جاء في التوراة بهتانًا وزوراً :وقال موسى ( عليه السلام ): يا رب! لماذا خلقت شعبا سوى شعبك المختار؟! فقال: لتركبوا ظهورهم، وتمتصوا دماءهم، وتحرقوا أخضرهم، وتلوثوا طاهرهم، وتهدموا عامرهم. ( سفر المكابيين الثاني، 15: 34 ).
على ربوةٍ ماجدةٍ تتلألأ مدائنك المقدسية لا تفتأ تلوّح لمُخَلِّصها الذي تاه في الطريق وتستجمع أسفارها لتهديها للراحلين إلى الأبدية, فلا يلبث من عاين حروفها إلا أن يتوارى خلف كثبان
مجدك و ينزوي خجلاً أن يلوث مقامات الخلود التي خُطت بمدادِ نجيعٍ لا يجف . إن الواقف على حالكِ ليأخذه العجب و يسافر به إلى حدود لا يرى من بعدها صبحًا لأولئك النيام و كيف يحلو لهم الرقاد ويطيب لهم الطعام وقد عربد شمشون مرة أخرى في الأرض المقدسة يتقدمه "المكابي" ممتطيًا العم سام و العُرّب يتحلقون حول ذواتهم وقد ردوا إيديهم في أفواههم ليرأسهم "بولص" في صومعة الخنا ويشاركوه تحريف الْكَلِم عن مواضعه, فاسترداد الأرض و الدفاع عن العرض"إرهاب" لا ترتضيه المدنية! بهذا يقول حامل لواء الحرية.
و بقية خريطة وجودِنا يُقسّمها فريقان يتسابقان في مهمتهما المجيدة . أولاهما: حَذِقٌ في رمي سهامه على أخيه إن لم يكن بيده فبكتابه و لعناته يصبها صبًا مُريعًا حتى لا يبقى بينهما ودًا يُرتجى ولا قربةً تُغتفر. وثانيهما : لا يرقب في مسلمٍ إلاًّ و لا ذمة يراقب كفاح الأول و يسيل لعابه فرحًا بغنائم حربٍ كفاه الأول خوضها ثم يطير فرحًا ليُعد فطيرة عيد الفصح من دماء "الأُميين" و التي غنمها بينما كان يَسن سكين كلا "المناضلين" !
وما زلت ترقبين السوانحَ مع كلِ قدومٍ لهاجعاتِ النوارس على ضوء فنارتك التي تركل رجيع المد والجزر وتعجبين من أطياف تترا ,تختال أمامك حتى إذا مددت يدك وجدتها سرابًا ادعـى وصلك ثم اختفى, بينما طوتك خطوب لا تفتأ تكتب ألف ملحمة على جبينك الوضاء المعفر بالدم.
_____________________________
*
_____________________________
*شمشون و يهوذا المكابي "بطلان" يهوديان ذُكرا في التراث اليهودي
*عيد الفصح: عيد اليهود المعروف يقال أنهم يعجنون فطيرة عيدهم بدم أحد "الجوييم" أي شخص غير يهودي
*بولص :اليهودي الذي إدعى النبوية وحرف النصرانية
الأميين : هم من يسمونهم اليهود الجوييم : غير اليهود