إن اي شعب من الشعوب في الارض دوما ما يتكون من العديد من الاطياف والتيارات والاتجاهات وحتى الاديان , ومن الطبيعي ان يكون لكل تيار او اتجاه خواصه ومبادئه وقيمة التي يؤمن بها والتي تشكل تفكيره ونظرته للاخرين ,
ان هذا التنوع هو سلاح ذن حدين فاما ان يكون اداة بناء ورفعة للوطن وتلك هي الغاية الاساسية التي خلق الله التنوع لاجلها فقد قال " " فحينما يكون هناك انسجام وتوافق بين التيارات المختلفة في الوطن الواحد كان ذلك ميزة يستفيد منها الجميع , ولكن ذلك لا يتأتى ايضا الا في وجود حاكم عادل محب للوطن ونحن نرى ذلك الانسجام في كثير من الدول عل من ابرزها دولة ماليزيا التي تضم العديد من التيارات ففيها سكان الملايو والهنود وحتى بعضا من اليهود !
تنوع واضح وواسع بين العديد من التيارات والاتجاهات والاديان وبالرغم من ذلك استطاع مهاتير محمد القائد المسلم الصادق المحب لبلده ولابناء وطنه ايا كانوا استطاع ان يجعل بلاده من الدول الصناعية المتقدمة ..
على اتجاه اخر عندما يكون التنوع في التيارات الموجوده في الوطن الواحد نقمة يعاني منها المواطنون بل ان ذلك قد يصل الى ماهو ابعد من ذلك فان ذلك التنوع قد يكون هراوة قمع قاسية في يد حاكم جائر لا يريد الا السلطة والكرسي وما عدا ذلك فلا يهمه ولا يبحث عنه بل ان الحاكم المتسلط قد يستغل ذلك التنوع ليحوله الى تفرق وتنابذ قد يصل الى الحرب الاهلية في بعض الاحوال او يصل الى وسيلة لالهاء الشعب عن الامور الهامة او المهاترات التي تحدث في الخفاء!
وهذا هو ما نراه حادثا في مصر بشكل واضح خاصة بعد الثورة , فنحن نعلم انها قامت لتطيح بنظام كامل من الفساد بداية بالرئيس الى حكومته الى وزرائه الى اتباعه وزبانيته , امبراطوريه من الظلم والفساد والعفن والسرقة والنهب وحتى العمالة لحساب الأخرين من غير المصريين ، ولكن ماحدث ان المجلس العسكري استطاع ان يدير المرحلة الانتقالية بمنتهى المهارة والحرفية وجميعنا يعرف المرحلة الانتقالية تلك المرحلة بين قيام الثورة الى تسليم السلطة لحكم مدني لكن المجلس العسكري جعلها تلك المرحلة التي انتقل فيها نضال الثوار من الميدان ضد النظام الحاكم الى انشغال التيارات المختلفة بتصيد اخطاء وعيوب بعضها البعض منشغلين عن هدفهم الاساسي الذي خرجوا لاجله !
اننا كنا نرى وجود تناغم غريب (ولن نقول ) دعما بين العسكري واحد التيارات الموجودة بقوة على الساحة المصرية الا ان ذلك التناغم يتغير صعودا وهبوطا ليس حسب مصلحة المواطن المصري اطلاقا بل تبعا لمصلحة المجلس العسكري فقط !
فنحن نرى ان المواطن المصري لم يستفد من وصول حزب الحرية والعدالة الى البرلمان كاستفادة العسكري وجميع الشواهد تؤكد ذلك للاسف
وهكذا استطاع المجلس العسكري اسكات اي صوت موجود في الساحة عن طريق استخدام صوت اقوى ولكنه لا ينطق الا بلسان العسكري ولا يقول الا ما يريد !