شوقُ الأماكن
 
هامتْ الشرفاتُ في ليلِ الليالي
 
وسرتْ أشواقي للأيامِ الخوالي
 
ناحتْ طيوريَ الخضراءُ أروقةً
 
كنّا مشيناها مع همسِ الدلالِ
 
حتى القناديلِ سَكَبَتْ مدامعَها
 
على ثرى الشرفاتِ وعلى الأطلالِ
 
على أيكِ الهوى على بيتِ شعري
 
على الزهراتِ في أبهى جلالِ
 
سهدُ الأماكنِ في العينِ يحرقُها
 
وكانتْ عيناكِ في الروضِ الكحالِ
 
يا عجباً لتلكَ الدارِ شاحبةٌ
 
وكانتْ تموجُ على روابي الجمالِ
 
جرتْ عليها أسرابُ العنكبوتِ
 
والأزقةُ الخرساءُ تُرثي لحالي
 
ما أصعبَ الحرفَ في شعـرِ السكوتِ
 
وأهونُ الدمعُ قدْ جرى خلالي
 
أضعتُ العمرَ يا للعمرِ أشقاهُ
 
واغربتاهُ في حِلِّي و ترحالي
 
كلُ الأماكنِ في أشواقٍ كلِها
 
مثلُ هوايا ممدودُ الوصالِ
 
هنا التقينا في هذا المكانِ أذكرهُ
 
كانَ الحبيبُ في ذاكَ المقعدِ الخالي
 
هنا همسةٌ في القلبِ أحملُها
 
تلكَ نظراتٌ داعبتْ خيالي
 
حنينٌ من يديكِ في أناملي
 
وحديثُ عينيكِ في أفقهِ العالي
 
مضتْ سنواتُ العمرِ كأنها
 
برقُ العلا في إدبارٍ و إقبالِ
 
كلُ الأماكنِ تاللهِ ما سعدتْ
 
السعدُ في غيابكِ بعيدُ المنالِ
.......................................
زوروا موقـــع أميــر الرومانسيـــة الشاعر عبد الرحمن أبو المجد  على الانترنت رابط : http://aboalmagd.blogspot.com/