النظام السوري يحضر لجريمة كبيرة بحق الطائفة العلوية محاولا ربط مصيرها بمصيره. وهذا هو ليس بالمخطط الجديد , فهذا ما قام به " بن جوريون" رئيس الوزراء الإسرائيلي ومن سبقه من الصهاينة من خلال بالقيام بعمليات إرهاب لليهود لدفعهم للهجرة إلى فلسطين .
فالنظام السوري ومما استطيع رؤيته من خلال بعض تحركاته , دخل في المرحلة الأولى من الخطة البديلة , إذا ما فشلت الخطة الأصلية ببسط نفوذه على سوريا . وتقوم هذه الخطة على تحويل ثورة الحرية إلى حرب طائفية ثم تقسيم سوريا إلى دويلات متناحرة فيما بينها ,
وبوادر تطبيق هذه الخطة :-
- قيام النظام بسحب الأمن والجيش من الحسكة والقامشلي وتسليمها تسليما إلى بعض العناصر من الأخوة الأكراد , وقيل ( مازالت لم تؤكد ) أن هذه العناصر تنتمي إلى حزب العمال الكردي (PKK ) الذي ينادي بقيام دولة كرديه , ومما يزيد من هذه الشكوك هو رفع المسيطرين على هذه المناطق علم كردستان وليس علم الاستقلال السوري ,
وهكذا سيجعل التهديد واضحا للأمن التركي وسيشغل تركيا عن نصرة ثوار سوريا , ومستقبلا ستحيد تركيا عن هذا الصراع لانشغالها بالدولة الجديدة والتي تقع على خط حدودي طويل ومؤثر .
- إعلان الطائفة المسيحية أنها رفضت دعوة النظام لها للتسلح , وقالت أنها جزء من المجتمع السوري ورفضت الانجرار إلى حرب أهليه , وهذا مما يشكر لها ويدل على أنها وعبر تاريخها جزء أصيل من المجتمع السوري يحزنها ما يحزنه ويفرحها ما يفرحه.
- التدمير الهائل بكل أنواع الأسلحة لكل المدن السورية , لم يستثن أي سلاح من دبابات أو مدرعات أو طيران مروحي أو طيران حربي , فالقذائف تتساقط على المدن والقرى والأرياف كالمطر , لا تفرق بين بيت وآخر وشخص وآخر , فالمهم هو القتل والتدمير , وهذا يعني أن النظام هو في مرحلة اللاعوده , وكما يقال " إذا جيت رايح كثر الفضايح" . فلا يعقل أن حاكما يحلم مجرد حلم بالبقاء مسيطرا على شعب قتل أو جرح فردا في كل عائله به , وهدم منازله بالجملة بدون تفرقه . فهذا النوع من التدمير له ما بعده ,
- قيام دويلة طائفية تحت زعامة الأسد سيسعد الإتحاد السوفيتي , فوجودها سيعني بقاء القاعدة البحرية التي تهمه في البحر المتوسط , ووجود دولة ضعيفة عرجاء تحتاج إليه في الحماية والبقاء سيضمن بقاءه في البحر الأبيض المتوسط على المدى الطويل , وكذلك سيسعد طهران , حيث أن قيام دولة شيعية بالكامل على المتوسط تحتاج إليها اقتصاديا وسياسيا سيضمن لها تواجدا على الجهة الأخرى المقابلة لأوربا وتركيا ومصر . وتعطيها ثقلا في معيار الدولي ونفوذا وضغطا .
- قيام مثل هذه الدويلات سيسعد إسرائيل , حيث ان تركيا ستعود إلى إسرائيل لتساعدها على التخلص من حزب العمال الكردستاني والذي نعلم جميعا علاقته الوثيقة بها , وسيسعدها قيام هذه الدويلات الضعيفة المتناحرة على حدودها . مما يجعلها تطمئن على المدى الطويل ,
سوريا اليوم بحاجة لكم إخواننا العلويون , ونتمنى أن تكونوا كمصراته ليبيا , التي دفنت حلم القذافي في تقسيم ليبيا , فنالت فخر إبقاء ليبيا موحدة . وسجل لها التاريخ هذه المأثرة .
انتم بحاجه لإخوانكم السوريون , فالمجتمع السوري واحد , والثوب إذا تمزق فأنه لا يعود صالحا إلا كممسحة لقاذورات الآخرين . فلا تمزقوا الوطن .
وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
http://salehalsulaiman.com