات معينة.
ب- وجود أماكن مخصصة للمعلمين والطلاب فى جميع حقول المعرفة.
د- تأسيس مجموعات علمية متخصصة.
4- البريد الإليكترونى E- mail :
ويعتبر البريد الإليكترونى أكثر خدمات الإنترنت انتشاراً واستخداماً بين المشتركين، وتسمح هذه الخدمة للمستخدم أن يرسل ويستقبل الرسائل إلكترونياً من خلال أجهزة الكمبيوتر الشخصية على مدار 24 ساعة، وتعتبر أقل وسائل البريد كلفة، مع قدرتها على نقل الرسائل اللفظية المكتوبة والأصوات والصور والرسومات.
ويرى ( Pitman, Gospor, 1999, 169 ) أن البريد الاليكتروني من أهم تطبيقات الإنترنت فى التعليم، حيث يسهل عملية الاتصال بين المعلم والمتعلمين، فيستطيع الطلاب تبادل الرسائل مع بعضهم بعضاً ومع معلميهم، لتبادل المعلومات والاستفسارات والإجابة عليها وإرسال التكليفات والأعمال المطلوبة، ويجعل التعليم مستمراً طوال الوقت.
وخدمة البريد الإلكتروني قد يسرت عملية التواصل الفعال بين المدرب والمتدربين، كما أن استخدام البريد الإلكترونى قد غيير كثيراً فى طريقة التواصل، لاسيما بعد استخدامه فى التعليم والتدريب من بعد والجامعات المفتوحة.( نرجس حمدى، 2003، 7 ).
5- القوائم البريدية Mailing Lists :
وتعد خدمة القوائم البريدية من الخدمات المهمة والتى تقدم عبر الشبكة، وهى وسيلة لإرسال رسالة واحدة إلى أكثر من عنوان لمجموعة من الأشخاص فى الوقت نفسه، ويمكن أن تتضمن القائمة البريدية آلاف العناوين البريدية الإلكترونية، وترسل الرسالة الواحدة بعنوان واحد من مرسل واحد؛ حيث يتم توزيعها بشكل فورى على جميع العناوين المشتركة فى تلك القائمة.( إيمان الغزو، 2004، 135 ).
ويرى (2003, 25 Maylene, Damoense,) أن استخدام خدمات القوائم البريدية ساعد على توظيف التعاون فى التعليم عبر الإنترنت، وجعل التعليم أكثر فاعلية.
6- التحاور على الإنترنت Chatting :
تعتبر هذه الخدمة من أكثر الخدمات استخداما بعد البريد الإلكترونى، حيث يمكن للمرسل والمستقبل إجراء محادثة مباشرة فورية، محادثات كتابية، محادثات صوتية، أو بالصوت والصورة فى الوقت نفسه.
فالمحادثة على الإنترنت تتيح فرصة الاتصال المتزامن بين المستخدمين لتبادل الأحاديث الفورية ومشاهدة بعضهم بعضاً. ( محمد على، 2002، 200 ).
ويستخدم هذا النظام لتبادل الحوار الحى بالصوت والصورة مع مستخدمين آخرين للشبكة، وهو كان باعثاً لمقهى الإنترنت، أو منتدى الإنترنت، أو ما يسمى Internet Relay Chat أو الحوار من خلال الإنترنت.( أحمد خميس،2003، 11 ).
ويمكن الاستفادة بهذه الخدمة فى التدريب بتحديد أوقات الحوار مسبقاً، أو الإعلان عنها فى موقع على الإنترنت حتى يكون المدرب متواجداً فى الوقت نفسه مع المتدربين للتحاور والإجابة على استفساراتهم بصورة مباشرة.( علاء العمري، 2002، 256 ).
7- مجموعات المناقشة Discussion Groups :
من خلال مجموعات المناقشة تستطيع آلاف أجهزة الكمبيوتر استقبال الأخبار والاطلاع على المناقشات فى مختلف المجالات العلمية فى مجموعات للنقاش، وعند تقديم هذه الخدمة فإن المعلومات ترتب ترتيباً هرمياً؛ بحيث تستدعى الأخبار والمعلومات بطريقة محددة. ( على عبد المنعم، 2005، 270 ).
وتفيد هذه الخدمة الأعداد الكبيرة من مستخدمى الشبكة الذين يربط بينهم مجالات اهتمام مشتركة، وتسمح للمشتركين فى تبادل الآراء والمناقشات فيما بينهم، والتى تعد مصدراً ثرياً للتعرف على تجارب وخبرات الآخرين، خاصة فى المجالات العلمية والبحثية. ( محمد صديق، 2002، 63 ).
وتوفر شبكة الإنترنت بهذه الخدمة امكانات الاتصال الجماعى بين المعلمين والمتعلمين والتفاعل بينهم، كما يستطيع المتعلم كتابة استفساراته، ثم يعلق عليها المعلم أو الزميل، مما يساعد على تنمية ثقافتهم وأفكارهم.( عبد العزيز عبد الحميد،2001، 107).
وتستخدم هذه الخدمة لمناقشة بعض القضايا العلمية أو السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية والمناقشة الممتعة، حيث يمكن للمستخدم الدخول إليها وتقديم أية استفسارات، وطلب المعلومات، وعرض المعلومات التى يرى أنها يمكن أن تفيد بقية أعضاء مجموعة المناقشة ( الغريب زاهر، 2000، 20 ).
8- إنشاء المواقع والصفحات:
من تطبيقات الإنترنت المهمة إنشاء المواقع والصفحات ونشرها على الشبكة، ويتألف كل موقع من مجموعة من الصفحات التى ترتبط بعضها بعضاً عبر مجموعة روابط، ويمكن إنشاء مواقع تعليمية وتدريبية متكاملة، أو إعداد صفحات شخصية خاصة بلغات برمجة وقواعد بيانات مختلفة، ونشرها على الشبكة، كما يمكن ربط هذه المواقع بمواقع أخرى ذات علاقة، وتتيح هذه الخدمة الفرصة الحقيقية لتوظيف الإنترنت فى الأغراض التعليمية؛ حيث يمكن أن تكون هذه المواقع مواقع تعليمية كاملة، ويمكن أيضا عن طريق هذه الخدمة أن تعرض المقررات الدراسية من خلال هذه المواقع، وكذلك نشر برامج التدريب من بعد عبر الإنترنت.( محمد صديق،2002 ،65 )، ( على عبد المنعم، 2005، 134 ).
ويمكن بواسطة هذه الخدمة توظيف الإنترنت فى نظام التعليم بمساعدة الشبكة، واعتبار شبكة الإنترنت وسيلة لتقديم الدروس للمتعلمين فى صورة برنامج تعليمى، أو فى صورة صفحات تعليمية، حيث توفر الشبكة مواقع متعددة تتضمن المناهج والبرامج التعليمية فى جميع المرحل الدراسية، ويمكن الدخول إليها فى أى وقت، وتتميز هذه المواقع بخصائص العروض المتعددة التى تتمثل فى استخدام خلفيات ورسوم وألوان وأفلام ونصوص، وأصوات ؛ بما يسمح للمتعلم بالمشاهدة والاستماع والقراءة بالإجابة التفاعلية مع الدروس فى الموقع.( عبد العزيز عبد الحميد، 2001، 106 ).
9 -استعمال البرامج الموجودة على أجهزة أخرى ( خدمة Telnet ):
حيث يمكن استخدام Telnet لربط كمبيوتر المستخدم بكمبيوتر آخر بواسطة شبكة الإنترنت، للدخول على برامج الحواسيب الأخرى من بعد، أو لتشغيل برامج معينة، أو العمل على جهاز بعيد، بدلاً من الكمبيوتر المرسل، وهو يتطلب وجود تصريح من الجهاز البعيد والرقم الخاص وكلمة المرور، ويمكن تطويع هذه الخدمة فى التعليم والتدريب بإمكانية دخول المدرب على الحواسيب الخاصة بالمتدربين من بعد، للتعرف على إنتاجهم ومعدل أدائهم وتقويمه من بعد.( محمد على، 2002، 199 ).
ويرى ( محمد جابر، 2006) أنه يمكن توظيف خدمات الإنترنت فى التعليم والتدريب وفق ما يلى:
1- توظيف خدمة البريد الإليكترونى فى تبادل الرسائل بين المتعلمين بعضهم بعضاً، وبين المتعلمين ومعلميهم أيضا، وتقديم التغذية المرتجعة، فهى وسيلة فعالة فى التعليم والتدريب.
2- إمكانية الاستفادة من خدمة القوائم البريدية فى التعليم من بعد، وذلك بإعداد المعلم للرسالة التعليمية وإرسالها مرة واحدة إلى جميع المتدربين فى الوقت نفسه.
3- تمكين المتعلمين من مهارات البحث عن المعلومات؛ بتوجيههم إلى توظيف واستخدام محركات البحث المختلفة، للتعرف على كل ما هو جديد فى مجال التخصص.
4- الاستعانة بخاصية نقل الملفات File Transfer فى التدريب والتعليم؛ وذلك بتوصيل الملفات والبرامج من جهاز المتدرب إلى المدرب، للتعرف على مدى تقدمهم فى التدريب.
5- تكوين مجموعة إخبارية فى مجال تكنولوجيا التعليم، ودعوة أخصائيى تكنولوجيا التعليم للمشاركة، وتبادل المعلومات.
6- الاعتماد على خدمة التحاور Chatting فى تقديم البرنامج التدريبى المتزامن بالإنترنت.
7- إنشاء المواقع والصفحات التعليمية ونشرها عبر الإنترنت، والمساهمة فى نشر برامج تدريبية غير متزامن لخدمة المقررات التعليمية.
ومن خلال استعراض الاستخدامات التربوية للإنترنت، والتعرف على كيفية توظيف هذه الخدمات فى التعليم والتدريب، واعتبار مجال التدريب بالإنترنت من المجالات المهمة التى ساهمت تكنولوجيا الإنترنت فى نموها وتطورها، ومن هذا المنطلق يمكن إلقاء الضوء على التدريب بالإنترنت.
