همسة وفاء ...إلى الأب والمعلم والصديق الدكتور محمد ندا , أرفع قصيدتي ؛
الشاعرة اللبنانية هتاف صادق
رحيلُ الحُلم
-------------
مررتُ يا أبتي في مرج روضتكمْ
أشتمُّ عطر القوافي من ندي الوردِ
فاغرورق الدمع في عينيَّ ملتهباً
وبُرعمُ الورد لم يضحك ولم يُنْدي
هل غادر الحلم أبياتي وقافيتي
وسافر البلبل الحاني على وعدي
صرختُ من ولهٍ .. أبكي ومن ألمٍ
والحرف مثلي على قربٍ ... على بُعد
وجِعتُ .. لكنني أحسسْت في خَلَدي
من كان مثلُك ,, مرحى جنّةَ الخُلدَ
--------------------
أبٌ رؤوفٌ .. نديُّ القلب .. نبعُ شذىً
والروح تنعمُ في الإيمان والزُهدِ
يُطلُّ كالبدْر في هالاتهِ قبسٌ
ِويرسمُ النور حرفًا شعَّ بالوجد
ويُطرِبُ القلبَ حين الصوت نسمعه
أباً ينادي .. وأنغامُ النُّهى تُصْدي
ويحفلُ الحرفُ في نبضٍ يلامسهُ
ندى الأبوّةِ في قيثارة الرُشدِ
-------------------
شريكةُ العمر لبَّتْ أمر بارئها
وأسلمتْ روحها للواحد الفرْد
وكنتَ أنتَ عليل القلب .. في وجعٍ
تكابدُ الضعفَ والإعياء في السُّهدِ
وحولك الفتيةُ الأنجال ,, تنسُجُهُمْ
أحلامك البيض في الأمجاد والسّعدِ
--------------------
رحلْتَ عنّا ومصر العُرْبِ في مِحنٍ
والخوفُ يقتلنا في خنجر الحقدِ
مصر البهيّةُ شقّوا اليوم طرحتها
وأضرموا النار في بوابة المجد
والنيل فاضَ نحيباً .. يرتجي بطلاً
والسوس ينخرُ في الأهرام والسّدِ
فالثورة اختنقت في مهد شُعْلتها
أبناؤها حطبٌ في موقد الوأدِ
والعُربُ لاذوا بأعداءٍ تمزّقهم
بلا ضميرٍ .. بلا ميثاق أو عهد
فالأمّة انهزمت .. اعراضُها انتُهِكت
في خِدرِ فاجرةٍ .. في حرمة المهدِ
**********
17 / 12 / 2012