كثيرا ما نواجه في حياتنا اليومية عدة انتقادات استفزازية من طرف الغير على أمور تتعلق بنا، هذه الإنتقادات تأتي فجأة لتعكر لنا صفاء ما نحن عليه، وأصحاب هذا القاعدة كثر، بحيث هناك من يبحث عن ارتياحه عن طريق انتقاد غيره وينسى أنه في ذلك الحين قد خلف من وراء انتقاده جرحا في قلب ذلك الشخص وربما يبقى راسخا مع طول عمره.
الإنتقاد يأتي بصفة تحطيم لكل ما بنيناه، نقوم مثلا بالجد والمثابرة لأجل تحقيق حلم معين نرتاح إليه ومقتنعين به.. حتى نصادف من يقف حاجزا أمام حلمنا بانتقادات استفزازية محبطة من شأنها أن تضع حدا لمسار حلمنا وأعمالنا...الخ.
المنتقدين المستفزين غالبا ما يكون دورهم في الحياة التحطيم وراء ستار الغيرة والحسد و اللعب بمشاعر الشخص...، أو الإنتقاد على أساس حمايتك من سوء بعض الأمور السلبية التي تقوم بها، وهذه الفئة قليلة..حيث الإنتقاد الاستفزازي قليلا ما يأتي بصيغة المصلحة الشخصية.
ولكن لا يجب أن ننسى أنه من طبعنا يجب أن تقبل الإنتقاد وفي نفس الآن نعيد النظر فيما انتقدنا عليه، إن كان لا يستحق فلا داعي من التأثر ولنكمل طريقنا .. وإن كان يستحق فيجب مراجعة أنفسنا ولنضع حدا ولنغير المسار للوجهة الصحيحة.
لذلك يجب أولا وقبل القيام بأي عمل أو عرض فكرة معينة...الخ، أن نقوم بدراسة أولية تشمل مصلحتنا ومصلحة غيرنا.. وأن نتأكدا جديا أن ذلك الأمر لا يستحق الإنتقاد، وبمعنى آخر يجب أن نقتنع بصحة أعمالنا قبل غيرنا لكي لا نقع في موقف التعرض للإنتقاد الاستفزازي.
هذا من جهة.
من جهة أخرى، مهما تعرضت للإنتقاد يجب أن تؤمن بقوة شخصيتك اتجاه المواقف الحرجة وأن توقظ قواك الإيجابية لمواجهة الإنتقاد بقلب رحب، أضف إلى ذلك في أي موقف للإنتقاد الإستفزازي حافظ على هدوءك وابتسامتك.. لكي لا تخرج على سيطرتك وتقع في موقف أقوى وهو الغضب. حيث يكون للموقف لون آخر.
ودمتم بخير.
عبد الحكيم حكيم.