جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أَقْبَلَ الرَّبِيعُ بِأَلْوَانِه الزاهية
سَكَبَ بِالرُّوحِ أَضْوَاءه الباهية
وُلِدْتُ بِكَ يَا رَبِيع الخضرة والزهور
وَنَبَتَتْ بِي خَمَائِلُكَ نورا
يا نيروز الصفاء والضياء الجليل
بِقَلْبِي اِنْهَمَرْتْ بَرَاءَة
الْعُشْبِ وَالنَّسِيمِ الْعَلِيل
نَمَتْ لِي أَجْنِحَةُ الْفَرَاش
لِأُحَلِّقَ وَ أَرْتَشِفَ الرَّحِيق
كَالنَّدَى ..كَمَاءِ الْغَدِير
أَسْرِي فَوْقَ الزَّهْرِ
وَبَيْنَ الرُّبَى أُنْشِدُ الْخَرِير
مِنْ دُمُوعِي الْحَارِقَة تنصب
لتطفئ زرقة الروح
وتصحوعلى كهرمان الحنين
أَطْوِينِي بَيْنَ أَوَرَاقِي أَحْلاَماً تَعْبُرُ الزَّفِير
تَمْحِي الآهَ عَنِ الصَّدْرِ الْحَزِين
أُسَافِرُ إِلَى قِمَمِ الْبِحَار
أُعَا نِقُ النَّوْرَس وَالْمَوْجَ وَالْمَحَار
أُنَقِّبُ عَن اللُّؤْلُئِ فِي الْعُمْقِ السَّحِيق
أَرْحَلُ إِلَى أَعَالِي الْجِبَال
أُسَامِرُ النَّسْرَ وَ الصِّغَار
أَتَأَمَّلُ كَيْفَ يَرْعَاهُمْ بِفَنَاء
مُتَرَبِّعاً فَوْقَ شُمُوخِ الْكِبْرِيَاء
فيغني بصوتي القصيد
بَيْنَ الدَّمْعِ وَ الْحُبِّ
أَسْتَخْرِجُ خَلْطَةَ الْوَفَاء
بَيْنَ الْحَسْرَةِ وَ النَّدَمِ
أَتَأَرْجَحُ أَرْفًضُ اغتيال الأفراح
وأن تسلب البسمة من عيون الأجرام
بِرَائِحَةِ الْحُزْنِ وَالأَلَم
أَسْتَنِدُ عَلَى صَخْرَةِ الْجَلَد
أَتَحَدَّى الصَّعْبَ بعَنَد وصمود
فأغتسل من ضراوة الرياح
حِينَ أَعْبُرُكَ
أُولَدُ بِكَ مَرَّةً وَمَرَّة
أَسْتَنْشِقُ عِطْرَ الْمَحَبَّةِ عَبِير
مِنْ حُلَّتِكَ
أَرْتَدِي فُسْتَانَ الْحَرِير
تكتحلُ أَحْدَاقِي مِنْ حَقْلِكَ الْخَضِير
بَيْنَ الْغَابَة وَ الْبَحْر
نَسَمَات الصُّبْحِ وَ الْمَسَاء
تَسْرِي بِالتَّغْرِيد
وشِتَائِي زَخَّاتُ أَمْطَار غزيرة
ورَبِيعِي أَمْوَاجُ صَفَاء أمطر بشقائق النعمان
وصَيْفِي وَفَاء كبياض اللوتس العذراء
وَ خَرِيفِي جُنُونُ العواصف الهوجاء
مَخَاضٌ بَيْنَ الآه وَ حُبِّ الْحَيَاة
أَرْتَدِي الْخُضْرَةَ وَطَن
وَبُرُوقِي تَلْمَعُ أَمَل
أَجْتَازُ الْمَسَافَات لِسَقْفِ الأَحْلاَم
المعتكفة في فراديس العلياء
لِتَرْتَعِشَ بِالْفُؤَادِ زَفَرَات
تَارَةً أُلاَمِسُهَا فَرَحا
وَ أُخْرَى أَرَاهَا سَرَاب
النَّهَارُ غَرِيبٌ فِي مَرَافِئِ الْهَدِير
سُفُنٌ عَلَى جَنَاحِ النِّسْيَان
وَصَيْحَاتٌ مَوْؤُودَةٌ
تَعَفَّنَتْ فِي طَيَّاتِ الانْتِظَار
اللَّيْلُ يمْحِي الضياء
اَلنُّجُومُ تَخُبُو فِي الْخَفَاء
نُسْرِعُ الْخُطَى
وَئِيدَةً تَتَلاَشَى
لاَ شَمْسَ لَنَا
لاَدِفْءَ ...لاَ شِفَاء
صقِيعٌ عَلَى وَجْهِ الْمَوَتى
وَ حُلْكَةٌ تَغْمَرُ الْمَرْمَى
أَجْرَاسٌ تَرِنُّ بِلاَ صَدَى
حِينَ تَعْتَرِينَا الْمَرَارَة
كَفَوَهَاتٍ مصوبة بلا هدف
ظامئة أطراف أصابعها
يفُورُ دَم البَرَاكِينُ رَمَادٍ مُلْتَهِب
بَيْنَ الْقِمَّةِ وَ السَّفْح
تَجَمَّدَ الثَّلْجُ بِالنَّبْع
لاَ شَيْءَ غَيْرَ رَشَاشِ الْجَمْر
تَتَطَايَرُ تَنْفُثُ السُّمّ
عُبُودِيَّةُ الدَّمْع..
واِنْحِنَاء الْكَسْر..
وصَدِيدٌ.. أَنْطَوِي بِالجُرْح
أَتَأَوَّهُ مِنَ النَّزْف
أَشْمَئِزُّ مِنَ الْغَدْر
ضَاقَ بِي الزَمَان
وجَسَدِي تَرَهَّلَ بِحُرْقَةِ الدَّهْر
أَتُوقُ لِغَابَةٍ مَسْحُورة
بِهَا قَصْرُ الأُسْطُورَة
بِلَيَالِي الدِّفْء مَغْمُورة
لاَفَرْقَ بَيْنَ مَعْلُومَة وَ مَجْهُولَة
ضِيَاءَاتُ الأَقْمَارِ مَنْشُورَة
وَنَهَارَاتٌ خُيُوطٌ ذَهَبِيّةٌ مَنْثُورَة
آهَاتٌ وَ أَسَف
تَغْرِيدٌ الْبَلاَبِلِ نَشِيدٌ سَجِيّ
خَرِيرُ الْمَاءِ هَدِيرٌ شَجِيّ
شُمُوخُ الْجِبَالِ انْحِنَاءَة أَبِيّ
السلاَسِلُ وَ القُيُودُ سطوة غَبِي
تُدْمِي وَ تُضْنِي
لَكِنْ لاَ تُكْسِرُ وَ لاَتُجْدِي
عَزِيمَةٌ أَصْلَبُ مِمَّا يَنْوِي
المصدر: الشاعرة رحيمة بلقاس
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد