منذ عام زرقت بمولود جميل.... انتظرتة أربعين حولاً بل حملت به دهراً. حاول البعض إجهاضي مراراً وتكراراً خوف أن يَجُبَّهُم الغلام ذاك الإرث العظيم. غلام يرث ويرث من الخيرات عظيمها، ومن الأرض نيلها... بل من الحياة شموخها ومن السماء عزها.
عند المخاض تهافت البشر من كل حدب وصوب يهللون فرحين.. لا يصدقون بان أختهم ليست عاقر. فهم لم يُصدقوا حَملي ... ألم يقل طبيب إبليس بأنني واهمة؟
ألم يكتب العرافون بانني مسكونة ؟
بل ألم يقل صاحب الصولجان بأن حملي كذب بهتان وانها خطة لسرقة العرش والتيجان.
ووضعتها انثى... فاستصغروا شأنها وأسعدهم ضعفها كما أشاعوا.
فجاء أبو لهب وزبانيته ليأدوا الطفلة واهلها ويسرقوا إرثها...
أطلقوا النار، أحرقوا الديار... وأسرفوا في القتل والدمار... لكن الطفلة رعاها الله فدخلت بيتها آمنة. ووضعت تحت وصاية الاخ الكبير غصباُ كما جاء في "المزامير" .... يا ويلتاه ممن خطها ورسم حرفها تلك المزامير.
مزامير شيطانية, تتلى عليهم في جنح ليل ساكن... يتلوها حاخام أشقر يقرأ الانجيل والقرآن وأكثر.... لكنه يكتب مزامير تقضي على الكبير والصغير.
جاء في المزمار الأول بأن الاخ الأكبر لا بد أن يكون من العسكر.
وجاء في المزمار الثاني أن تُعقد الافراح فوق جثامين الشهداء حتى يذهب عن الامة البلاء.
ونص المزمار الثالت على أن صاحب الكرسي المخلوع خال من الآفات... فهو مبارك ومن يجلس على عرش مصر دهرا كاملا لا بد ان يكون للكرامات حاملا.... كما جاء في مزمار الدمار.
وجاء في المزمار الرابع ان تشكل لجنة وصاية لتزويج العروس من ابن بلد جدع "ويبقى زيتنا في دقيقنا"... فدقت الطبول لاختيار عريس مقبول.
فتقدم العرسان لكشف هيئة عند إحدى اللجان... لجنة من العفاريت والجان... تقرر من هو فحل الزمان.
أهو من الفلول صاحبة الاقدمية في قتل الرعية؟ أم من الاخوان رعاة الزمان باسم الاديان. ناهيك عن أصحاب السلف الذين يعشقون رومانسية التخلف... أما بقية العرسان فليس لهم أمان فلا أصل لهم في العز والوجاهة لذلك وجودهم فيه كراهة.
اختلف العرسان... وتشابكت الايادي فاحتكموا الى صاحب المزامير فالغى قائمة العرسان وقال بأن آخر المزامير توجب وأد الصبية قبل اختلاف رؤساء العشائر وحصول الأذية... وتفتح المجال لبقاء العسكر.
ها هم يحفرون قبرها مكان ولادتها .. كما جاء في مزامير الأغراب.
وكتبوا على الشاهد المزعوم:
هنا ولدت حرية.... هنا دفنت حرية.... هنا يرقد وطن.