شارك 40 الف يهودي اسرائيلي على الاقل الاربعاء في مسيرة بمناسبة ما يعرف باسم "يوم القدس" في القدس الشرقية التي تسكنها غالبية من العرب للاحتفال بالذكرى الرابعة والاربعين لاحتلال الشطر الشرقى من المدينة و ضمها إلى الأرض تحت الاحتلال عام 1967
وقال ميكي روزنفلد المتحدث باسم الشرطة ان "اكثر من 40 الف شخص" شاركوا في المسيرة التي من المقرر ان تنتهي عند حائط المبكى (حائط البراق) في القدس الشرقية.
وبعد ساعة من بدء الاحتفال، صرح روزنفلد انه جرى اعتقال خمسة اشخاص من بينهم محتجان يساريان واحد المشاركين في المسيرة دخل مسجدا في القدس الشرقية ولوح بالعلم الاسرائيلي.
واضاف انه "تم اعتقال امرأة عربية بعد ان اطلقت هتافات معادية للسامية، ورجل عربي بعد ان بصق على احد المشاركين في المسيرة".
كما جرى اعتقال خمسة فلسطينيين بعد ان رشقوا اسرائيليين بالحجارة في حي سلوان المضطرب في القدس الشرقية، رغم انه لم يتم الربط بين الاعتقال والمسيرة.
وعند باب العامود، المدخل الرئيسي للبلدة القديمة من القدس الشرقية، شوهد اسرائيليون مشاركون في المسيرة يهتفون "الموت للعرب" ويلقون بالخضروات والعصي والحجارة على الفلسطينيين، مما دفع هؤلاء الى الرد بالرشق بالحجارة.
ومن المقرر ان يسير المشاركون في المسيرة حول اسوار المدينة للوصول الى باب المغاربة لدخوله للوصول الى حائط المبكى.
وتدفق الالاف معظمهم من الشباب وهم يرتدون ملابس باللونين الابيض والازرق، لون العلم الاسرائيلي، باتجاه حي الشيخ جراح، بينما غصت الشوارع المحيطة بالسيارات.
ومع وصول المتظاهرين اغلق الفلسطينيون في القدس الشرقية ابواب متاجرهم تجنبا لحدوث اي صدامات وبدت شوارع البلدة القديمة شبه خالية من سكانها المحليين.
ولم يتوجه معظم المشاركين في المسيرة مباشرة الى حي الشيخ جراح، وفضلوا الرقص والغناء في الشارع الرئيسي المجاور.
وداخل الحي تجمع عدة مئات وتبادلت مجموعة منهم الشتائم مع مجموعة من نحو 30 محتجا من التيار اليساري كانوا يحملون لافتات كتب عليها "التضامن اليهودي-العربي ضد الفاشية" و"المستوطنات غير القانونية في القدس الشرقية عقبة امام السلام".
وقالت ريما ابو شريف التي تسكن القدس الشرقية لفرانس برس "ان المشهد باكمله استفزازي. لا استطيع الخروج من منزلي، وكل شيء مغلق".
وقال روزنفلد انه تم نشر اكثر من ثلاثة الاف شرطي في المدينة ومحيطها للحيلولة دون حدوث مشاكل، كما وضعت القوات على اهبة الاستعداد تحسبا لاية احتكاكات خلال المسيرة.
وتشتمل الاحتفالات التي بدأت عند غروب الثلاثاء واستمرت طوال الليل، على حفلات ومسيرات ومراسم للاحتفال بما يطلق عليه اليوم يوم "توحيد" مدينة القدس عقب احتلالها في حرب 1967.
وفي كل عام يسير المشاركون في المسيرة في شارع يافا، الشارع الرئيسي الذي يمر من المدخل الغربي للمدينة الى البلدة القديمة. ولكن هذا العام ومع تسيير القطارات الخفيفة الجديدة على طول الشارع، تم نقل المسيرة الى القدس الشرقية في خطوة خشيت الشرطة ان تثير اشتباكات.
ويشكل حي الشيخ جراح منذ عدة اشهر مسرحا للعديد من التظاهرات الفلسطينية والاسرائيلية ضد الاستيطان اليهودي بعد طرد عائلات فلسطينية من منازلها في الحي لمصلحة مستوطنين يهود.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اكد مساء الثلاثاء انه يعارض اي تنازلات عن القدس الشرقية قائلا ان"القدس لن تقسم ابدا مرة جديدة" اثناء زيارة الى معهد هاراف وهو معهد تلمودي في القدس شكل انطلاقة للقومية الدينية المتطرفة.
وتعتبر اسرائيل القدس "عاصمتها الابدية والموحدة" في خطوة غير معترف بها من المجتمع الدولي، فيما يريد الفلسطينيون ان يقيموا عاصمة دولتهم المستقبلية في القدس الشرقية الامر الذي ترفضه اسرائيل.
وبنت اسرائيل منذ 1967 عشرات الاحياء الاستيطانية في القدس الشرقية حيث يقيم مئتا الف مستوطن.
وبحسب ارقام صادرة عن المركز الاسرائيلي للاحصاء يقيم في القدس 789 الف نسمة بينهم 492 الف يهودي (64%) و273 الف مسلم (34%) و15 الف مسيحي (2%).