من يزور المقابر
من يَعُد البشر؟
من يُراقب الأرحام
...ويُسَجّل من حضر؟
توقف عن العد
عن الأخذ بلا رَد
يا من يَعُدُّ الجنازات
ويشتم الأموات
يا من يَعُدُّ الرفات
ويلعن الباقيات
لم لا تَعُد الزَهر
على شفاه الثكالى
وترقب السعد
في لحظ الحيارى
لم لا تتوقف عن الهدم
وعَدّْ الحجارة
راقبتَ قفاري
هدمتَ دياري
مزقتَ أوراقي
نجَّست أنهاري
أيها المحتل
أيها السادي
أيها القاتل
آكل الأكباد
كم قتلت من أولادي؟
ولعنت بلادي
لم لا تحصي أسفاري؟
مزيج ليلي ونهاري
هارباً من ويلاتك
إلى خيمة الفناء
عند حدود البقاء
تحت اشجار الزيتون
عند رفات الزيزفون
حيث تسكن
غادة خرساء
تغني بلا وتر
فوق حجر
تندب وطن
سُرِقَ بلا حزن
لا تعد الطعنات
ولا تبكي الجراحات
حيث تزهر الآهات
تزينها رفات
ألف مرة في الليل
وفي كل الأوقات
عدادة الزمن
تجلس ولهانة
ترقب المهانة
مع كل إدانة
تواسيها أقدار
بين قرار وقرار
يأخذها الألم
خلف العدم
حيث أصل العدد
سِجِلَّه في كَبَدْ
يوقف الأرقام
بين الزحام
تعلم منها وسَجِّل
ما أخبرتها السماء
بأن سرقة الأوطان
هي أصل البلاء