موقع الأستاذ الدكتور محمد عبد البديع السيد جامعة بنها

يهتم بالبحوث الأكاديمية وفنون العمل الإذاعي والتليفزيوني

الاعلام والسياسة الخارجية في العصر الرقمي

أصبحت وسائل الإعلام قوة لا يستهان بها خاصة في ظل الثورة الرقمية التي نقلت الإعلام التقليدي الي الإعلام التفاعلي وقد وصفت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة التليفزيون بأنه العضو السادس عشر فى مجلس الأمن الدولي، فى إشارة إلى الدور القوى الذى تلعبه هذه الوسيلة الإعلامية من تأثير على صناعة القرار العالمي.

وفى ظل التطور السريع فى تكنولوجيات الاتصالات والمعلومات الرقمية، أصبح كل فرد حول العالم جزءا من العلاقات الدولية وبات الإنترنت ووسائل التواصل  الاجتماعى اليوم أدوات هامة في السياسة والدبلوماسية وانضم إلى كبار صناع القرار فى العالم وأن 140 حرفا على تويتر، تشكل ملامح السياسة الخارجية للدول، وتؤثر على العلاقات الدولية.

وأصبح أكثر من 170 رئيس دولة لديهم حسابات خاصه علي موقع تويتر، ويعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأعلى متابعة على موقع "تويتر" حيث يتابعه أكثر من 60 مليون شخص على حسابيه الشخصى والرئاسي ويأتي في  المرتبة الثانية، البابا فرانسيس، الذي يغرد بتسع لغات ويتابعه 20 مليوناً، وفي المرتبة الثالثة يأتي الرئيس الهندي ناريندرا مودي ويتابعه 13 مليوناً. 

ولعل أحد أسباب نجاح الرئيس أوباما فى دخول البيت الأبيض لولايتين متتاليتين، كأول رئيس أسود فى تاريخ الولايات المتحدة، اعتماده الذكى على وسائل التواصل الاجتماعى فى حملته الانتخابية، واستمراره على هذا النهج خلال 7 سنوات من توليه منصبه.

وفي الوقت نفسه يُدلي المحكومون ايضاً بدلوهم عبر المدونات وشبكات التواصل الاجتماعي من خلال مشاركه الصور والمعلومات واشرطه الفيديو ويشاركون علي نطاق واسع في الحياه السياسية.

ويمكن القول إن استخدام الساسة لهذه المواقع فى التواصل مع شعوبهم وفى توصيل رسائل إلى دول أخري، ساهم فى إعادة رسم ملامح العلاقات الدولية والسياسة لتصبح "رقمية" أكثر من كونها "تقليدية".

وعلى الرغم من أن هذا العصر أوجد فرصا غير مسبوقة للتواصل بين الناس ولتبادل الأفكار ولتوحيد القوى من أجل المصلحة العامة إلا أن مخاطره ظهرت واضحة خلال السنوات القليلة الماضية من خلال استخدامها فى الصراعات الدولية والعمليات الارهابية، وهو ما يوضح الحاجة إلى ضرورة تنظيم الفضاء الرقمي.

والعصر الرقمى يمثل أيضا عصر نظم القيم المتصارعة، صراع يلعب دورا فى الغالب فى وسائل الإعلام، وأن أهم التحديات التى تواجه العاملين فى مجال الإعلام التهديدات لحرية التعبير وحرية الصحافة حول العالم، وأن التحدى الأساسى يتمثل فى عدم الرد على ذلك بدعاية مضادة، لكن بصحافة قوية وجريئة وجديدة وراسخة".

وفى العصر الرقمي، فإن معادلة انتقال المعلومات من "أعلى لأسفل"تغيرت، وفى مجال الاتصالات الدولية، أصبحت الحكومات مجرد فرد من "حاملى الأسهم" تفقد قدرتها يوما بعد يوم على التحكم فى تدفق المعلومات، وهو ما وضع التصورات التقليدية للدبلوماسية محل تساؤل. الثورة الرقمية لا تمثل تحديا فقط أمام الدبلوماسية التقليدية بل أيضا أمام وسائل الإعلام التى تعتبر عادة عاملا مهما كقوة معلوماتية تساعد فى تشكيل إدراك العامة للصراعات على المستويين المحلى والعالمي، وأحيانا قوة تستخدم كأداة من قبل أحد الأطراف أو من قبل كل الأطراف.

ومضمون الإعلام هو المفتاح الرئيسى للديمقراطية والتعددية، ولا يمكن أن يأتى فى المركز الثانى على الرغم من ضخامة الإمكانات التكنولوجية وتفاعل قوى السوق. وهناك مخاطر تفرضها التكنولوجيات الرقمية أمام حرية الرأي، من جهة احتكار البيانات والمعلومات التى تفرضها كبريات شركات الإنترنت، ومن جهة أخري، العجز الذاتى الرقمى الذى ربما يتسبب فى الكشف عن معلومات شخصية.   

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 266 مشاهدة
نشرت فى 30 يوليو 2015 بواسطة abdelbadea

ساحة النقاش

الدكتور محمد عبد البديع السيد جامعة بنها

abdelbadea
أهتم بفنون الإعلام المختلفة ( الإخراج الإذاعي -سينما تسجيلية - تحرير الأخبار الإذاعية - بحوث الإذاعة والتليفزيون - التحرير الصحفي الالكتروني ) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,686