خطر فشل اتفاق المصالحة - بقلم: حازم القواسمي
القدس- فلسطين المحتلة
عملنا في الليل والنهار وفي السرً وفي العلن من أجل إتمام اتفاق المصالحة بين فتح وحماس وإنهاء الإنقسام الذي دمّر قضيتنا وفضحنا أمام العالم في الأعوام الأربعة القادمة، ويا خوفي أن يذهب كل جهدنا سدى. فبعد أن كان دور الشخصيات الوطنية المستقلة مهماً للغاية في التواصل بين فتح وحماس وجسر الهوة العميقة التي كانت بينهما، ليس من أجل فتح أو حماس بل من أجل الشعب الفلسطيني، وبعد أن دخلنا في كل صغيرة وكبيرة خاصة في الشهر الأخير قبل توقيع الاتفاق، بتنا نجهل كل شيء عما وصل إليه الاتفاق ونسمع من الصحافة إلى أين وصلت الامور. فقد تخلى عنا الطرفان كما تخلى عن باقي الفصائل الفلسطينية وأصبحا يلعبا وحدهما. ويا ليت هذا اللعب المتفرد بين حماس وفتح ناجح، لكنّا صمتنا وتغاضينا عن أي عملية اقتسام أو محاصصة تتم لصالح الحزبين الكبيرين قد تصب في رأب الصدع بينهما. أما أن يتم اختطاف موضوع المصالحة دون رؤية انعكاس هذا الاتفاق على الأرض، بالتزامن مع اتخاذ بعض القرارات السياسية التي تقلقنا مثل موافقة الرئيس على المبادرة الفرنسية التي تؤجل مرة أخرى موضوع القدس واللاجئين، فهذا يشعرنا بقلق شديد وحاجة للتحرك السريع من موقع المسؤولية وحرصنا الوطني على اتمام المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية. لا يعقل أنه بعد شهر من توقيع اتفاق المصالحة لم يحدث شيء على الأرض. ما زلنا ننتظر تشكيل الحكومة، وما زلنا ننتظر رؤية المعتقلين السياسيين خارج السجون الفلسطينية، وما زلنا ننتظر تشكيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير وما زلنا ننتظر معالجة آثار الإنقسام وكذلك تشكيل لجنة الانتخابات وكل بنود الاتفاق. لا يعقل أنه لم يتم تطبيق بند واحد من الاتفاق حتى الآن، ما عدا فتح معبر رفح وحتى هذا يشوبه بعض المشاكل. الإشكالية الكبرى حتى الآن هي عدم الاتفاق على شخص رئيس الوزراء. وقد تم طرح عدد من الأسماء المحترمة لهذا الموقع، إلا أنه يظهر أن الأخ أبو مازن يصر على سلام فياض حتى الآن ولا يقبل به بديلا. مع أنّ اتفاق المصالحة ينص على مبدأ التوافق بين فتح وحماس على كل بنود الاتفاق بما فيها وأولها تسمية الشخص المناسب لهذا الموقع. فإذا رفضت فتح أو حماس إسماً، يتم إزاحة هذا الاسم جانباً ويبدأ البحث عن أسماء أخرى. ولا نعرف إذا كانت رغبة الرئيس أبو مازن بإبقاء سلام فياض تنبع من ضغط دولي عليه كما يزعم البعض، أو أنه مقتنع بأنه لا يوجد شخص فلسطيني غير سلام فياض يصلح لأن يكون رئيساً للوزراء في هذه المرحلة الدقيقة من القضية الفلسطينية. وفي كلتا الحالتين، إذا تمسك أبو مازن بخيار سلام فياض واستمرت حماس برفضه، سيسقط اتفاق المصالحة في لحظات غير متوقعة وأسرع مما يظن البعض. فالرئيس أبو مازن ما زال مقتنعاً بالمفاوضات والمؤتمرات والجلوس مع الصهاينة والحوار معهم حتى بعد تصريحات نتانياهو الصريحة والواضحة التي تقطع أي فرصة ولو في الأحلام للوصول إلى أي نوع من الاتفاق مع الاسرائيليين. وما زال صائب عريقات منغمساً من رأسه إلى أساسه في المفاوضات ومسؤولاً عنها حتى بعد تقديم استقالته وهو اليوم موجود في واشنطن بشكل رسمي من أجل بحث العودة للمفاوضات. إنّ الوضع الفلسطيني على كف عفريت، وقد ينهار النظام الفلسطيني بأكمله ونقبل على فوضى غير محسوبة إذا لم يتم العمل فوراً على تطبيق اتفاق المصالحة، لأن الشعب لن يقبل بالعودة للانقسام مرة أخرى وهو ما زال ينتظر الاعتذار الصريح من كل من حماس وفتح على السنوات الأربعة العجاف..