جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
موسى .. فرعون فى ثوب جديد
بقلم الكاتبة المصرية
وفاء إسماعيل
مازال عمرو موسى يصور له خياله انه رجل الدولة القادر بحنكته وخبرته السياسية فى ممارسة الكذب والخداع والتضليل والشعارات الجوفاء على ادارة البلاد بعد ان أكدت خبراته فشله فى إدارة الأزمات التى عصفت بأمتنا العربية ، ونسى السيد عمرو موسى ان المصريين قد لفظوا الفساد وأركانه والكذب والتضليل، وبات حلمهم فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية أكبر من سقف توقعات السيد عمرو موسى وكل فلول النظام .
مازال لسان عمرو موسى لا يعرف سوى لغة الاستعلاء والإستقطاب الحاد المزيف فى مخاطبة من يعنيهم امر فوزه فى انتخابات الرئاسة ، فهو فخور بصداقته لمعظم ملوك ورؤساء العالم ومباهيا بعلاقاته الطيبة بهم ، وبأنه رجل الدبلوماسية الذى يضمن لمصرعلاقات قوية مع دول العالم مستغلا تلك الصداقة ، فى رسالة واضحة للشعب المصرى انه بإمكانه من خلال تلك العلاقات والصداقات والاتصالات أن يرفع شأن مصر الى مصاف الدول الكبرى ، وهذا كذب وتضليل ، فمهما وصلت درجة علاقات موسى مع الخارج فلن تصل الى درجة علاقات مبارك مع نفس الخارج الذى لم يحفظ لمصر يوما ولا لشعبها الحد الادنى من الكرامة .
عمرو موسى يقدم نفسه على انه رجل الدولة الذى خبر كيف يسير العالم على قدميه بينما يجهل كيف يسير الشعب المصرى زاحفا على بطنه من أجل لقمة العيش والكرامة .
عمرو موسى ركز فى معظم بنود برنامجه الانتخابى على جذب المستثمرين فى رسالة واضحة تؤكد تكريس النظام الرأسمالى المتغول والمتوحش الذى تبنى ثرواته على مص دم الشعوب وتحويل البلاد الى وكر لخفافيش المال والأعمال ، ونسى ان تجربة الشعب المصرى مع هذا النظام الفاشل على مدى ثلاثة عقود أودت بحياته وجلبت له الفقر والجهل والبطالة ، وحولت أصحاب المال الى وحوش تحرسها عصابات البلطجة ، بل حولتهم الى مافيا فوق القانون ، وزادت حدة الفوارق الطبقية والغطرسة الإستعلائية ، فتحول غالبية الشعب المصرى الى أناس تعيش خلف الأسوار وخارج الزمن والتاريخ .
عمرو موسى يقدم نفسه على انه المناضل الثائر الذى ناضل من اجل مصر وتصدى لمبارك ، ويدعى زورا ان مبارك عاقبه بإخراجه من الخارجية والدفع به الى جامعة الدول العربية .. ونسى ان ولائه لمن عاقبه كان ولاء العبد لسيده موثقا صوت وصورة حين اعلن انتخابه لمبارك لحسن إدارته..فكيف يرضى من عوقب على نضاله ان يكون ولائه لمن عاقبه ؟!!
هل سمع أحد منكم عن مناضل تحمل العيش فى حضن الطغاة عشرات السنين وتدرج في شتى المناصب من وزير وسفير وأمين ومندوب ومستشار ومدير وملحق دون ان نسمع منه كلمة حق فى وجه جائر ؟ هل سمع منكم عن مناضل يقر بحق اسرائيل فى نهب ثروة مصر من الغاز الطبيعى بل ويؤكد ماجاء فى وثيقة تورطه فى هذا الامر ويدعى بأن تلك الوثيقة كانت ضمن المحفزات من الحكومة المصرية لإسرائيل بعد مؤتمر مدريد للسلام ، وكأن مؤتمر مدريد الذى رفع شعار ( الارض مقابل السلام ) لم يكن مؤامرة شارك فيها عمرو موسى حيئذ وخدعة للامة بأسرها للتغطية على عملية استجلاب الأمريكان للتمترس فى الخليج العربى عام 1991م وخطوة تمهيدية لإحتلال العراق ومن ثم إبتلاعه بعد تدميره ؟ ماذا قدمت اسرائيل للامة العربية فى مدريد لكى تكافىء عليه بإعطائها ثروة مصر مجانا ياعمرو موسى ؟
هل سمع أحد منكم عن مناضل يؤمن بالديمقراطية والشفافية ومرشح لمنصب رئيس مصر يتهرب من كشف ذمته المالية والصحية امام ناخبيه ويقول لهم انه لن يعلن عنها الا عند فوزه بالمنصب ؟ وكأنه يذكرنا بالمخلوع الذى ظل طيلة عقود حكمه يعتبر ان ذمته المالية والصحية سر من اسرار الدولة وجزء لا يتجزأ من امنها القومى ، رغم ان هزاله وضعفه كان باديا للعيان ..انتهت وسقطت دولة العواجيز يا موسى .
لم نر فى حديث موسى الا فرعون آخر يتباه بقوته ونفوذه وعلاقاته وصداقاته ، فى رسالة للمتلقى توحى بانه رجل المرحلة الذى سيعبر بمصر الى بر الأمان بعد ان مهد له عناصر الثورة المضادة الطريق مفروشا بالإنفلات الأمنى وشائعات انهيار الدولة والإقتصاد والرعب من الاسلاميين ، والأخطار التى تهدد مصر داخليا وخارجيا ، ليُجبر المصريين على إختياره مخلصا لهم من تلك المشاكل التى لا تعد ولا تحصى ، بينما موسى لم ولن يكون سوى مخلصا لعصابات النظام من مصير محتوم ينتظرهم .
أيها الطاووووووس الذى يقف بلا حياء امام الملايين يرسم لنفسه بطولة وهمية لايدعيها إلا من يحاول غسل وجهه من العار الذى لحق به وبتاريخه السياسى ..عن أى إنجازات تتحدث وأى بطولات ؟ دخلت السلك الدبلوماسى ومنه الى الجامعة العربية فلم نراك الا فى صورة المتغطرس المغرور بسيجاره الكوبى الفاخر ورأسه التى تنحنى أمام طغاة الأرض من رؤساء وملوك وضحكات ساخرة من دماء الشعوب التى سالت بقنابلهم وصواريخهم التى حولت الأجساد الى أشلاء فى شوارع غزة والعراق وليبيا .. ثم تدعى كذبا أنه بفضل دبلوماسيتك كانت مصر تتمتع بعلاقات متميزة مع دول العالم ومع دول حوض النيل ؟ كلامك لايصدقه إلا جاهل لايدرى من واقعه شىء أو جاحد يعز عليه ان يرى امة تفيق من غيبوتها وفى طريقها للخلاص من المنافقين والوصوليين والمكيافيليين .
المصدر: " صحيفة الوطن العربى " الأسبوعية المستقلة - أسسها : علاء الدين سعيد
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد