و هكذا يتوالى تساقط أوراق التوت
**************************
لم أعتد على قلمي إلا فلسطينياً عربياً حر لا نفاق و لا رياء . هكذا أحببته كما أحبني , و ما يحدث على الساحة السورية الآن استوقفني كثيراً في محاولة للملمة خيوطه و كان الخيط الأول هو السماح لأبناء فلسطين المقيمين في مخيمات اللجوء في سوريا بالتوجه صوب الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة . أدرك جيدا أن النظام السوري لم يكن ليسمح لهم بهذا التحرك لو كانت الأوضاع في سوريا مستقرة كعادتها طوال ما يقارب الأربعين عاما , و لكنه تحت وطء التحرك الثوري الذي يعم مدن سوريا و لتخفيف الضغط عن قواته القمعية و نظامه و توجيه الأنظار إلى هذه الجبهة المنسية سمح لهم بهذا التحرك في الخامس من أيار . لقد توجه الفلسطينيون في سوريا صوب الجولان بهدف سامٍ وقفت بكل جوارحي معه و لكن كان للنظام السوري أهدافه الأخرى , و في الخامس من حزيران خرج الشباب أيضاً صوب هذه الجبهة فسقط منهم بآلة القمع الصهيونية العديد من الشهداء و الجرحى و أخص هنا من أبناء مخيم اليرموك و كانت مفاجأتي الكبرى عندما علمت إن من دعاهم للخروج هم فصائل ما تسمى فصائل الممانعة و على رأسها الجبهة الشعبية القيادة العامة و لإدراكي التام بموقع في هذا الفصيل من القيادة السورية , اتضحت الصورة لدي و أدركت أن هناك ما يحاك ضد الفلسطينيين و بأيدي فلسطينية طالما كانت يدا و بوقا و ذنبا لهذا النظام و ليتني كنت مخطئاً . لكنها إرادة الله و صحوة جماهير المخيم التي أبت إلا أن تسقط آخر ورقة توت تستر عورة رمز هذا الفصيل و هو المدعو أحمد جبريل . رأيت ة استمعت إلى مسرات التشييع التي كانت تنادي بسقوطه محملة إياه المسؤولية الكاملة عما حصل , ليقابَل المشيعون بوابل من زخات الرصاص أسقطت ما يقارب الثلاثين شهيداً و المزيد المزيد من الجرحى . لقد أراد النظام السوري عبر أذنابه و كعادته اللعب بالورقة الفلسطينية و من هنا سمح لهم بالتوجه للجولان ,بل إنه أرسل معهم المصورين و سيارات الإسعاف . أراد النظام ليس كما اعتقدت سابقا توجيه الأنظار لجبهة فلسطين الشمالية بل إرسال رسالة أخرى لدولة الاحتلال و داعميها بأن سقوط النظام السوري الحاكم الآن سيقابله تدهور في الجبهة الشمالية لما يسمى بدولة الاحتلال و أعتقد ان رسالته قد وصلت , فها هو العالم الذي كان مسرعا بردة فعله على أحداث مصر و ليبيا يقف صامتا أمام الجرائم التي ترتكب بحق أبناء الشعب السوري العزّل من تقتيل و اختطاف وتعذيب و قتل أبشع للأطفال و التمثيل بجثثهم و لم يسلم الشرف من هذه الجرائم فكانت عمليات الاغتصاب تتم للفتاة على مرأى من أهلها و كل ذلك لإخماد جذوة الثورة في النفوس الحرة . و لأن شعارنا السابق بأن الطريق إلى القدس يجب أن تمر عبر جميع العواصم العربية سنكون دوما منحازين للشعوب في خياراتها و ذلك لحتمية زوال الأنظمة و بقاء الشعوب و من هذا المنطلق أقول لدعي المقاومة و المتشدق بها أحمد جبريل أن لا مكان لك بيننا و ما بندقيتك إلا بندقية مأجورة للنظام السوري فارحل لا أسف عليك فقد توالى تساقط أوراق التوت التي كانت تستر بعضاً من عورتك فبت اليوم عارياً لم تبق أي ورقة .