اَلشَّمْسُ بِقَعْرِ النَّهْرِ نَامَتْ
لاَحِ الْبِدْرُ مِن بَيْنِ الظَّلاَمِ
هُدُوءٌ وَ سُكُونٌ وَ جَمَالٌ
غَابَةٌ عَلَى ضِفَافِهِ تَنَامُ
الْأَضْوَاءُ تَعْكِسُ السّنّا عَلَى الْمَاء
تُعَانِقُهُ رَوْنَقاً وَرَوْعَةَ الْكَمَال
أَلْوَانُ الضَّوْءِ تَحَلَّلَتْ عَلَى صَفْحَتِِهِ
لِتُبْدِي عَظَمَةَ الرَّبِّ وَ تَخْرُجُ
مِنَ الْأَبْيَضِ مُتَعَدِّدَةَ أَكْوَام
مِنْ خَلْفِ نَافِذّةِ الْهُيَام
أُنَاظِرُ تَمَوُّجَاتِ الْمِيَاهِ
تَتَلَأْلَأ وَ النُّجُومُ ضِرَام
تَعْكِسُ ضِيَاءً مِنْ حَوْلِهَا
وَ الْوُرُودُ تُعَانِقُ الْغَمَام
بَيْنَ خَمَائِلٍ وَيَاسَمِينَ وَ جُمان
غَمَرَنِي نَبْضُهُ بِالأُرْجُوَان
يَامُسَافِراً إِلَى هَنَاكَ
حَيْثُ مَهْجَةُ الْقَلْبِ الْمُسْتَهَام
صَافَحْهُ عَنِّي بِطِيبَةِ الرَّيْحَان
أَبْلِغْهُ مِنِّي أَزْكَى سَلاَم
لِمَنْ بَيْنَ الْمُرُوجِ
فَوْقَ سَرِيرٍ مِنْ رِيشِ النَّعَام
وَ تَرْتِيلُ النَّاي تُنْعِشُ الآذَان
وَجُومٌ وَ صَمْتُ الْحَنِينِ
يَحْضُنُ الآنَام
أّبْلِغْهُ أَشْوَاقِي وَ جَوَى
طَابَ لَهُ بِفُؤَادِي الْمَقَام
لِمَنْ يَرْتَدِي لُجَيْنَ الْقَمَرِ
وَيَتَوَشَّحُ ثَغِرُهَ الإِبْتِسَام
مِنْ خُيُوطِ الشَّمْسِ
وَجَدَائِلِ النُّجُومِ
أَضْفِرُ لَهُ وِشَاحَ الأَحْلاَم
أُرَصِّعُهُ نُوراً مِنْ عَيْنَيْهِ
وَضَوْءاً مُشِعّاً مِنَ قَلِبٍ
مَحَى مِنْ طَيَّاتِهِ الظَّلاَم
بُرُوقٌ تُومِضُ
فِي خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ
تُجُلِي سُحُبَ السَّدِيم