من صمتك الأبدي
قمت لتعلني التحدي
وتنفضي عنك غبار النسيان
غسلت وجهك بماء المطر
فتراءى لؤلؤ عينيك.. في الشفق
كأنك القمر,
ولاح بلور ملامحك... في الأفق
كأنك البحر.
كنت جرحا ودما
لإسم منبوذ
وشرف مفقود
كالعاهرة,
أضحى جسدك مباحا
تنهشه كل الكلاب..
والقطط,
والفئران,
وحتى الجرذان.
أعدموك بمشنقة التاريخ
حذفوك من قاموس..
البطولات والأمجاد,
أحاطوك بسياج...
القهر والاضطهاد.
أحكموك بقبضة من حديد
جلدوك بسياط القمع
فأنت الجلد.. يابلد.
طواك الدهر عنده زمان
فأن تكوني أو لا تكوني...
فالأمر سيان.
دفنوك في مقبرة النسيان
فأبيت إلا أن تعلني التحدي
وتصيري زهرة للأقحوان
فأنت الجلد يا بلد.
أريج عطرك يفوح..
شذى ورائحة,
للجسد والروح,
يضع لنفسه الأجنحة,
يطير في سماءك الفسيحة..
كنورس من الورد,
والأرز,
واللوز,
وشقائق النعمان...
أنت.. أجل.. أنت..
وردة حمراء,
ونحن نمدوك بذبال وماء.
الآن.. أو غدا...
ستستقلين,
وستصبحين نهاية وهم...
وحقيقة حلم,
وسنفديك.. بغصن زيتون,
وقطرة دم.