قصيدة " القدس " .. للشاعر / علاء الدين سعيد
****************************
لا .. لا تسدِلوا الستار لا لا لا ...
لا تُنزِلوا بالستارِ و لى بكم عَتبُ
كمْ من جرائمَ بالنسيانِ تُرتَكَبُ
إنى أنا القدس لى أهلٌ نأوا عنى
شدّوا الرِحالَ لأحضانٍ هى التعبُ
دعَوا هوى القدس يمضى دونما أملٍ
و صفّقوا للطغاة اليومَ .. فاجتُنِبوا
تشتَّتت فيهم الآراء فاختلفوا
و بالمصيرِ .. و باسمِ القدس قد لعبوا
**********
أنا القدسُ
أناديكم
أنادى كلَّ مَن فيكم
أنادى العقلَ لو يدرى من الأيام ماضيكم
أنادى القلبَ إذ يحنو على من كانَ يُشقيكم
أنادى العينَ إذ ترنو إلى غيرى مآقيكم
أنادى السَمْعَ إذ تدنو إلى سمعى مآسيكم
أنادى اللسن لو يروى بذورَ الحقّ فى فيكم
أناديكم
و من يدرى بقلبى كم أناجيكم ..
فرفقاً بى بنى قومى
فهتكى ليس يرضيكم
و لا أبكى على نفسى كما أبكى مساعيكم
فكُلٌّ منكمو لاهٍ و كأس الخمر يكفيكم
و حُبُّ المالِ و الدنيا وباءٌ قد نما فيكم
و كم من مرأة جالت بقِدِّيسٍ يوَصِّيكم
فلا يوماً وَعَى قدرى و ما شيخٌ سيهديكم
و كلٌّ منكمو لاهٍ
و نحرى فى ملاهيكم
و سيلُ دِماىَ من عِرضى
بعارٍٍ كم يغطّيكم
تقوا اللهَ اتَّقوا اللهَ فيومُ الحشرِ آتيكم
فلا أنثى شفيعتُكم
و ما خمْرٌ سيلهيكم
و لا دنيا لها فَرٌّ و ما مالٌ يُفَدِّيكم
إذ المسئولُ مسئولٌ
فهل عُذرٌ سيحميكم ؟
**********
تنازعتم زعامَتَكم
فمزقتم مراميكم
تقاتلتم
تناحرتم
و مزَّقتم نواصيكم
تمزَّقتم
تراميتم
و أرجاءاٌ ألاقيكم
فمن للشرقِ مجذوبٌ و ظنَّ الشرقَ يأويكم
و من بالغربِ مبهورٌ كأن الغربَ ماضيكم
ففرَّ الكلُّ مِن حَوْلى
تنكَّرتم لأهليكم
فبشراكم بأهوالٍ لتقواكم أَعاديكم
و " قدس ٌ " تملأ الدنيا صياحاً قد عِلا فيكم
و أنتم بئس من نُوْدى و ما أشقى مُناديكم
فكم قدس لكم غيرى لأسلَبَ من أياديكم
و ما صلَّت سوى عندى جموعٌ من نبيَّيكم ..
و هل أُسرِى إلى غيرى ؟
سَلُوا الأقصى سينبيكم
**********
و أجيالٍ ستسألكم :
لِما ضاعت أراضيكم ؟
لماذا القدسُ فى أسرٍ ؟
، و من عنها سيغنيكم ؟
و أىَّ العِرضِ راعيتمْ و هَتكُ البكر يُخزيكم ؟
و لَطَّختم أياديكم دمائى
كى أباهيكم
كأنَّ الجُرحَ يُدميكم
كأنّى من أمانيكم ..
***********
أجيبونى أيا قومى
بصدقٍٍ ما بَدا فيكم
لمن بعتم ذرا المجد ؟
و أىُّ المُلْك ِ يغريكم ؟
لمن بعتم ذرى المجد ،
و اىُّ المُلْكِ يُغريكُم
===================