عاش الشعب المصري قرابة النصف قرن منعزلا عن ممارسة الحياة السياسية منهمكا في تأمين لقمة العيش . وعاش قرابة الثلاثين عاما الاخيرة يعاني من فرض نوع معين من الحياة السياسيةعليه وفرض عليه حزب حاكم لا يدري المواطن من ينتخب اعضائه ومن اين ياتي , كل ما يعرفه انه ينام ليلا ليجد الحزب الوطني انهى انتخاباته وتولى مناصبه نهارا !!!
لم يكن بالفعل لدى المواطن المصري اي ميول وربما اي اعتراف باي انشطة سياسية اللهم الا بعض الاعتصامات هنا وهناك والتي كان جلها لاجل الحياة والوظيفة او الاعتراض على حكم جائر ولا اكثر من ذلك وحتى الحركة السياسية المنظمة الوحيدة جماعة الاخوان المسلمين كانت تعاني من الاطهاد والسجن والنفي والابعاد بالرغم من كثرة تابعي هذه الجماعة وتنظيمها
وجاءت الثورة ولم يكن هناك اي ملمح من ملامح الاحزاب السياسة سوى الحزب الوطني والاخوان وحزب الوفد الذي توارى وخبى ضوءه رغم قدمه وظهرت الكثير من الاحزاب السياسة في مقدمتها حزب الحرية والعدالة التابع للاخوان المسلمين وحزب النور التابع للسلفيين واحزاب ليبراليه تكونت حديثا لا باع لها في الحياة السياسية!
وجاءت الدعوة للانتخابات ليجد المواطن المصري ان لصوته ورأيه فيمة ووزنا وخرج ليمارس قيمة جديدة حقيقية في حياته ولكن كان السؤال الاشهر لدى الكثيرين ... حننتخب مين ؟؟؟
سؤال يجب ان يسأله شعب بالكاد كان يسمع نشرة الاخبار وبالكاد يشاهد تلك المسرحيات الهزليه التي تعرض تحت فبةالبرلمان ولم يجد الشعب امامه من الاحزاب المنظمة التي يتوسم فيها الصلاح والملائمة لان يتولى دفة الامور بدلا من ميدان التحرير وان يكون صيحة الشعب الغاضب المكلوم سوى حزبي الحرية والعدالة والنور ... وبالفعل كانت الغلبةلهذين الحزبين الذين وصلوا بانتخابات نزيهة وباختيار الناس فعلا..وبدون الخوض في اداء البرلمان وما كان متوقعا منه او الملابسات او التدخلات او الضغوط المفروضة على هذا البرلمان ... نأتي للنقطة الاهم وماذا بعد الاخوان؟؟
نحن نعلم ان مدة الدورة البرلمانية هي اربع سنوات ثم نبدا في خوض انتخابات جديدة حتى لا نطرح نفس السؤال .. ياترى نختار مين ؟؟ لابد من تغيير نظرة الناس الى المشاركة في الحياة الحزبية والانشطة السياسية
لابد ان لا ينظر الناس الى هذه المشاركة على انها نوع من الرفاهية الزائدة , ولا يجب ان تقتصر على فئة معينة من الناس وشريحة معينةمن العقول .يجب ان تظهر احزاب للعمال والفلاحين , ويجب ان يشارك الشباب بشكل فعال واضح في هذه الاحزاب , لابد ان يكون هناك اكثر من فكر واتجاه يمثلهم حزب واضح له اتجاهاته وله داعموه
اما الانفصال عن الحياةالسياسية . اما الاستمرار في دور المفعول به الذي ينتظر الحلول والخيارات التي تطرح امامه والتي تتحول مع الزمن ومع استمرار السلبية الى فروض لا يوجد سواها فهذا هو ما صنع الديكتاتور السابق ويمكن ان يصنع غيره
ان هذه الدعوة ليست للتشكيك في كفاءة الاخوان وحزبهم او السلفيين وحزبهم ولكنها دعوة لتغيير الدماء والافكار والاساليب , دعوة لو جود المنافسة الشريفةالتي تخلق جوا صحيا من الحرية الحقيقية , وحتى لا تتحول الاحزاب المكونة للبرلمان من احزاب اختارها الناس الى احزاب لا بجد الناس غيرها
فالحذر الحذر من صنع ديكتاتور جديد بسبب السلبية
واللامبالاة !