موقع الأستاذ الدكتور محمد عبد البديع السيد جامعة بنها

يهتم بالبحوث الأكاديمية وفنون العمل الإذاعي والتليفزيوني

كثير من محطات الراديو التى تعنى بالأخبار ، تنوع برامجها بإذاعة تحقيقات إذاعية أو تقارير خاصة أو مواد تسجيلية قصيرة  .  

وتتكون التقارير الخاصة عادة من سلسلة من البرامج يقع منها فى ثلاث أو أربع دقائق . ويشتمل المسلسل على عدد من الحلقات المستقلة لا يقل عن ثلاث ولا يزيد عن عشر ، وتركز كل منها على جانب من الجوانب المختلفة للموضوع .

أما الموضوعات فتتناول الناس والأحداث والمشكلات وكل ما يتعلق بالاهتمامات والقضايا العامة ، وفى معظم الأحوال تكون الأخبار المتعلقة بالحوادث مصدراً هاما من التقارير الخاصة ، ولكن هذه التقارير تختلف عن القصص الإخبارية فى أنها تقدم تفاصيل أكثر وغالبا ما تنطوى على رأى أو تعبر عن وجهة نظر .

ويبدأ إعداد سلاسل التقارير الخاصة باختيار الموضوع أولا . وبمجرد تحديد القضية أو الموضوع ، يصبح المندوب أو المذيع مسئولا عن بحث الموضوع ودراسته ، والبحث عن الأشخاص الذين سيجرى معهم المقابلات وهذه المقابلات هى المصدر الرئيسى والهام للمعلومات التى يقدمها التقرير فى نهاية الأمر إلى الجمهور ، وكذلك فإن المذيع هو المسئول عن توليف المادة المسجلة وتنظيمها وكتابة التعليق ( السرد ) Narration  ثم قراءة التعليق صوتيا ثم إنتاج الفقرات التى يتكون منها الموضوع ودمجها بعضها البعض .

  ولكى تتضح هذه الخطوات فإنه يمكن عرضها على النحو التالي :

 أولا : بحث الموضوع : والمقصود بذلك هو كيف يضع المذيع يده على هذه الحقائق الأساسية حول الموضوع فى أكثر وقت ممكن ، ولعلى أكثر طريق إلى ذلك هو الرجوع إلى ما كتب عن الموضوع فى الصحف والمجلات والكتب وما قد يكون لدى الأجهزة الرسمية مثل الشرطة ، المحاكم ، المستشفيات المؤسسات المختلفة من معلومات حوله ، فضلا عن الشخصيات ذات الصلة الوثيقة بالموضوع سواء كان من المشاركين فى الموضوع أو من شهود العيان .

ثانيا : تخطيط الحلقات : بعد الحصول على المعلومات يصبح من الضرورى تقسيم الموضوع إلى عدة فقرات أو حلقات يتناول كل منها جانبا من الجوانب نظراً لأن هذا النوع من الموضوعات عادة ما يكون على قدر كبير من الأهمية والتعقيد بحيث يتطلب مثل هذا التقسيم لكى يتم تناوله من كافة جوانبه وعلى النحو الذى يحقق الغرض منه .

على أنه ينبغي أن يخصص الجزء الأخير لتقديم الحلول أو المعلومات التى تساعد على الحل . وكذلك فإن على المذيع أو المندوب أن يحدد الأشخاص الذين سيجرى معهم المقابلات .

فإذا كان الموضوع  يتعلق بضحايا فيضان فى إحدى المناطق مثلا ، فإن على المذيع أن يحدد مقابلات مع الأسر التى تضررت والمصابين فى المستشفيات والمسئولين عن الإنقاذ والإغاثة والمسئولين عن دفع التعويضات ، وسؤال

 المتخصصين عن كيفية تدارك مثل هذه الكارثة مستقبلا .

  وعلى هذا الأساس يمكن أن يقسم موضوعة إلى قفرات على النحو التالي :

 فقرة  (  1  ) : معلومات عامة تتضمن الحقائق الأساسية عن الفيضان .. وتهدف الفقرة إلى عرض حجم المأساة وأسبابها ويقدم ذلك من خلال تعليق بصوت المذيع .

فقرة (   2  ) : أين الضحايا وماذا جرى لهم ؟ وتقدم هذه الفقرة من خلال تعليقات بأصوات الضحايا .

فقرة (  3   ) : أجهزة الإنقاذ والإغاثة .. وماذا قدمت .. وتقدم الفقرة من خلال تعليقات بأصوات ممثلي هذه الأجهزة .

فقرة (  4    ) : ما هو المطلوب عمله على وجهة السرعة .. وتقدم الفقرة من خلال تعليقات المشردين وملاحظات المذيع نفسه .

فقرة (   5     ) : كيف نتضمن ألا تتكرر المأساة ؟ - وتقدم الفقرة من خلال المتخصصين من المهندسين والجيولوجين وغيرهم .

 ثالثا : المقابلة  Interviewing   : :  تعد المقابلة واحدة من أهم أدوات الصحافة الإذاعية للحصول الأخبار فلكي تحصل على المعلومات ينبغى أن تتحدث إلى الناس وتجرى مقابلات معهم وينبغى أن تجرى كل المقابلات فى مواقع الأحداث .

وهذا يتطلب توفير أجهزة تسجيل خفيفة الوزن وتعمل بالبطارية وذات كفاءة عالية ، كما تتطلب توفير ميكروفونات ذات حساسية فائقة ومن مختلف الأنواع لاستخدامها حسب الحاجة وظروف العمل فى الموقع وإن كان من الضرورى توفير ميكروفون ديناميكى  .

 وفى كل الحالات يكون على المذيع أن يلم بأنواع الميكروفونات وخاصية كل منها والفرق بين أنواعها المختلفة ومجالات استخدامها .. ومن الملفت للنظر أن بعض المحطات تحظر على المذيع أن يستخدم ميكروفونا خاصاً به أي مملوكا له ، أما إذا كان ذلك مباحا فإن بوسع المذيع أن يمتلك كل المعدات التى تساعده على أداء أفضل ، ومهما كان الأمر فإن على المذيع أم يبقى مستعدا لاستخدام الميكروفون العادى الذى يكون مع جهاز التسجيل .

 ويجب على المذيع أن يتحدث أولا إلى الأشخاص المرشحين لإجراء المقابلة قبل أن يحدد موعدا لإجرائها ، ويمكنه أن يخبرهم بأنه يحتاج منهم إلى معلومات وأفكار دون أن يدعوهم لإجراء مقابلة ، حتى يتأكد من قدرتهم ورغبتهم فى التحدث فضلا عن وفرة المعلومات لديهم .

 ثم عليه بعد ذلك – وقبل إجراء التسجيل – أن يعد قائمة بالأسئلة التى يريد الحصول على إجابات عنها وأن يعد لكل شئ إعدادا كاملا من كافة النواحى وعندما يبدأ تسجيل المقابلة يجب أن ينتهى التسجيل فى نفس الموقع لأنه عند تغيير الموقع أو تغيير المناسبة يتأثر الصوت وتبدو المقابلة وقد اختلف صوت المذيع وصوت الضيف اختلافا واضحا بين أجزائها ، بينما يجب أن تستمر الضوضاء والأصوات المحيطة فى كل فقرات البرنامج .

 أما عن استخدام الأسئلة فإن إعدادها مسبقا لا يعنى أن يتقيد المذيع بها وحدها دون غيرها أو أن يحصر نفسه فى إطارها وحدها بل عليه أن يبنى من إجابات الضيف أسئلة جديدة كلما وجد ذلك ضروريا وممكناً .

وفيما يلى بعض المقترحات التى تتعلق بتسجيل مادة التقارير الخاصة وهذه المقترحات هى :

جرب أجهزة التسجيل قبل البدء فى إجراء المقابلة ولا علاقة لهذا الأجراء بخبرتك أو تجربتك أو بكونك مذيعا محترفا . ففى كثير من الحالات يكتشف المذيع بعد الانتهاء من إجراء المقابلة أن بطارية الجهاز لم تكن صالحة للاستخدام ، أو أن جهاز التسجيل لم يعمل أو أن درجة الصوت عالية جدا أو منخفضة جدا ، أو يكتشف عدم وجود شاشة الريح التى تحول دون تأثر الميكروفون بأصوات الهواء ، وقد تسبب فى ظهور صفير الريح أو أصوات الهواء فى التسجيل .. ولهذا يجب على المذيع أن يعني بتجربة أجهزة التسجيل بدقة وفى نفس الموقع الذى ستجرى فيه المقابلة .

 

إشرح للضيف قبل التسجيل الإجراءات الخاصة بالتسجيل والتوليف ، ولذلك لكي يعرف الضيف أن كل تعليقاتك وأسئلتك سوف تمسح من الشريط ويحل محله سرد  Narration  يتم تسجيله داخل الأستوديو وهذا يعنى أن ضيفك يجب أن يقدم مباشرة رواية كاملة لاتبدو أنها تتعلق بسؤال وجه إلى الضيف .

 وهذا نموذج لإجابتين على سؤال واحد :

         هل تعتقد أن إسرائيل ستوافق على وقف إطلاق النار ؟

  ج - أعتقد ذلك فى حالة واحدة ، أقصد إذا واجهت ضغوطا حقيقية من الولايات المتحدة الأمريكية .

  ج - إن إسرائيل يمكن أن توافق على وقف إطلاق النار إذا واجهت ضغطا حقيقا من الولايات المتحدة الأمريكية .

  وإذا تأملنا الإجابتين ، نجد أن الإجابة الأولى لا يمكن أن تفهم للمستمع إلا إذا جاءت مسبوقة بالسؤال ، أما الإجابة الثانية فيمكن أن تفى بالغرض دون وجود السؤال أو الإبقاء عليه فى التسجيل .

   عندما تكون مستعدا لبدء المقابلة ، أطلب من الضيف أن يبقى صامتا لمدة ثلاثين ثانية يسجل عليها ( هواء صامت ) أو الأصوات المحيطة ، وهذا الصمت أو الأصوات المحيطة يمكن الاستفادة منها فى التوليف إذا ما أراد المذيع التدخل فى أي نقطة فى الشريط ، ولن يكون ذلك ملحوظا للمستمع نظرا لأن النقطة التى دخل عندها المذيع تحمل نفس الأصوات المحيطة المسجلة على الشريط .

         وعلى نفس النحو يجب أن تترك الشريط مستمرا فى الدوران لبضع ثوان بعد انتهاء الضيف من كلامه ، ولذلك لأنك عند التوليف أو كتابة النص قد تحتاج لأن يتلاشى الصوت فى نهاية تعليق ضيف أو آخر من ضيوف البرنامج ، فإذا لم يكن هناك مثل هذه (المساحات) الصامتة فى نهاية كلام الضيف يصبح من الصعب إجراء مثل هذا التلاشى .

   تجنب استخدام أية إشارات تشجيعية منطوقة مثل ( آ .. ياه .. هكذا .. تمام .. الخ ) أن مثل هذه الإشارات الصوتية لا يمكن استبعادها عند توليف البرنامج ولذا يمكن تشجيع الضيف بإشارات غير منطوقة كإطراقه بالرأس أو ابتسامة وذلك يكفى .

 

              حاول أن تبقى جهاز التسجيل مستمراً فى الدوران طيلة المقابلة ولكن لا  تتردد فى إيقافه إذا وجدت أن المقابلة لا تسير على مايرام إن الحكمة فى عدم مقاطعة الضيف هو أن غالبية الناس يكون أكثر نشاطاً وحيوية عندما يشعرون بأن ما يقولونه سيذاع بعد ذلك على الهواء ويسمعه الناس.

 

 ومن ثم فإن وقف التسجيل ثم إعادته مرة أخرى يقلل من حيوية الأشخاص وتدفقهم فى الحديث ويشعرهم بأنهم يقولون كلاماً مكرراً سبق أن قالوه وبالتالى يفتر حماسهم فضلاً عن تشويش المعلومات فى أذهانهم .

  اكتب النص بعد توليف الشريط وفى هذه الحالة فإن النص سيتضمن تعليق المذيع أو السرد الذى يتضمن المقدمة أو المدخل الى الموضوع والربط بين الفقرات التى سبق تسجيلها ثم الخاتمة .

  أخيراً سجل البرنامج كاملاً وفقاً للنص والفقرات التى سبق إعدادها وهذا يقتضى الدخول إلي  الأستوديو والعمل مع مهندس متخصص لتسجيل السرد والتعليق الصوتى للمذيع ونقل الفقرات المسجلة فى موضعها بالنسبة لهذا السرد .

          رابعاً  التوقيت :  إن إعداد النص المكتوب للإذاعة يحتاج من المذيع أن يعرف بدقة كم عدد السطور أو الصفحات التى يمكن أن يقرأها خلال مدة زمنية كم دقيقة للصفحة أو كم ثانية للسطر مثلاً ومن ثم لا بد للمذيع أن يحدد الوقت اللازم أو يؤقلم نفسه للوقت المحدد للبرنامج على أساس أنه سيقرأ بصوت مرتفع وبطريقة مريحة وسرعة معقولة ويعرف بالضبط قدرته على قراءة عدد معين من الكلمات فى الدقيقة .

ومن ثم يمكنه أن يعرف كم يستغرق من الزمن فى قراءة نص معين وذلك بأن يحسب أو يعد كلمات السطر ثم يضربها فى عدد السطور ثم يقسمها على سرعته فى القراءة فى الدقيقة الواحدة فإذا افترضنا أن سرعة المذيع هى 70 كلمة فى الدقيقة وأن هناك نصاً يشتمل على 20 سطر وفى كل سطر 7 كلمات :  إذن 7 × 20 = 140 كلمة .

       140 ÷ 70 = 2 دقيقة .

 إذن فإن النص يحتاج إلي دقيقتين فقط أمام الميكرفون وهكذا وبنفس هذه الطريقة يمكن للمذيع أن يعرف مقدماً الزمن الذى يستغرقه قراءة نص بعينه وعلى ضوء ذلك يحدد وقت البرنامج أو يقوم باختصار النص أو القراءة بطريقة أسرع أو أبطأ 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 149 مشاهدة
نشرت فى 29 سبتمبر 2016 بواسطة abdelbadea

ساحة النقاش

الدكتور محمد عبد البديع السيد جامعة بنها

abdelbadea
أهتم بفنون الإعلام المختلفة ( الإخراج الإذاعي -سينما تسجيلية - تحرير الأخبار الإذاعية - بحوث الإذاعة والتليفزيون - التحرير الصحفي الالكتروني ) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,156