جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
العرسُ والقبر ( حُلم )
أقبلتْ ليلةُ العرسِ و الندمِ
و خيمَ الإسعادُ في دربٍ من العدمِ
جاءتْ الوفودُ إليكِ بتاجٍ
التاجُ أنتِ و الجمالُ بالشيمِ
من بينِ الورى عاشقٌ عذريٌ
ظنوهُ بالفرحِ إليكِ يَزدحمِ
يُبدي البهاءَ و هو يَعتصرُ
و يدمي الأنينَ بثغرِ مبتسمِ
هذا موكبُ العرسِ أنتِ بهِ
و تعلو الزغاريدَ صرخةُ ألمي
لقدْ حانَ الزفافُ وكلٌ لدربهِ
الآنَ ستمضي عن روضةِ القلمِ
وسيغدو القلبُ إلى ثرى قبرهِ
باتَ كلُ شئٍ غيرَ منعصمِ
يراكِ البشرُ ضياءً في ضياءٍ
قمريةً بنورِ فجرٍ مِن أَممِ
كأنَّكِ دريةٌ حسناءُ في شمسٍ
في سماءٍٍ علويةٌ في القممِ
تبدينَ بثوبِ العرسِ المطرزِ
بشعري المصيحِ في الصممِ
كأنَّكِ نورٌ من اللهِ أهداهُ
إلى عرسكِ من كعبةِ الحرمِ
يا فرحةَ التاجِ فاضَ سناهُ
وتجلّى على ريحانةِ النَسَمِ
أما القوامُ فأثرى خطاهُ
بالرقصِ على إيقاعةِ النغمِ
تسيرُ بقليسُ في تبخترِها
لجةًَ في شمسٍ على العلمِ
تلاقتْ عينانا في اشتياقٍ
و حمرةُ الشفقِ تناجي ألمي
تشابكتْ يداهما في عناقٍ
في رجفٍ و في ندمٍ يحتدمِ
و يشربانِ كأسَ حبٍ دفاقٍ
حتى ارتويتُ من حرقةِ السَأم
جرتْ الدموعُ من دمي المجدُولِ
إلى متى يا دمعي الدمعُ يُكتتَمِ ؟
تعلو دقاتي صوتَ الطبولِ
و النازعاتُ من الرأسِ للقدمِ
قالَ الرفاقُ إلقِ إليها تحيةً
بقصيدةٍ منكَ في ليلةِ الكرمِ
تلعثمتْ بي الحروفُ مهابةً
...فمن يجودُ بمجمعِ الكلمِ
أومأتْ إلي بهمسِ طرفِها
و على شفتيها خدرةُ الندمِ
أنشدتُ قصيدةَ الحنينِ بيننا
حينَ كانتْ مع القوافي تنَسجمِ
حينَ كانتْ خيوطُ الشمسِ تظلُّنا
حينَ كانَ اللقاءُ في حمأةِ الهيَمِ
سالتْ الدموعُ منها كأنما
بيتُ القصيدِ يختالُ بالحممِ
فقالتْ في صمتِها الضحوكِ لمِا
أيقظتً بالأشعارِ صبوةَ الضرمِ !
كُتِبَ علينا نيلُ المنايا
هلتْ علينا بالوجدِ و السقمِ
جدبَ الحبُ وماتَ السقايا
و أمرُ الفراقِ اليومَ ينُحسمِِ
.......................................
زوروا موقـــع أميــر الرومانسيـــة الشاعر عبد الرحمن أبو المجد على الانترنت رابط : http://aboalmagd.blogspot.com/
ساحة النقاش