المجموعة الثانية - أسباب ترتبط بالمستقبل :
أولاً - التنبؤ باحتياجات الفرد و المجتمع في المستقبل :
يمكن التنبؤ بهذه الاحتياجات عن طريق دراسة شاملة للواقع و الحاضر تؤدي إلى التنبؤ ببعض الأمور و الاحتياجات المستقبلية على أن تستند على التخطيط الدقيق المرن ، و ليس غريباً أن نتعلم أن رجال التربية في كثير من الدول المتقدمة يخططون الآن للتعليم سنة 2000 ، فهم عن طريق التخطيط و البحوث و الاستفتاءات و النظرة البعيدة إلى الأمام يستطيعون أن يرسموا صوراً لما سوف تكون عليه الحياة في المجتمع وفقاً لهذا المفهوم و لهذه الصورة .
و يمكن أن نستفيد بهذا المثال على ذلك : ( عبر تقرير من التعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية عن أن نسبة لا يستهان بها من التعليم داخل الجامعات سيتم عن طريق تكنو لوجيا المعلومات أو الوسائل الإلكترونية عام 2000 ، و أن حوالي 80% من التعليم سيتم خارج إطار التعليم العالي ، الأمر الذي يدعو القائمين على بناء المناهج و تطويرها إلى الانتباه إلى الأهمية النسبية لأوجه التعليم المختلفة ...
و من هنا ظهرت فكرة التعليم الذاتي و دور العملية التعليمية في إعداد المواطن لكي يمارس هذا الدور في مستقبل حياتة .
و يمكننا القول أن الدول النامية في معظم الأحيان هي التي تعمل علي تطوير مناهجها وفقاً للعوامل المرتبطة بالماضي ، أي بما تم وحدث فقط ، بينما الدول المتقدمة تعمل علي تطوير مناهجها وفقاً لما حدث و لما هو منتظر حدوثه ، أي تتوقع الشيء قبل حدوثة ، و هذه ليست فكرة جديدة ، إذ كثير ما سمعنا في مجال الطب بأن الوقاية خير من العلاج .
ثانياً - المقارنة بأنظمة أكثر تقدماً :
من الضروري التطلع إلى الدول التي قطعت شوطاً بعيداً في طريق المدنية و التقدم ، حتي نتمكن من الاستفادة من خبراتها ، فالإنسان لا يستطيع أن يحكم على شيء بطريقة سليمة إلا عند مقارنته بأشياء أخري .
فالدول النامية إذا تأملت في أوجة التقدم و في النظم المتطورة لدول المتقدمة فإن ذلك سيكون دافعاً على إحداث نوع من التغيير في حياتها و في نظمها حتي تقترب من الدول المتقدمة ، و إذا أخذنا بمبدأ أن إحدى و ظاءف التربية الرئيسية مساعدة المجتمع على إشباع حاجاته و حل مشكلاته ، و ذلك عن طريق تخريج المواطن الكفء و القادر على العمل و الإنتاج ، و من هنا نجد أن الاطلاع على النظم المختلفة في الدول المتقدمة قد يكون وفقاً للدول النامية على تطوير نفسها و بالتالي تطوير مناهجها ، و من أمثلة ذلك : إن تزايدت أوقات الفراغ و ارتفاع الدخل الفردي مع انخفاض عدد ساعات العمل اليومية نتيجة الثورة في مجال الوسائط الإلكترونية – هذه توقعات الدول المتقدمة – الأمر الذي يترتب عليه مشكلة قضاء وقت الفراغ ، مما دعى قيام مدارس و جامعات وقت الفراغ في الصين و الجامعات المفتوحة في انجلترا ، و استخدام الدراسة بالمراسلة و البث الإذاعي و التليفزيوني في إيطاليا و السويد و استراليا و الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة و غيرها ليس سوى تعبير عن الإحساس بما ينتظر الفرد من تحديات ينبغي إعداده لمواجهتها من الآن .
ساحة النقاش